المؤتمر العلمي بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية يكشف أسرار الكنز البيولوجي «الأسبيرولينا»

عُقد المؤتمر العلمي بعنوان “تعزيز الابتكار في علوم البحار من خلال ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي… من الأعماق إلى الأسواق”، والذي نظمه المعهد القومي لعلوم المحيطات ومصايد الأسماك بالإسكندرية، برئاسة الدكتور عمرو حمودة، رئيس المعهد ونائب رئيس اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو، والدكتورة سوزان الغرباوي، نائبة رئيس المعهد. وعُرضت خلال المؤتمر العديد من الدراسات والاكتشافات الحديثة حول الفوائد المتنوعة للسبيرولينا، التي وصفها المشاركون في المؤتمر بـ”الكنز البيولوجي”.
صرحت الدكتورة هبة سعد السيد، رئيسة قسم الأحياء المائية وقسم تكاثر وتفريخ الأسماك بالمعهد، بأن السبيرولينا من أهم الموارد الطبيعية ذات القيمة الغذائية العالية، حيث تُستخدم في أعلاف الأسماك لزيادة النمو وتعزيز المناعة، كما تحتوي على نسبة بروتين تصل إلى 70%، أي ما يعادل ربع كيلوغرام من اللحم.
وأضافت أن المعهد يضم مختبرًا متخصصًا لزراعة وتجفيف ومعالجة السبيرولينا إلى مسحوق، يُستخدم في أعلاف الحيوانات والعصائر الطبيعية، ويساعد على إنقاص الوزن. كما يُحسّن السبيرولينا لون أسماك الزينة، مثل أسماك الجوبي والسيكليد، ويساعد حتى في علاج السرطان في مراحله المبكرة.
أوضحت الدكتورة شيماء زاهر، الأستاذة المساعدة في علم الطحالب بقسم المياه العذبة بالمعهد، أن السبيرولينا لا تُستخدم في الطعام فحسب، بل تُجفف أيضًا وتُصنع منها أقراص تُستخدم لتعزيز جهاز المناعة وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي. ووصفتها بأنها “مُبهجة للمعدة”.
وأشارت إلى أن هذه الطحالب تُقدم تطبيقات صناعية مبتكرة، إذ تُستخدم في إنتاج البلاستيك الحيوي كبديل للبلاستيك التقليدي الضار. كما تُستخدم في دعامات القلب، وتغليف الأغذية، وحتى المنسوجات، مما يجعلها مكونًا واعدًا في الطب والصناعة.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عمرو هلال، أستاذ مساعد علم الطحالب ورئيس وحدة إنتاج الطحالب بالمعهد، أن الطحالب بشكل عام تعد “كنزًا مفقودًا” يجب استغلاله لما تحتويه من أحماض أمينية مفيدة للإنسان والحيوان.
وأوضح أن السبيرولينا تستخدم كسماد حيوي يعمل عند حقنه على خفض نسبة النفوق في الدواجن لأنها تحتوي على عناصر غذائية مهمة تدعم نمو وصحة الحيوانات.
كما أنه يساعد على تعويض العناصر المفقودة في محاصيل الخس والملفوف والجرجير، مما يفتح آفاقاً واسعة لاستخدامه في تحقيق الأمن الغذائي وتطوير الزراعة المستدامة.
شارك في المؤتمر الدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي للابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي؛ والدكتورة عبير منير، رئيس المعهد القومي لعلوم البحار؛ والأستاذ الدكتور عمرو حمودة، رئيس مركز تخفيف المخاطر البحرية؛ والدكتورة سوزان الغرباوي، نائب رئيس المعهد القومي لعلوم البحار لريادة الأعمال وخدمة المجتمع.
أكد المشاركون في المؤتمر أن السبيرولينا “كنز بيولوجي” وحلقةً وصل بين الغذاء والدواء والصناعة. وتهدف الأبحاث الجارية إلى تعظيم فوائدها لدعم الصحة العامة والبيئة والاقتصاد في آنٍ واحد.