المشاط: 252.8 مليار جنيه استثمارات مستهدفة بقطاع الصناعات التحويلية بخطة 2025-2026 بزيادة 154%

منذ 5 ساعات
المشاط: 252.8 مليار جنيه استثمارات مستهدفة بقطاع الصناعات التحويلية بخطة 2025-2026 بزيادة 154%

ويمثل القطاع الخاص أكثر من 83% من استثمارات القطاع، مقارنة بنحو 17% من الاستثمارات العامة.

وتمثل الصناعات التحويلية غير النفطية أكثر من 65% من إجمالي الاستثمارات في هذا القطاع.

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن خطة 2025-2026 تستهدف ضخ استثمارات بقيمة 252.8 مليار جنيه مصري في قطاع الصناعة التحويلية، بزيادة قدرها 154.1% عن الاستثمار الفعلي لعام 2023/2024، والذي بلغ 99.5 مليار جنيه مصري. وأوضحت أن حصة الصناعات التحويلية غير النفطية من إجمالي استثمارات القطاع تُقدر بنحو 65.6%، بينما تُمثل صناعة البترول النسبة المتبقية البالغة 34.4%. وأشارت إلى أن الاستثمار الخاص يُمثل 83% من إجمالي استثمارات القطاع، مُقارنةً بـ 16.9% من الاستثمار العام.

وأكدت المشاط أن قطاع التصنيع يتميز بالديناميكية والتنوع، ما يمكنه من التكيف السريع مع التطورات التكنولوجية في مجالات الإنتاج، ومواكبة تطورات سلاسل التوريد والمعاملات التجارية الدولية، وتنويع هيكل الإنتاج من خلال تقديم حزم متعددة ومتنوعة من المنتجات الصناعية.

وأوضحت أن القطاع الصناعي يتميز بإنتاجية عالية، مما يُمكّنه من تحقيق معدلات نمو مرتفعة باستمرار. كما يتميز بترابطه القوي مع القطاعات الاقتصادية الأخرى، وقدرته المتنامية على استيعاب العمالة، وقدرته التصديرية إلى الأسواق الخارجية.

وأشارت إلى أن قطاع الصناعات التحويلية يحتل المرتبة الأولى من حيث مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، حيث لا يقل عن 16%، ويعمل به 14% من إجمالي القوى العاملة. كما أن مساهمة القطاع في الصادرات الوطنية، بحصة تزيد عن 85% من إجمالي الصادرات السلعية (باستثناء النفط)، تعزز دوره في التخفيف من حدة الاختلالات الهيكلية في الميزان التجاري. علاوة على ذلك، وبفضل ترابط معاملاته السوقية، يُسهم القطاع بفعالية في تعزيز جهود التنمية وتسريع النمو في القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وأضافت أن قطاع الصناعات التحويلية، نظرًا لأهميته البالغة، يُعدّ قطاعًا ذا أولوية في البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي. ويهدف هذا البرنامج إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، وزيادة مرونتها، وتحسين قدرتها على مواكبة المعرفة والتكنولوجيا العالمية، بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد على المستوى الدولي.

وأكدت أن قطاع الصناعة التحويلية يُعدّ قاطرة التنمية الاقتصادية في مصر، ومحركًا رئيسيًا لنمو جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى، نظرًا لارتباطه الوثيق، والأثر الشامل لتنمية وتنويع أنشطة القطاع. ووفقًا لاستراتيجية وخطط تنمية هذا القطاع، تهدف مصر إلى أن تصبح دولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، ومركزًا رئيسيًا لتصدير المنتجات الصناعية متوسطة التقنية.

أكدت المشاط أن الصناعة التحويلية تُعدّ من أهم ركائز التحول الهيكلي للاقتصاد المصري نحو قطاعات موجهة نحو التجارة والتصدير. وأشارت إلى أن الدولة تُولي أهمية بالغة للقطاع الصناعي بهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع قاعدة صادراتها، وزيادة عائداتها من النقد الأجنبي.

استعرضت وزارة التخطيط والتعاون الدولي مستهدفات قطاع الصناعات التحويلية في موازنة 2025/2026. ويتناول القسم الرابع من الخطة الأهداف القطاعية، بدءًا بالقطاعات الاستخراجية، التي تشمل الزراعة والري والتصنيع والتعدين والكهرباء، تليها قطاعات الخدمات الإنتاجية، التي تشمل النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة وأنشطة قناة السويس.

وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يرتفع الإنتاج الصناعي إلى 6.8 تريليون جنيه في عام 2025/2026، مقارنة بـ5.7 تريليون جنيه متوقعة العام الماضي، بنسبة نمو 19%.

وأشار إلى تطور الهيكل الصناعي خلال سنة الخطة، حيث نما الإنتاج في كل من الصناعات البترولية وغير النفطية بمعدلات متقاربة، مع ثبات الوزن النسبي لكلا الصناعتين إلى حد كبير (82.5% للصناعات غير النفطية و17.5% للصناعات البترولية).

ومن المتوقع أن يصل الإنتاج الصناعي إلى نحو 2.9 تريليون جنيه مصري في عام 2025/2026، مقارنة بنحو 2.4 تريليون جنيه متوقعة في عام 2024/2025، بما يمثل معدل نمو قدره 19%.

سلّط التقرير الضوء على توجهات استراتيجيات التنمية الصناعية في خطة 2025/2026. وتضع الخطة خمسة محاور استراتيجية لتطوير القطاع الصناعي، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 والبرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي. يركز المحور الأول على تكثيف التصنيع المحلي للعديد من المكونات المستوردة التي تتوفر مكوناتها محليًا، مما يوفر فرصًا استثمارية للشركات الوطنية ويحقق فائضًا في النقد الأجنبي.

يجري حاليًا تحديد مشاريع الاستبدال هذه بناءً على قوائم الواردات الحالية وتوافر مكونات التصنيع المحلية. وتشمل القطاعات الواعدة منتجات الحديد والصلب، والمنتجات الورقية، وإنتاج الأدوية والأمصال واللقاحات الطبية، وتصنيع الأنابيب والغلايات، ومكونات وقطع غيار السيارات. ويجري النظر في الالتزام الصارم بالمواصفات ومعايير الجودة العالمية لتعزيز القدرة التنافسية الدولية للمنتجات الصناعية المصرية.

أما المحور الثاني، فيتعلق باستكمال تطوير المناطق الصناعية، بما في ذلك استكمال مرافق مدينة الجلود بالروبيكي، وتطوير وتحديث البنية التحتية للمناطق الصناعية في صعيد مصر بمحافظتي سوهاج وقنا، ومواصلة تحديث البنية التحتية في عدد من المجمعات الصناعية المتخصصة الأخرى التي تتخذ شكل تجمعات صناعية. كما يشمل المحور إنشاء 17 مجمعًا صناعيًا في 15 محافظة، تضم أكثر من 5000 وحدة صناعية جاهزة بنظام حق الانتفاع، واستكمال مجمعين صناعيين للصناعات عالية التقنية، وتوفير أراضٍ جديدة للاستثمار الخاص.

يتعلق المجال الثالث ذو الأولوية بتطوير الصناعات ذات القدرة التصديرية إلى الأسواق الواعدة، بهدف زيادة الصادرات الصناعية بنسبة 15% سنويًا على الأقل. ويشمل ذلك صادرات الكيماويات والأسمدة ومواد البناء والأغذية والآلات والإلكترونيات. وسيتحقق ذلك من خلال التوسع المستمر في حوافز التصدير للشركات، وتوسيع نطاق استرداد التكاليف، وزيادة الترويج للصادرات المصرية إلى أفريقيا. ويشمل ذلك أيضًا زيادة كفاءة البعثات التجارية لتحسين مستويات الأداء وتقديم خدمات معلوماتية متميزة للمستثمرين والمصدرين.

النهج الرابع هو توفير الموارد البشرية وتحسين جودة المنتجات الصناعية المصرية. ويتحقق ذلك من خلال تحسين المهارات المهنية للمتدربين، ومواصلة تطوير نظام التعليم الفني الجامعي ومخرجاته لتوفير قوى عاملة ماهرة، وتوسيع نطاق المدارس المهنية ومراكز التدريب المهني، وزيادة كفاءة مراكز التدريب الصناعي ومراكز التدريب التخصصي.

سيتم تحسين جودة المنتجات الصناعية من خلال تحديث مراكز معلومات وزارة الصناعة، واستكمال نظام توحيد مواصفات الجودة، وتجديد مختبرات ومباني مركز مراقبة الجودة، وتوسيع الدعم الفني للمنشآت الحرفية والصناعية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة اختبار حديثة لمراقبة الأداء التشغيلي ومستويات الإنتاج في المصانع.

يركز التوجه الخامس على إعطاء الأولوية لتطوير الصناعات الخضراء الصديقة للبيئة لضمان التنمية المستدامة. وتشمل هذه الصناعات صناعة الهيدروجين الأخضر، وتصنيع مكونات محطات الطاقة الشمسية مثل الوحدات والخلايا والرقائق الشمسية، وتصنيع معدات معالجة مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر، وتصنيع المركبات الكهربائية، وإنتاج الأجهزة الموفرة للمياه والطاقة. وهذا من شأنه أن يزيد من كفاءة استخدام الموارد ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والنفايات.


شارك