خبراء: تأجيل زيادة أسعار الكهرباء يفسح الطريق أمام البنك المركزي لاستكمال خفض الفائدة

جنينة: تأكيد التوقعات بخفض أسعار الفائدة 2% خلال اجتماع أكتوبر المقبل. شافي: إذا لم يتم تأجيل زيادات أسعار الوقود فلن يكون لها تأثير كبير في خفض التضخم.
ويرى عدد من الخبراء الاقتصاديين أن قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بتأجيل زيادة أسعار الكهرباء سيساعد في إبقاء معدلات التضخم متوافقة مع أهداف الحكومة، ويسمح للبنك المركزي بمواصلة عملية التيسير النقدي، مع خفض متوقع لأسعار الفائدة بنحو 200 نقطة أساس.أعلن رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي أمس أنه لن تكون هناك زيادة في أسعار الكهرباء في الوقت الحالي. جاء ذلك ردًا على ما تردد من أنباء عن احتمال زيادة الأسعار في سبتمبر. ويأتي ذلك تماشيًا مع خطة وزارة الكهرباء لزيادة دعم الكهرباء تدريجيًا.ورفعت الحكومة دعم الكهرباء بنسبة 2900% ليصل إلى 75 مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي، مقارنة بـ2.5 مليار جنيه في موازنة 2024-2025 السابقة.قال هاني جنينة، رئيس قطاع البحوث في الأهلي فاروس، إن الإعلان عن تأجيل أي زيادات في أسعار الكهرباء في الوقت الحالي يمهد الطريق أمام البنك المركزي لمزيد من خفض أسعار الفائدة في اجتماعاته المتبقية في عام 2025. وأشار إلى أنه من المرجح خفض أسعار الفائدة بنسبة 2% في الاجتماع المقبل في أكتوبر.وأضاف جنينة، في تصريحات لـ”الشروق”، أن تأجيل زيادات أسعار الكهرباء، ومبادرات خفض الأسعار، وتحسن قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وتأثير سنة الأساس، كلها عوامل ساهمت في انخفاض معدل التضخم السنوي إلى 10% بنهاية سبتمبر.يتوقع جنينة ألا يكون لزيادة أسعار الوقود، التي أُعلن عنها خلال اجتماع لجنة التسعير التلقائي نهاية سبتمبر، تأثيرٌ يُذكر على معدلات التضخم. وحتى في حال ارتفاع التضخم نتيجةً لهذا القرار، فسيكون ارتفاعًا معتدلًا يتراوح بين 1% و2%. وأشار إلى أن هذه الزيادات لن تعيق العودة إلى سياسة التشديد النقدي، لا سيما وأن ارتفاع العائدات الحقيقية يُمكّن البنك المركزي من مواصلة خفض أسعار الفائدة.ويرى أن تأجيل زيادة أسعار الكهرباء لن يؤثر على برنامج تعاون مصر مع صندوق النقد الدولي، خاصة أن الزيادات سيتم تأجيلها حتى يتم السيطرة على معدل التضخم الذي يوصي به الصندوق.أوصى صندوق النقد الدولي برفع دعم الطاقة والكهرباء كجزء من برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر بقيمة 8 مليارات دولار، والذي سيتم تنفيذه في مارس 2024.وتستعد مصر لاستقبال بعثة من صندوق النقد الدولي خلال الفترة المقبلة، والتي قد توفر لها نحو 2.5 مليار دولار ضمن المراجعتين الخامسة والسادسة للاقتصاد المصري.قال إبراهيم عادل، المحلل الاقتصادي والمالي في مباشر للأوراق المالية، إن القرار يُشير إلى نية الحكومة احتواء التضخم خلال الأشهر المتبقية من عام 2025، مما يُتيح للبنك المركزي استكمال دورة التيسير النقدي. وتوقع عادل خفض سعر الفائدة بنسبة تتراوح بين 1% و2% خلال الاجتماعات الثلاثة المقبلة.وأضاف عادل أن مخاوف التضخم ستزداد ارتباطًا بالزيادات المتوقعة في أسعار الوقود هذا الشهر، خاصة بعد تأجيل زيادات أسعار الكهرباء. وتوقع أن ينخفض التضخم إلى أقل من 12%، وأن يصل إلى 10% في حال تأجيل زيادات أسعار الوقود مع الكهرباء. ومع ذلك، في حال زيادة أسعار الوقود، قد يرتفع التضخم مجددًا إلى 15%، وهو مستوى منخفض يتوافق مع أهداف البنك المركزي.وتوقع عادل أن يقوم البنك المركزي بعد تأجيل زيادات تعريفة الكهرباء بخفض أسعار الفائدة بنحو 1 إلى 2% في اجتماعه المقبل.وفي بيان صادر عن لجنة السياسة النقدية في نهاية أغسطس/آب، توقع البنك المركزي أن يستمر التضخم في الانخفاض طوال عام 2025، ليصل إلى متوسط يتراوح بين 14 و15 بالمئة بحلول نهاية العام.لكن مصطفى شفيع، رئيس البحوث الاقتصادية في عرب أون لاين لتداول الأوراق المالية، يرى أن وقف زيادة أسعار الكهرباء لن يكون له تأثير على التضخم ما لم يتم تأجيل زيادة أسعار الوقود.وتابع الشافعي: “تأثير زيادات أسعار الوقود أكبر من تأثير أسعار الكهرباء، كما رأينا في يوليو/تموز عندما ارتفع التضخم مجددا رغم اتجاهه النزولي آنذاك، ما أجبر البنك المركزي على وقف خفض أسعار الفائدة”. خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنحو 5.25% في ثلاثة اجتماعات متتالية منذ بداية العام.