إطلاق منظومة التقاضي عن بُعد في الدعاوى الجنائية.. خطوة نحو العدالة الرقمية وتيسير إجراءات الحبس الاحتياطي

منذ 6 ساعات
إطلاق منظومة التقاضي عن بُعد في الدعاوى الجنائية.. خطوة نحو العدالة الرقمية وتيسير إجراءات الحبس الاحتياطي

أطلق الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمستشار عدنان فنجاري وزير العدل، نظام المحاكمة عن بُعد للقضايا الجنائية بمحكمة شرق الإسكندرية. يسمح النظام للمحامين بحضور جلسات تمديد الحبس الاحتياطي عن بُعد، وبالتالي تقديم دفاعهم نيابة عن المتهم المحتجز دون المثول أمام المحكمة. وهذا يكمل نظام تمديد الحبس عن بُعد من السجن. شارك في الإطلاق: الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية؛ المستشار زكريا يوسف حسن حرزالله رئيس محكمة استئناف الإسكندرية وعضو مجلس القضاء الأعلى؛ المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي؛ اللواء دكتور أحمد يوسف السولية نائب وزير الداخلية للشؤون القانونية؛ الدكتور أحمد طنطاوي رئيس مركز الابتكار التطبيقي؛ وعدد من كبار المسؤولين من وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعدل والداخلية والنيابة العامة والهيئات والجهات القضائية.

ويهدف هذا التطبيق إلى نشر وتعميم هذه الآلية على مستوى الدولة لتمكين استخدامها بأقصى قدر من الكفاءة والفعالية في العمل اليومي، بما في ذلك في كافة قاعات المحاكم الجنائية والتجارية. يُمكّن النظام الجديد أيضًا من تحويل المرافعات الشفوية والقرارات القضائية وأقوال المدعى عليهم إلى نص مكتوب. يستخدم الذكاء الاصطناعي هذه التقنية لتحويل البيانات الصوتية إلى نص مكتوب. يهدف هذا إلى أتمتة محاضر المحاكمة والاستغناء عن الإنشاء اليدوي. استُهِلَّ حفل الافتتاح بعرض فيلم يُوثِّق الخدمات التقنية لنظام المحاكمة عن بُعد والخدمات الرقمية لوزارة العدل ومكتب الهجرة. كما قُدِّم عرضٌ تقديميٌّ حول نظام تحويل الكلام إلى نصٍّ والمحاكمات عن بُعد في القضايا الجنائية.

في كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت أن هذا النظام يمثل نقلة نوعية في التعاون بين وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعدل والداخلية لتطبيق آليات رفع الدعاوى الجنائية بما يلبي متطلبات العصر الرقمي. وأضاف أن هذا التعاون يُعدّ لبنة أساسية في بناء منظومة عدالة رقمية في مصر. وأوضح أنه خلال عام، تم ربط أكثر من 850 خط ألياف ضوئية بجميع قاعات المحاكم والمؤسسات الإصلاحية ومراكز الشرطة لتفعيل نظام مراجعة تمديد الحبس الاحتياطي، مما يوفر الجهد والتكاليف. كما زُوّد النظام بـ 1530 وحدة اتصال مرئي، مما يتيح للقضاة مخاطبة المتقاضين أينما كانوا وعقد جلساتهم في مواقع متعددة في آن واحد. وأضاف الدكتور عمرو طلعت أنه تم تعزيز البنية التحتية الرقمية لتمكين المحامين والقضاة والشهود من المشاركة عن بُعد في بيئة آمنة تلبي أعلى معايير الأمن السيبراني. كما تم تطبيق نظام يحوّل النصوص المنطوقة من محاضر الاجتماعات إلى نص مكتوب باستخدام تقنيات التعرف على الصوت والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن النظام طُوّر بالكامل من قِبل مركز الابتكار التطبيقي التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويتمتع بدقة تتجاوز 96%.

أكد وزير العدل في كلمته أن هذا النظام يمثل نقطة تحول لا نحافظ فيها فقط على التراث القانوني الغني لمصر، بل نضيف إليه جوانب جديدة من الإبداع والريادة. كما أكد على أن الوقت قد حان لمواكبة الإجراءات القضائية للتطورات التكنولوجية. وأشار إلى أن هذا النظام يُعد خطوة استراتيجية رائدة نحو تحديث منظومة العدالة الجنائية وضماناتها الموضوعية دون حضور شخصي، مما يوفر الوقت ويخفف الأعباء ويحفظ الحقوق ويحمي الحريات ويضمن استمرارية العمل القضائي الفعال في أي طارئ أو عائق، ويسهل الإجراءات القضائية لتحقيق العدالة الناجزة. وهذا هو الهدف الأسمى الذي تسعى الوزارة إلى تحقيقه تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتيسير الإجراءات القضائية والسعي نحو التحول الرقمي الكامل مع الحفاظ على الحقوق والحريات. كما أشاد معالي وزير العدل بالجهود الدؤوبة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الداخلية، وتعاونهما المثمر، ليس فقط في هذا المشروع، بل في العديد من المشاريع والإنجازات الأخرى. وهذا يُظهر تماسك مؤسسات الدولة، والوعي المؤسسي العميق بأن العمل العدلي منظومة متكاملة تتكامل فيها الجهود، ويبقى هدفها الأسمى الحفاظ على مقدرات الوطن ورفعة رايته. كما شارك الوزيران في جلسة افتراضية بشأن تمديد الحبس الاحتياطي، حيث مثل المتهم ومحاميه عن بعد أمام محكمة جزئية بمحكمة شرق الإسكندرية. ويأتي تطبيق هذا النظام في إطار استعدادات وزارة العدل لتطبيق قانون الإجراءات الجنائية الجديد الذي أقره مجلس النواب في دور الانعقاد الماضي والذي ينظم إجراءات المحاكمة عن بعد في القضايا الجنائية.


شارك