هل كانت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران مشهد النهاية أم بروفة لحرب كبرى؟

منذ 2 ساعات
هل كانت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران مشهد النهاية أم بروفة لحرب كبرى؟

في تعبير عن حالة التأهب القصوى في إيران، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اليوم عن الموافقة على خطة جديدة لتوسيع برامج التدريب على “الدفاع المدني الشعبي” في ضوء تزايد احتمالات المواجهة العسكرية الجديدة مع إسرائيل.

أوضح رئيس الأركان عبد الرحيم موسوي أن الخطة تتكون من ثلاث مراحل: قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. وسينصب التركيز على توسيع نطاق تدريب المدنيين، وتجنيد المتطوعين، وتحديد مسؤوليات الجهات الرسمية في بناء وإدارة الملاجئ. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء مجال جوي للطوارئ استعدادًا لاحتمال عودة الحرب.

من جهة أخرى، صعّدت إسرائيل من لهجتها. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن تل أبيب تستعد لمفاجأة إيران مجددًا، وحذّر طهران من مواصلة تهديداتها منذ انتهاء المواجهة بين البلدين في يونيو/حزيران الماضي.

في ظل هذه التصعيدات بين البلدين، يرى المحللون والخبراء أن الحرب بينهما قد تكون وشيكة. ويرى الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسة الدولية، أن حرب الاثني عشر يومًا بين إيران وإسرائيل لم تكن الفصل الأخير ولا الحرب النهائية، بل كانت مجرد تجربة قابلة للتكرار، مع احتمال استمرار التصعيد بين الجانبين لسنوات قادمة.

صورة 1

في تصريحات لايجي برس، أكد سنجر وجود تقارب في ميزان القوى العام بين إيران وإسرائيل، إلا أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يمنحها أفضلية نسبية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للتدخل الفوري لحماية إسرائيل أو دعمها في عمليات لا تستطيع تنفيذها بمفردها. هذه هي معادلة “إسرائيل-أمريكا” التي حققتها مصر في حرب 1973 على يد الرئيس السادات، والتي لم تستوعبها أطراف أخرى مثل حماس وحزب الله والحوثيين، أو حتى إيران.

ماذا تريد إيران من الشرق الأوسط؟

أشار أستاذ السياسة الدولية إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تفترضان أن إيران لا تسعى فقط إلى الطاقة النووية السلمية، بل تسعى أيضًا إلى تطوير أسلحة نووية. هذا، إلى جانب دعمها لحزب الله وحماس والحوثيين وجماعات في العراق ولبنان وسوريا وغيرها، يفتح الباب أمام تحدي الهيمنة الحالية في المنطقة، والتي تعتمد على توازن القوى بين القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. وأكد أن لا إيران ولا إسرائيل تمتلكان القدرة على الهيمنة على الشرق الأوسط.

صرح سينغر بأن الحرب التي استمرت 12 يومًا بين البلدين ستتكرر على الأرجح، ولن تستمر أكثر من 10 إلى 15 يومًا دون أن تتفاقم إلى حرب كبرى أو استخدام أسلحة نووية أو غير تقليدية. وحذّر من أن استمرار إيران في بناء قدراتها النووية، سلمية كانت أم لا، يُبقي على احتمال توجيه ضربات استباقية إسرائيلية أو أمريكية. وأكدت تحليلات الاستخبارات أن الهجمات لم تُدمّر المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، وأن إيران لا تزال قادرة على تخصيب الأسلحة النووية.

صورة 2

وتابع: “العلاقات الإيرانية الإسرائيلية متشابكة أيضًا مع علاقات أمريكا مع الصين وروسيا، لا سيما في ظل التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا ووجود تحالفات استراتيجية بين إيران وروسيا والصين. وهذا يعني أن المنطقة ستبقى خاضعة لتوازن القوى بين القوى الكبرى لفترة طويلة قادمة”.

بداية جولة جديدة من الصراع بين البلدين أم نهاية مشهد مأساوي؟

يرى الدكتور علي الأعور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الحرب بين إسرائيل وإيران شكّلت نقطة تحول في الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويشير إلى أن أحداث السابع من أكتوبر، “طوفان الأقصى”، ألقت بظلالها على الصراع، وجعلت الولايات المتحدة، وخاصة الرئيس دونالد ترامب، تُدرك أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط.

قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية لايجي برس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ورفض قيام دولة فلسطينية سيُبقي إسرائيل في حالة حرب دائمة ويمنعها من الاندماج في المنطقة. وأكد أن المجتمع الدولي عجز عن حل الصراع الفلسطيني لأكثر من مئة عام، ولذلك اندلعت الحرب بين إيران وإسرائيل.

وأضاف أن إسرائيل تلقت دعمًا عسكريًا كاملًا وضوءًا أخضر من الولايات المتحدة. واستخدم ترامب حق النقض (الفيتو) للتغطية على قصف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة مفاعل فوردو. وأكد أن الولايات المتحدة، رغم انخراطها الفعلي في الحرب، انتهت دون حل شامل للقضية الإيرانية.

صورة 3

وأوضح خبير الشؤون الإسرائيلية أن آثار الحرب كانت كبيرة. فقد نجحت إسرائيل في شنّ ضربة استباقية أسفرت عن مقتل عدد من كبار الضباط الإيرانيين، بالإضافة إلى عدد من الفيزيائيين والعلماء النوويين والباحثين. كما قصفت إسرائيل مواقع ومواقع إطلاق صواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك، نجحت إيران في قصف منشآت عسكرية إسرائيلية، ووزارة الدفاع، ومقر الموساد، مما أجبر ستة ملايين إسرائيلي على البقاء في الملاجئ لمدة اثني عشر يومًا.

أشار العور إلى أن الحرب لم تنتهِ بعد، إذ لا تزال القضية الإيرانية مطروحة على طاولة نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية. ولا تزال إسرائيل تعتبر إيران تهديدًا وجوديًا، مشيرًا إلى أن إيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم، وتمتلك مئات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي دمرت مناطق في تل أبيب.

اختتم الدكتور علي العور كلمته مؤكدًا أن الحرب لم تُحسم سياسيًا ولا إعلاميًا، وأن التهديدات المتبادلة مستمرة. ويعتقد أن كلا الطرفين يُعِدّان لجولة أخرى ومعركة أوسع قد تُفضي إلى حرب شاملة.


شارك