العراق: نرفض تقسيم سوريا وما يجري بغزة انتكاسة إنسانية

أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء، عن رفضه لفكرة تقسيم بلاده لسوريا، ووصف الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة بأنها “نكسة إنسانية”.
جاء ذلك في مقابلة مع السوداني أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس الأميركية، وأعادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) نشر نصها.
قال السوداني: “سوريا تُمثل الأمن القومي العراقي، واستقرارها مهم. نريد للشعب السوري أن ينعم بالأمن والاستقرار، وبعملية سياسية تشمل جميع مكوناته”.
ودعا إلى “اتخاذ موقف واضح ضد الإرهاب والعنف والكراهية والتطرف. ما فعلته بعض الجماعات في سوريا (لم يسمها) أمرٌ مروع ومُدان، ويُذكرنا بالإرهاب في العراق”.
وأضاف: “نرفض تقسيم سوريا وقدمنا مبادرة لإقامة حوار وطني بين مكونات الشعب السوري في القمة العربية ببغداد في مايو/أيار الماضي”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتتقاسم الدولتان حدودا برية تمتد لمسافة 600 كيلومتر، ما يعني أن كل منهما يتأثر بشكل أكبر بأزمات الأخرى.
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في محافظة السويداء، جنوب سوريا، منذ مساء 19 يوليو/تموز. وهذا هو اتفاق وقف إطلاق النار الرابع بعد فشل ثلاثة اتفاقات سابقة. وقد جاء هذا الاتفاق نتيجة تجدد الاشتباكات والنزوح واعتداءات على أبناء القبيلة البدوية من قبل جماعة مقربة من الشيخ الدرزي حكمت الهاجري.
وتبذل الحكومة السورية الجديدة جهودا مكثفة للحفاظ على الأمن في البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد 24 عاما في السلطة.
-الإبادة الجماعية في قطاع غزة
وحول الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة وصف السوداني ذلك بأنه “انتكاسة حقيقية لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية، ويرسم صورة قاتمة للمجتمع الدولي، حيث تشهد غزة إبادة جماعية وسط مجاعة وقتل، وهو أمر مؤسف”.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.
خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 205 آلاف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.
وفي إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، أكد السوداني: “إيران دولة جارة تربطنا بها علاقات مبنية على القواسم الدينية والثقافية والاجتماعية، وقد دعمتنا في مكافحة الإرهاب”.
وأعرب عن رفضه “للعدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية” وحذر من “جر العراق إلى هذه الحرب أو جعل مجاله الجوي منفذا للعدوان على دولة مجاورة”.
في 13 يونيو/حزيران، شنّت تل أبيب، بدعم أمريكي، عدوانًا استمر 12 يومًا على إيران. ردّت إيران بهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على إسرائيل، قبل أن تُعلن الولايات المتحدة وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران من الشهر نفسه.
العراق ودول التحالف
وفي إشارة إلى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وصفها السوداني بأنها “حدث ديمقراطي مهم يؤكد رغبة الشعب العراقي في الالتزام بالعملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة”.
وفيما يتعلق بالتحالف الدولي، أكد السوداني أن “الحكومة أجرت حوارا جديا ومسؤولا مع أصدقائها في التحالف الدولي، وتوصلنا إلى اتفاق يقضي بإنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق في أيلول 2026”.
وأضاف: “لن نسمح لأي جهة باغتصاب قرار الحرب أو السلام، وهذه مسؤولية الحكومة، وفقًا للدستور والقانون، وبدعم من المرجعية الدينية العليا والقوى السياسية والشعب العراقي”.
وتابع: “نجري حوارات ثنائية لإدارة العلاقات الأمنية مع دول التحالف الدولي، ونسعى إلى الاستفادة من علاقاتنا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق تنمية حقيقية وشراكة ثنائية مبنية على المصالح المشتركة والتعاون الثنائي دون تدخلات أو إملاءات من طرف على آخر”.
في الآونة الأخيرة، تزايدت الدعوات في العراق لإنهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وسبق أن وقعت هجمات بين هذه القوات وجماعات مسلحة عراقية مرتبطة بإيران في أعقاب المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة.
لدى الولايات المتحدة حاليًا حوالي 2500 جندي متمركزين في العراق. تأسس التحالف الدولي، الذي يضم دولًا مثل فرنسا وإسبانيا، عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا.