مئات الوجبات بالقمامة.. سر مغامرة ماكدونالدز والبوكيمون بعد حملة المقاطعة العربية

منذ 2 ساعات
مئات الوجبات بالقمامة.. سر مغامرة ماكدونالدز والبوكيمون بعد حملة المقاطعة العربية

أثار مشهد مئات وجبات ماكدونالدز على الطاولات غضبًا واسع النطاق. وقعت الحادثة في اليابان، وهي دولة معروفة بصرامة معايير النظافة فيها. لكن هذا الهلع الجماعي لم يكن سوى نتيجة حيلة تسويقية من سلسلة المطاعم الأمريكية لاستعادة مكانتها في السوق العالمية. في السابق، كانت هناك حملة مقاطعة عربية واسعة النطاق ضد دعم ماكدونالدز لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

تصف الشروق حملات ماكدونالدز الإعلانية الأخيرة لاستعادة شعبيتها بعد حملة المقاطعة العربية. وكان آخر هذه الحملات، وفقًا لـ CNN ورويترز وفاست كومبانيز ومجلة ريستورانت بيزنس، حملة “بوكيمون” الكارثية.

* بين مطرقة المقاطعة وسندان التضخم الأميركي

أثار دعم ماكدونالدز للجيش الإسرائيلي في إسرائيل استياءً واسع النطاق بين العرب والمسلمين. أدى ذلك إلى مقاطعة واسعة لمنتجات الشركة ومظاهرات ضد وجود المطعم الأمريكي. وأدى ذلك إلى أول انخفاض ربع سنوي في مبيعات ماكدونالدز منذ أربع سنوات.

تراجعت أسهم الشركة الأمريكية في الشرق الأوسط وبعض الدول الأوروبية، كبريطانيا وفرنسا، ما دفع الشركة إلى إصدار بيان تنفي فيه أي تورط لها في دعم الجيش الإسرائيلي، سعيًا منها للتخفيف من آثاره الاقتصادية.

خلال الفترة نفسها من عام ٢٠٢٤، عانت ماكدونالدز في الولايات المتحدة من انتكاسات، تزامنت مع موجة تضخم أسعار المواد الغذائية. ووفقًا لإحدى الإحصائيات، ضاعفت الشركة أسعار بعض وجباتها، مما أدى إلى انخفاض مشتريات الفقراء والأثرياء على حد سواء.

لتعزيز أعداد الزوار المتراجعة بشكل حاد، اضطرت الشركة إلى تقديم قوائم طعام بخمسة دولارات لفترة وجيزة. ومع ذلك، لم تتعافَ من أزمة التضخم حتى أكتوبر 2024، عندما تسبب تفشي التسمم الغذائي في وفاة شخص وإصابة 75 آخرين. عزز هذا نفور الأمريكيين من منتجات ماكدونالدز، وأنهت سلسلة المطاعم الأمريكية عام 2024 بثاني أسوأ نتائج ربع سنوية لها، بعد عام جائحة كوفيد-19.

* مع النينجا والبوكيمون… مغامرات ماكدونالدز تعود

وبدأت الشركة الأمريكية عام 2025 بحملة إعلانية ضخمة تهدف إلى العودة عالميًا، مع التركيز على الطبقة المتوسطة والاستفادة من شعبية المسلسلات المتحركة الشهيرة وألعاب الفيديو.

أنفقت الشركة 3.3 مليار دولار على الإعلانات على مدار اثني عشر شهرًا. وسيطر ماين كرافت على حملات ماكدونالدز، تزامنًا مع إصدار أول فيلم مقتبس منها. روجت الشركة لأطباق تحمل شخصيات رئيسية من اللعبة وبطاقات جوائز في نسخة لعبة الفيديو. ولجذب الاهتمام، قصرت الشركة العرض على بضعة أسابيع.

واصلت الشركة استغلال الحنين إلى الماضي، فأطلقت وجبات ممتعة تضم أبطال النينجا وشخصيات هالو كيتي، وأعادت إطلاق مفهوم قديم يُدعى “ماكدونالدز لاند”، والذي لم يُطرح منذ أوائل الألفية الثانية. وقد ضمّ هذا المفهوم شخصيات وخرائط خاصة بالمطاعم، مستوحاة من أنظمة المحاكاة الشائعة بين الشباب الأمريكي.

* تعثرت الحملة على مغامرة بوكيمون

أرادت ماكدونالدز استغلال هواية جمع بطاقات الأنمي والبوكيمون اليابانية من خلال تقديم بطاقات بوكيمون في قوائمها. لكن سوء التخطيط أدى إلى كارثة. اشترى الزبائن اليابانيون على عجل قوائم الطعام التي تكلف 3 دولارات، وباعوا البطاقات بـ 27 دولارًا بعد إلقائها على الطاولة. كانت مشاهد الطاولات المتسخة وقوائم الطعام المزدحمة تتناقض مع النظافة والأدب المتأصل في اليابان.

وأثارت هذه المشاهد غضبا واسع النطاق، ودفعت ماكدونالدز إلى وقف الحملة وإصدار اعتذار رسمي.


شارك