مدير مكتب إعلام غزة الحكومي يستغرب خطة احتلال مدينة غزة رغم إعلان تدمير بنية حماس سابقا

الثوابت: إن احتلال مدينة غزة يعرض مئات الآلاف من الفلسطينيين للخطر والجوع والمرض وانهيار المرافق الصحية المتبقية. – إن الاستمرار في هذا المسار ليس إجراءً عسكرياً بحتاً، بل هو عقاب جماعي محرم دولياً.
أعربت حكومة غزة، الجمعة، عن استغرابها من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، رغم إعلان تل أبيب في وقت سابق أنها “ستدمر البنية التحتية لحماس”.
وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي إسماعيل الثوابتة لوكالة الأناضول إن القرار أثار “سؤالا جوهريا حول ازدواجية الخطاب الإسرائيلي”.
وأوضح: “لقد سبق للقوة المحتلة أن أعلنت في عملياتها البرية السابقة أنها دمرت البنية التحتية لحماس، فكيف يمكنها تبرير عملية احتلال جديدة اليوم بزعم أنها تريد القضاء عليها؟”
ورأى مدير مكتب الإعلام الحكومي أن في هذا التناقض “أهدافاً سياسية واستراتيجية”.
وأكد أن احتلال مدينة غزة وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الإبادة الجماعية يمثل “تصعيدا خطيرا” ويعرض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر بشكل مباشر.
وأدان قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بشأن التصعيد العسكري في قطاع غزة “بأشد العبارات الممكنة”.
خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بالكامل، باستثناء مناطق صغيرة، وبقي فيها لعدة أشهر قبل أن ينسحب من معظم المناطق في أبريل/نيسان 2024 بعد إعلانه “تدمير البنية التحتية لحماس في المدينة”.
وأضاف الثوابت أن “أي عملية احتلالية جديدة ستؤدي إلى تفاقم هذه الكارثة وتعريض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر بشكل مباشر، بما في ذلك من خلال الجوع وانتشار الأمراض وانقطاع الرعاية الطبية للمصابين بأمراض مزمنة وانهيار المرافق الصحية المتبقية”.
إن العقوبات الجماعية محظورة دوليا.
وأكد مدير مكتب الإعلام الحكومي أن هذا الإجراء “ليس إجراءً عسكرياً بحتاً، بل هو عقاب جماعي محرم دولياً”. وأشار إلى أن أي خطوة من هذا القبيل تمثل “مغامرة” تتحمل “قوات الاحتلال مسؤوليتها الكاملة بموجب القانون الدولي”. وأشار إلى أن سياسة إسرائيل المستمرة في التجويع والحصار وحرمان السكان المدنيين من السلع الأساسية تشكل “جريمة ضد الإنسانية”.
إعادة التوطين القسري
وأضاف الثوابتة أن قطاع غزة يواجه “أزمة إنسانية غير مسبوقة”، تشمل نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والإمدادات الطبية، وانهياراً شبه كامل للبنية التحتية للمياه والكهرباء، وتشريد مئات الآلاف من المدنيين. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى “اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوقف هذا القرار ومنع تنفيذه، وفتح المعابر والممرات الإنسانية الآمنة والمحايدة تحت إشراف دولي عاجل، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق”. صادقت الحكومة الإسرائيلية، صباح الجمعة، على خطة تدريجية طرحها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل وتهجير سكان مدينة غزة من شمالها إلى جنوبها. تبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة بتهجير سكانها البالغ عددهم مليون نسمة جنوبًا. ثم تُطوّق المدينة وتغزو الأحياء السكنية. أما المرحلة الثانية فتشمل احتلال مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة، والتي دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كبير. وفقاً للأمم المتحدة، 87% من قطاع غزة يخضع بالفعل للاحتلال الإسرائيلي أو يخضع لأوامر إخلاء. وتُحذر الأمم المتحدة من أن أي توسع عسكري إضافي ستكون له “عواقب كارثية”.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، من قتل وتجويع وتدمير وتشريد، متجاهلة الدعوات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها. خلّفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية 61,330 قتيلاً، و152,359 جريحًا، وأكثر من 9,000 مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.