الرئيس السيسي لملك إسبانيا: مصر تواجه تحديات جسام على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية شرقا وغربا وجنوبا

منذ 2 ساعات
الرئيس السيسي لملك إسبانيا: مصر تواجه تحديات جسام على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية شرقا وغربا وجنوبا

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه بالإضافة إلى التحديات المشتركة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تواجه مصر تحديات جسيمة في مختلف المجالات الاستراتيجية. وأكد على خطورة التهديد الداهم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، في ظل ويلات الحرب المدمرة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، فضلًا عن المحاولات المتكررة لتفكيك الضفة الغربية من خلال الاستيطان والضم.

وخلال لقاء اليوم بقصر الاتحادية مع جلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا وجلالة الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا والرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة الأولى انتصار السيسي بمناسبة أول زيارة دولية لملك إسباني لمصر، أشاد الرئيس السيسي بالموقف التاريخي لإسبانيا الداعم لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة، وكذلك قرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية في وقت حساس للغاية، واصفاً إياه بأنه “قرار عادل يقف في الجانب الصحيح من التاريخ”.

كما أشاد الرئيس السيسي بالتزام إسبانيا بالسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن مصر تُقدّر هذا الموقف تقديرًا عاليًا، رسميًا وشعبيًا، وتسعى إلى مزيد من التعاون المشترك لتحقيق السلام الدائم لشعوب المنطقة. وأشاد بموقف إسبانيا الداعم للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، لا سيما اعترافها بالدولة الفلسطينية وتأييدها لإعلان نيويورك بشأن حل الدولتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يعكس التزام مدريد بمبدأ حل الدولتين، ويكرس الحق المشروع للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. صرح المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن الملك فيليبي استمع إلى عرض قدمه الرئيس حول الجهود المصرية الحثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقييمه للوضع في المنطقة، لا سيما بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير. وأشاد ملك إسبانيا بجهود مصر في هذا الصدد خلال العامين الماضيين، بما في ذلك خطة إعادة إعمار غزة التي أعدتها مصر، والتي حظيت بدعم وموافقة عربيًا وإسلاميًا.

وأكد الرئيس والملك الإسباني على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، ووقف التصعيد في المنطقة، وبذل الجهود للحفاظ على السلام الذي ساد في المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي.

وفي هذا السياق تم التأكيد على الرفض القاطع لأية مساعي لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، لما في ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية وعدوان وتهديد لأمن الدول المجاورة، فضلاً عن آثاره الخطيرة التي تتجلى في موجات غير مسبوقة من الطرد والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وأكد الجانبان أيضًا رفضهما التام للممارسات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، بما في ذلك توسيع المستوطنات والتهديد بضم الأراضي الفلسطينية، لما تشكله من انتهاك صارخ للقانون الدولي.

تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من الأزمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. وشُدّد على أهمية الحلول السياسية والسلمية التي تضمن السيادة والسلامة الإقليمية ومقدرات الشعوب. واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم عقب المحادثات تبادل الميداليات بين الرئيس وملك إسبانيا، وبين قرينة الرئيس وجلالة ملكة إسبانيا، تقديراً للعلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين الصديقين، وتجسيداً لالتزامهما بتطويرها في مختلف المجالات.

بعد ذلك، أقام الرئيس وزوجته مأدبة غداء على شرف جلالة ملك وملكة إسبانيا، بحضور وفدين من كلا البلدين. ألقى الرئيس كلمة ترحيبية بجلالتي الملك والملكة. بدوره، شكر ملك إسبانيا الرئيس وزوجته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

ألقى الرئيس كلمةً رحّب فيها بجلالة الملك والملكة في “وطنهما الثاني، مصر”. وأكد على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين وحكومتيهما، مشيدًا بمتانة الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في قطاع النقل. كما نوّه بالتعاون الثقافي الهام، حيث تعمل 13 بعثة أثرية إسبانية في مواقع عدة في مصر، مثل سقارة والأقصر وأسوان ووادي الجمال.

صرح السفير محمد النشاوي بأن مراسم الاستقبال الرسمية جرت، وتضمنت استعراضًا للخيول، وعزف النشيدين الوطنيين لكلا البلدين، وعرضًا لحرس الشرف، وإطلاق 21 طلقة تحية، والتقاط صورة تذكارية. تلا ذلك لقاء ثنائي مغلق بين الرئيس وملك إسبانيا، تلته جولة مباحثات موسعة مع وفدي البلدين.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس بدأ اجتماعه مع ملك إسبانيا بالترحيب به في أول زيارة دولة له إلى مصر وباعتباره أول مسؤول إسباني رفيع المستوى منذ توقيع إعلان الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس لإسبانيا في فبراير 2025. من جانبه، أعرب جلالة الملك عن اعتزازه العميق بزيارته لمصر، مشيدًا بمكانتها الإقليمية والدولية الراسخة وتراثها الثقافي العظيم الذي ترك بصماته على الإنسانية جمعاء.

أوضح المتحدث الرسمي أن المحادثات تناولت فرص تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإسبانيا، لا سيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والسياحة والثقافة والتعليم. وأكد الرئيس وجلالة الملك أهمية الاستفادة من الزخم الحالي للعلاقات لتوسيع آفاق التعاون المشترك بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين. وفي هذا السياق، نوقشت آليات تعزيز التبادل التجاري والتعاون في قطاع النقل، بالإضافة إلى استكشاف فرص جديدة للتعاون في مجال الآثار.


شارك