مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: قادة إسرائيل يتطلعون لحرب بلا نهاية بثمن كارثة إنسانية في غزة

منذ 12 ساعات
مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: قادة إسرائيل يتطلعون لحرب بلا نهاية بثمن كارثة إنسانية في غزة

دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جيك سوليفان، الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الحرب في قطاع غزة بشكل كامل وإجراء تبادل أسرى. وأشار إلى أن إسرائيل مسؤولة عن المجاعة في قطاع غزة، وعليها منعها.

اقتراح جديد وحرب بلا نهاية

وكتب سوليفان في مقال نشر الجمعة في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “سما”، “يجب على قادتهم (الإسرائيليين) أن يضعوا اقتراحا جديدا على الطاولة ويرسلوا جميع الجنود المختطفين إلى منازلهم مقابل وقف إطلاق نار دائم ونهاية كاملة للقتال”.

وأضاف: “إسرائيل قوية اليوم، وأعداؤها ضعفاء. لكن إسرائيل لم تترجم نجاحاتها العسكرية إلى استراتيجية تضمن الأمن طويل الأمد لمواطنيها”.

قال سوليفان: “يواجه القادة الإسرائيليون حربًا لا نهاية لها، مع نجاحات عسكرية ضئيلة بالكاد تُلاحظ، ولكن على حساب كارثة إنسانية مطولة ومقتلٍ بشع للفلسطينيين الأبرياء”. وأضاف: “عزلة إسرائيل الدولية تتسع وتتعمق وتزداد حدة. وهذا يهدد أمن البلاد ورفاهها على المدى الطويل. كما أن القتال المستمر يحول دون أي إمكانية لبلورة رؤية إيجابية للاستقرار الإقليمي وتطبيع العلاقات”.

أكد سوليفان أن “هدف المفاوضات الإسرائيلي يجب أن يتجاوز وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وأن يتضمن اقتراحًا جريئًا وفوريًا: إنهاء الحرب مقابل العودة السريعة لجميع المختطفين، أحياءً وأمواتًا. ودون مزيد من النقاش حول المراحل المختلفة، ودون مزيد من التصريحات من الوزراء الإسرائيليين بأن الحرب قد تُستأنف خلال شهرين، فإن حماس ستنقل السيطرة الإدارية على غزة إلى كيان فلسطيني تدعمه دول المنطقة. وسيساعد المجتمع الدولي في المهمة الجسيمة المتمثلة في إعادة إعمار غزة”.

وأشار إلى أن “حماس ستكون ملزمة بالموافقة على مثل هذا الاتفاق، خاصة إذا حشدت الولايات المتحدة العالم لدعمه ومارست ضغوطا كبيرة على حماس”.

حزب الله وحماس نموذجاً

وفيما يتعلق باستمرار وجود مقاتلي حماس في قطاع غزة، قال سوليفان: “لقد أظهر وقف إطلاق النار في جنوب لبنان أن إسرائيل يمكن أن تشعر بالأمن دون قتل جميع إرهابيي حزب الله، وهو هدف عسكري غير قابل للتحقيق بطبيعته. ويمكن لإسرائيل أن تتصرف ضد حماس بنفس الطريقة”.

يعتقد أنه إذا أعادت حماس تسليح نفسها، فإن إسرائيل تستطيع “أن تطبق في غزة الاستراتيجية التي انتهجتها في لبنان لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله. عمليًا، تتمتع إسرائيل بوضع أفضل لمنع إعادة تسليح حماس لأنها تسيطر على حدود غزة بشكل أكثر إحكامًا من الحدود اللبنانية. كما تستطيع إسرائيل صياغة استراتيجية دبلوماسية مع الدول العربية تطالب أولاً بنزع سلاح حماس”.

تدمير قطاع غزة وتجويع الأبرياء

أشار سوليفان في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن “البديل لإنهاء الحرب هو استمرار الحروب التي لا تنتهي، والتي تفرض تكاليف أخلاقية واستراتيجية باهظة على إسرائيل ولا تُحقق أي نجاحات حقيقية سوى الهدف البائس وغير المقبول لليمين المتطرف: التدمير الكامل لقطاع غزة، وتقليص عدد سكانه، وإقامة المستوطنات. على إسرائيل أن تثبت أنها لا تسعى إلى ذلك، وإلا سيتحول أصدقاؤها إلى نقاد”.

وأكد قائلاً: “إن الصعوبات التي تواجهها إسرائيل في ساحة المعركة هذه لا تبرر الواقع المروع المتمثل في جوع الأبرياء. لا شيء يبرر ذلك. إن استمرار الحرب يفاقم الأزمة الإنسانية”.

وتابع: “أنا على اتصال مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن المعاناة العميقة التي يعيشها الفلسطينيون الأبرياء، وخاصة الأطفال”.

“لقد شهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية حصاراً مستمراً على دخول السلع الأساسية إلى قطاع غزة بأكمله، تبعه تنفيذ خطة غير منظمة لتوزيع المساعدات تسببت في أضرار مخزية للسكان المدنيين الفلسطينيين وأوقعت خسائر بشرية فادحة”.

رفض سوليفان ادعاء إسرائيل بعدم مسؤوليتها عن المجاعة في قطاع غزة. وأكد: “الحقيقة هي أن إسرائيل تسيطر عسكريًا على قطاع غزة، وبالتالي تتحمل مسؤولية تهيئة الظروف التي تسمح للعاملين في المجال الإنساني بتوزيع المساعدات بأمان على سكان القطاع”.

وأضاف: “الخطوات الأخيرة، مثل وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، خطوات في الاتجاه الصحيح. لكن الإجراء المهم الوحيد هنا ليس الجهد المبذول، بل النتيجة. إذا لم تصل المساعدات إلى مستحقيها، فعلى إسرائيل العمل على ضمان وصولها إلى المحتاجين”.

وأشار إلى أنه عندما تُقرر إسرائيل التعامل مع مهمة مُعقدة وخطيرة ودقيقة، فإنها تُثبت باستمرار قدرتها على القيام بذلك. ولا نسمع سياسيين إسرائيليين يقولون إن هذا الأمر “ببساطة بالغ الصعوبة” عندما يتعلق الأمر بهم. هذا ردٌّ غير مقبول على هذه الأزمة الإنسانية.

صرح سوليفان قائلاً: “جذر المشكلة، بطبيعة الحال، هو استمرار الحرب. لن تنتهي المعاناة إلا بانتهاء الحرب. أكرر: ليس لهذه الحرب أي هدف سوى الدفاع عن أمن إسرائيل. لذلك، أطالب إسرائيل بتغيير مسارها، وإنهاء الحرب بشكل كامل، وإعادة جميع الجنود المختطفين”.


شارك