الفلبين تشعل الصراع الصيني – التايواني من جديد.. وبكين تحذر: يلعبون بالنار

منذ 6 ساعات
الفلبين تشعل الصراع الصيني – التايواني من جديد.. وبكين تحذر: يلعبون بالنار

تصاعدت الأزمة بين الصين وتايوان مرة أخرى يوم الاثنين بعد أن طرد خفر السواحل الصيني السفن الفلبينية من المياه المحيطة بشعاب سكاربورو في بحر الصين الجنوبي.

صرح خفر السواحل الصيني في بيان أنه رصد واعترض السفن الفلبينية بعد تجاهلها التحذيرات، مما أجبرها على الفرار. وأضاف في بيان أن العملية كانت “احترافية، ومعيارية، ومشروعة، وقانونية”.

يُعدّ حيد سكاربورو البحري أحد أكثر المناطق البحرية المتنازع عليها في آسيا، ونقطة خلاف دبلوماسي حول السيادة وحقوق الصيد. وقد سُمّي الحيد نسبةً إلى سفينة بريطانية جنحت هناك قبل نحو ثلاثة قرون.

تسعى الصين منذ فترة طويلة إلى المطالبة بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريبًا، بما في ذلك المناطق التي تطالب بها بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام.

الرئيس الفلبيني يثير الجدل وبكين تحذر من اللعب بالنار

أثار الرئيس الفلبيني بونج بونج ماركوس جدلاً واسع النطاق عندما أعلن أن الفلبين سوف تتورط في صراع بين الصين وتايوان بسبب قربها الجغرافي ووجود عدد كبير من العمال الفلبينيين.

وأضاف ماركوس أن الفلبين لا تستطيع تجنب المواجهة في مضيق تايوان بسبب موقعها الجغرافي.

اتهمت الصين الفلبين بـ”اللعب بالنار” وزعمت في وزارة خارجيتها أن هناك صين واحدة فقط في العالم وأن تايوان جزء لا يتجزأ منها.

وأكدت أن قضية تايوان هي شأن داخلي صيني، وأن الصين لن تتسامح مع التدخل الأجنبي، بحسب صحيفة جلوبال تايمز الصينية.

صرحت الصين بأن القرب الجغرافي والكثافة السكانية في الخارج لا يبرران تدخل دولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى. وحثت الفلبين على الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة” وعدم التدخل في الشؤون الجوهرية للصين.

وفي أعقاب هذه الاتهامات، قال الرئيس الفلبيني إن الصين “أساءت تفسير” تصريحاته.

ونقلت قناة التليفزيون الفلبينية الرسمية عن ماركوس قوله في مؤتمر صحفي في قصر مالاكانانغ إن تصريحاته جاءت خلال زيارة للهند الأسبوع الماضي، حيث أشار في ذلك الوقت إلى أن الفلبين سوف تتأثر حتما إذا نشأ صراع عسكري بشأن تايوان بين بكين وواشنطن.

أكد أنه كان يروي “حقائق” فحسب، وأن أي حرب على تايوان ستشمل الفلبين. وأشار إلى أن أكثر من 100 ألف فلبيني يعيشون ويعملون في تايوان، لا سيما في مصانع الإلكترونيات وعمال المنازل، مما يجعل إجلاءهم ضروريًا في حال نشوب صراع.

مخاوف المستثمرين

تُثير عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية قلق المستثمرين الذين لم يتوقعوا هجومًا صينيًا على تايوان. إلا أن عودته تُجبرهم على الاستعداد للتطورات المحتملة بشأن هذه الجزيرة الديمقراطية ذات الحكم الذاتي، والتي تُمثل، إلى جانب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخرًا، نقطة خلاف في العلاقات الأمريكية الصينية.

قال موكيش ديف، كبير مديري الاستثمار في شركة أرافالي لإدارة الأصول في سنغافورة، إنه من الصعب التحوط ضد مخاطر الغزو. ففي حال وقوعه، لن تُستقر التداولات، وقد تختفي العملة تمامًا، وفقًا لما ذكرته شبكة سي إن إن الاقتصادية.

وقال ستيف لورانس، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة بالفور كابيتال، إنه في حال وقوع هجوم على تايوان، فإن الاختيار سيكون بين استمرار التقلبات العنيفة أو الخروج السريع للحفاظ على رأس المال.

ارتفعت احتمالية قيام الصين بمهاجمة تايوان من ما يقرب من الصفر في بداية العام إلى 12% على منصة المراهنات Polymarket.

وقد دفع هذا المستثمرين الأجانب إلى سحب حوالي 11 مليار دولار من سوق الأسهم التايوانية هذا العام قبل إعادة استثمارها في مايو/أيار 2025. ومع ذلك، لا يزال المؤشر أقل بنسبة 6% من مستواه في بداية العام.

التهديد الصيني المستمر منذ عام 1949

ظلت تايوان تحت التهديد الصيني منذ عام 1949، بعد أن فرت حكومة جمهورية الصين المهزومة من الحرب الأهلية إلى الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونج دون تبادل لإطلاق النار لعقود من الزمن.

بحر الصين الجنوبي منطقة ذات أهمية استراتيجية، تربط بين عدة دول، منها الصين والفلبين وتايوان. وهو مصدر حيوي للموارد البحرية، وأحد أهم طرق التجارة الدولية، مما يجعله مسرحًا متكررًا للنزاعات البحرية.

تُمثل المطالبات البحرية المتنازع عليها بين الصين ودول مثل الفلبين وفيتنام وماليزيا، بالإضافة إلى قضية تايوان، صراعًا مستمرًا. وقد تصاعدت التوترات مع توسع الوجود العسكري الصيني، مما أثار قلق الدول المجاورة.

تتصاعد التوترات البحرية بين الفلبين والصين بشكل كبير، ونظرا للتحديات السياسية والدبلوماسية المصاحبة لها، تظل قضية تايوان عاملاً حاسماً لمستقبل العلاقات بين هذه الدول.

تقع تايوان على بعد حوالي 160 كيلومترًا قبالة ساحل جنوب شرق الصين، ضمن “سلسلة الجزر الأولى”، التي تبدأ شمال اليابان وتمتد جنوبًا عبر تايوان والفلبين إلى فيتنام، بما في ذلك الأراضي المتحالفة مع الولايات المتحدة.

يتوقع بعض الخبراء الغربيين أن يمنح احتلال الصين لتايوان حرية أكبر في ممارسة نفوذها في غرب المحيط الهادئ، وقد يشكل تهديدًا للقواعد العسكرية الأمريكية في غوام وهاواي. ووفقًا لصحيفة الشرق الأوسط، تُصرّ الصين على أن نواياها سلمية بحتة.

وفي الوقت نفسه، يواصل المجتمع الدولي مراقبة التطورات عن كثب ويسعى إلى تهدئة الوضع وضمان الأمن الإقليمي.


شارك