وزير الخارجية يستعرض رؤية مصر لليوم التالي لحرب غزة: تدريب عناصر شرطية من غزة وفترة انتقالية قبل تولي السلطة إدارة القطاع

قدم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة رؤية مصر لمرحلة ما بعد حرب غزة ومستقبل إدارة قطاع غزة.
في مقابلة مع أسامة كمال في برنامج “مساء دي إم سي” على قناة دي إم سي، والذي بُثّ مساء الأربعاء، قال إن مصر لديها رؤية واضحة بشأن الترتيبات والإجراءات الأمنية في قطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب. وأوضح أنه من الناحية الأمنية، يجب الاعتماد على المكون الفلسطيني، فهو أساس فرض القانون والنظام وملء الفراغ الأمني.
وأوضح أن هناك محورين رئيسيين لهذه القضية. الأول يتعلق بقوات الشرطة الفلسطينية الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي يمكن نشرها هناك. وأوضح أن هناك ضباط شرطة فلسطينيين تابعين للسلطة الفلسطينية يتقاضون رواتبهم، ولكنهم بحاجة إلى استدعائهم من مدنهم الأصلية، وإعادة تدريبهم، ونشرهم.
وأشار إلى أن عدد هؤلاء الضباط يُقدر بنحو 5000، ويمكن نشرهم في جميع أنحاء قطاع غزة. كما تعتزم مصر تدريب 5000 ضابط آخرين، سيتم اختيارهم بعناية بالتنسيق مع الأردن والسلطة الفلسطينية لضمان خلو سجلاتهم الجنائية من أي سوابق.
وأشار إلى أنه تم تحديد أسماء العناصر، وأن التدريب سيُجرى على شكل مجموعات في المعسكرات المصرية. كما أشار إلى وجود تعاون مع الأردن لتدريب قوات إضافية على وقف إطلاق النار، ولضمان استعادة الأمن والاستقرار في ظل الفراغ الأمني القائم. كما أكد على ضرورة وجود الشرطة الفلسطينية لسد الفراغ الأمني القائم.
وأشار إلى أن الخطوة القادمة تتعلق بالحكم ومسألة من سيحكم قطاع غزة. والرؤية واضحة، وسيتم مناقشتها في المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار والإنعاش السريع في قطاع غزة بالقاهرة. وأوضح أن رئيس الوزراء الفلسطيني سيصل على رأس وفد كبير لمناقشة جميع الاستعدادات للمؤتمر.
وأشار إلى أن ورشة عمل حول الترتيبات الأمنية والحوكمة ومن سيدير القطاع ستُعقد في اليوم الأول من المؤتمر. وأوضح أنه لا يمكن لأي دولة تخصيص أموال (لإعادة الإعمار) دون فهم واضح لمن سيوفر الأمن على الأرض ومن سيدير القطاع.
أكد عبد العاطي التوصل إلى اتفاق مع جميع الأطراف المعنية بشأن تعيين 15 شخصية، من بينهم تكنوقراط ومهندسون وأطباء، وجميعهم شخصيات بارزة في قطاع غزة. جميعهم موجودون حاليًا في القطاع، وهم مستقلون. وسيتولون إدارة القطاع لمدة ستة أشهر.
وأوضح أن الغرض من الأشهر الستة هو إعطاء السلطة الفلسطينية الوقت لإعادة تأهيل نفسها والتحضير لنشرها وتولي السيطرة على قطاع غزة، باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة التي ينبغي أن تدير قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية، وذلك لضمان سلامة أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأكد أن اللجنة الإدارية ستعمل خلال الأشهر الستة المقبلة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية على تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار المبكرة بما يتوافق مع قرارات مؤتمر القاهرة.
وأوضح أن موعد هذا المؤتمر سيتم الإعلان عنه فور التوصل إلى وقف إطلاق النار، وأنه سيتضمن عدة فعاليات رفيعة المستوى على المستويين السياسي والوزاري.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من خطة إعادة الإعمار المبكرة مهمة للغاية في ظل معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وحاجتهم إلى إعادة الخدمات الأساسية وتوفير المساكن الجاهزة والخدمات مثل الصرف الصحي ومياه الشرب والعيادات الطبية.
وأوضح أنه بعد انتهاء عمل اللجنة الإدارية سيتم إنشاء السلطة الفلسطينية كسلطة تشريعية، وأن الحكومة في رام الله لديها بالفعل مديريات في غزة تتبع للوزارات.