انطلاق ملتقى الشباب العربي الياباني في الجامعة العربية

انطلقت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فعاليات منتدى الشباب العربي الياباني: جسور الحوار والثقافة، بحضور السفير محمد صالح سليمان العجري، الأمين العام المساعد رئيس القطاع الإداري والمالي، والسفير فوميو إيواي، سفير اليابان لدى مصر.
صرح السفير العجايري بأن إدارة الثقافة وحوار الحضارات أطلقت هذا الحوار بين الشباب العربي والياباني بهدف تعريف شباب الجانبين بثقافة وحضارة بعضهما البعض، وتعزيز التقارب بين شباب الدول العربية واليابان. وأكد أن الحوار يتيح لهم فرصة التعرف على ثقافة وعادات وتقاليد كلا الجانبين، مما سينعكس إيجابًا على نفوسهم ويعزز العلاقات الاجتماعية والثقافية بينهما بشكل ملحوظ.
وأضاف العجري في كلمته أن جامعة الدول العربية لديها العديد من منتديات التعاون ومذكرات التفاهم مع العديد من الدول والمنظمات والمجموعات الدولية والإقليمية، وهو ما يعكس التزام الجامعة بتعزيز علاقاتها مع مختلف المنظمات الدولية، إيمانًا منها بأهمية الحوار وتحقيق التفاهم المتبادل.
وأشار إلى أن أبرز هذه التعاونات هو التعاون الطويل الأمد بين الدول العربية واليابان، والذي تم اتخاذ عدة خطوات مهمة في إطاره منذ إنشاء المنتدى الاقتصادي العربي الياباني عام 2009، وإطلاق الحوار السياسي العربي الياباني على المستوى الوزاري عام 2013.
وأوضح السفير العجايري أن هذا التعاون تُوّج بتوقيع مذكرة تعاون بين جامعة الدول العربية والحكومة اليابانية عام ٢٠١٣، تهدف إلى تعزيز الحوار بين الحضارات من خلال تحسين التواصل والتبادل الثقافي بين المثقفين العرب واليابانيين. وأشار إلى قرارات مجلس جامعة الدول العربية التي أكدت على أهمية هذا التعاون، وكان آخرها قرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، في دورته العادية ١٦٣ بتاريخ ٢٣ أبريل ٢٠٢٥، والذي نص على: “نعرب عن تطلع الدول الأعضاء إلى تعزيز وتوسيع علاقاتها مع اليابان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
كما أشار إلى التعاون الذي تطور بين الجانبين في السنوات الأخيرة في مجالات التدريب وبناء القدرات. وقد استضافت جامعة الدول العربية عددًا من الدبلوماسيين اليابانيين لتعريفهم بعمل الجامعة وأهدافها. كما دعا السفير الياباني في القاهرة مجموعة من الدبلوماسيين من جامعة الدول العربية لتعريفهم بأهم القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية في اليابان.
رحب السفير العجايري بمشاركة الطلاب العرب المشاركين في برنامج التدريب الصيفي في هذا الحوار، كونهم يمثلون العديد من الدول العربية. كما أعرب عن امتنانه لعقد هذا الحوار باللغة العربية، مما يعكس رغبة اليابان في تعزيز العلاقات الثقافية مع الدول العربية. وأعرب عن أمله في أن يُسفر هذا الحوار عن توصيات عديدة من الشباب من الجانبين لتبادل الأفكار حول بناء جسور التواصل بين شباب الدول العربية واليابان، واقتراح آلية لتبادل الآراء والأفكار بشكل مستمر بين الجانبين.
أوضح السفير الياباني أنه على مدار العامين الماضيين، نُظمت محاضرات للدبلوماسيين اليابانيين الدارسين للغة العربية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. كما دُعي مسؤولون شباب من جامعة الدول العربية إلى منزل السفير الياباني لإلقاء محاضرات حول السياسة الخارجية اليابانية ومواضيع أخرى.
في كلمته، أضاف أن برنامج التبادل لهذا العام يضم حوالي 20 شابًا عربيًا مشاركًا في برنامج التدريب الصيفي التابع لجامعة الدول العربية، و13 طالبًا يابانيًا شابًا يدرسون اللغة العربية في مصر، سواءً كانوا دبلوماسيين شبابًا أم لا. وهذا يُظهر تنوع برنامج التبادل بين اليابان وجامعة الدول العربية، وهو أمرٌ يُسعدني للغاية.
أوضح أنه قدم إلى مصر لأول مرة قبل أربعين عامًا وبدأ بتعلم اللغة العربية أبجديًا. ومن المعروف أن اللغة العربية هي أصعب لغة يتعلمها اليابانيون.
وتابع: «إن قناعتي تتزايد يوما بعد يوم بأن التواصل مع العرب من خلال اللغة العربية أمر بالغ الأهمية لفهم المجتمع العربي وثقافاته بشكل عميق ودقيق».
وأضاف أن تعزيز التفاهم المتبادل بين الشباب من مختلف الثقافات من خلال الحوار، وكذلك من خلال التعاون السياسي والاقتصادي، مبادرة تُسهم في تعزيز العلاقات بين اليابان والعالم العربي على المستوى الشعبي. ونحن على ثقة بأن الشباب سيقودون الأجيال القادمة نحو مستقبل مشرق.
وأشار أيضاً إلى أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة، خطير للغاية وأعرب عن تقديره للجهود النشطة التي تبذلها جامعة الدول العربية لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة والعمل على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية.
كما أكد السفير الياباني دعم بلاده الكامل لحل الدولتين، وقلقها العميق إزاء الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة. وأشار إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها اليابان لفلسطين بقيمة 230 مليون دولار أمريكي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 في مجالات مختلفة، بما في ذلك الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، والرعاية الصحية، والغذاء. وأكد أن اليابان ستواصل جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وتحسين الوضع الإنساني المتردي.