رئيس وزراء لبنان يرد على زعيم حزب الله: لا سلاح خارج سلطة الدولة

رفض رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام تصريحات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم التي هدد فيها بـ”معركة” وقال إن لبنان “لن ينجو” إذا استمرت الحكومة في خطتها لتقييد إمدادات الأسلحة للدولة.
في مقابلة حصرية مع غسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، قال سلام إن “هذا التهديد الضمني أو المباشر” بالحرب الأهلية “حرام”. وأكد أن “لا أحد من اللبنانيين اليوم يريد حربًا أهلية مرة أخرى”، مؤكدًا التزام حكومته بتنفيذ خطة ضبط الأسلحة.
وفي المقابلة التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط وأذاعتها لاحقا، أكد أن “قرار الحرب والسلام اليوم في يد الدولة، ومن المهم بالنسبة لنا أن تبقى كل الأسلحة تحت سيطرة الدولة”.
وأكد: “قرار لبنان اليوم سيتخذ في بيروت وليس بإملاء من طهران أو واشنطن”.
وأضاف أن الأمين العام لحزب الله “يتحدث عن حصرية السلاح وكأنها مسألة جديدة. حصرية السلاح الحكومي مطروحة منذ اتفاق الطائف وميثاقه، وهو ما يذكرنا به الشيخ نعيم الآن. نعم، حصرية السلاح الحكومي مسألة ميثاقية أساسية، وقد اتفقنا جميعاً في الطائف على بسط سلطة الدولة اللبنانية، بقواتها المسلحة، على كامل أراضيها. لقد تأخرنا سنوات طويلة في هذه القضية”.
اليوم، وبعد انتهاء الحرب الأخيرة واتفاقات وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أكدتُ مجدداً حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وسمّيتُ الجهات التي يحق لها حمله: الجيش، وقوى الأمن، والأمن العام، وأمن الدولة، وشرطة العاصمة. لا يحق لأحد، لا حزب ولا أي جهة سياسية أخرى، حمل السلاح في لبنان. كان هذا في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة، التي كان حزب الله وحركة أمل ممثلين فيها بشكل مباشر، ووافقتا على هذا الاتفاق. قبلت حكومتنا هذا الاتفاق، مؤكدةً على بنود اتفاق الطائف.
وأشار إلى أن هذا يشمل بسط سلطة الدولة بقواتها المسلحة على جميع أراضيها، وحصر السلاح فيها، كما ورد في خطاب تنصيب الرئيس جوزيف عوف، وحصر سلطة اتخاذ القرار في الحرب والسلام مع الدولة. هذا ما اكتسبنا ثقة مجلس النواب من أجله، وهذا هو الميثاق المتفق عليه، لا تفسيرات أخرى.
“نحن لا نخضع أنفسنا للإملاءات الخارجية.”
ردًا على الاتهامات بأن الحكومة تُنفذ مشروعًا أمريكيًا إسرائيليًا مشتركًا، قال سلام: “هذه حكومة لبنانية وطنية تتخذ قراراتها في مجلس الوزراء، وتخضع حصرًا لإملاءات الشعب اللبناني، واللبنانيون يؤيدون بأغلبية ساحقة قرار الحكومة بوضع خطة تنفيذية للحد من السلاح. أعرف من يخضع للإملاءات، ومن يعتبر نفسه امتدادًا لأطراف خارجية”، حسبما نقل موقع “الشرق الأوسط” الإخباري.
لا ينبغي لأحد أن يقول لي إن الأمر يتعلق بـ (المبعوث الأمريكي توم) باراك أو (المبعوث الفرنسي جان إيف) لودريان، أو بإملاءات خارجية. في جوهره، هذا مطلب لبناني ينفذه اللبنانيون متأخرًا، ليس لعام أو عامين، بل لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عامًا. أعتقد أن الوقت قد حان، ولللبنانيين الحق في الاستقرار والأمن اليوم. فبدون الأمن، لن تقف البلاد على قدميها، ولن نحصل على استثمارات ولا أموال لإعادة الإعمار،” قال.
وفيما يتعلق بخطر الاحتجاجات في الشوارع، أكد رئيس الوزراء: “حق التظاهر والتعبير عن الرأي يبقى قائمًا، لكن قطع الطرقات وعرقلة حركة المواطنين اللبنانيين، سواء على طريق المطار أو في أي مكان آخر، ممنوع”. وأشار إلى أن الجيش أحبط مرارًا محاولات مماثلة.
حزب الله يهدد بالقتال
أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يوم الجمعة أن الحزب لن يُسلّم سلاحه، وسيُقاتل إن لزم الأمر. وهدّد بأنه “لن تكون هناك حياة للبنان” إذا عارضته الحكومة. وكانت الحكومة اللبنانية قد كلّفت الجيش سابقًا بوضع خطة لتقييد توريد الأسلحة للدولة. ومن المقرر إنجاز هذه الخطة بنهاية أغسطس/آب.
وأضاف قاسم في كلمة متلفزة أن قرار الحكومة في الخامس من آب/أغسطس تكليف الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى “يحرم البلاد من أسلحة دفاعية خلال العدوان ويسهل قتل المقاومة”، على حد قوله.
ورأى أن الحكومة “اتخذت قرارًا خطيرًا للغاية، ينتهك ميثاق التعايش ويعرّض البلاد لأزمة خطيرة”. وتابع: “لا تجرّوا الجيش إلى صراعات داخلية. الجيش الوطني لديه سجلّ ناصع، وقيادته لا تريد أن تسلك هذا الطريق”.
وقال إن الحكومة “تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي شغب أو انفجار داخلي أو دمار محتمل في لبنان، وعن فشلها في القيام بواجبها في الدفاع عن أمن لبنان ومواطنيه”.
وقال إن الحكومة لا تستطيع وليس لها الحق في نزع الشرعية عن المقاومة.
وحذر من أن الحزب “سيخوض معركة في كربلاء إذا لزم الأمر لمواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي مهما كان الثمن، ونحن على ثقة بأننا سننتصر في هذه المعركة”.