الجامعة العربية تستضيف ندوة حول دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسئولين عن جرائم الاحتلال في فلسطين

منذ 2 ساعات
الجامعة العربية تستضيف ندوة حول دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسئولين عن جرائم الاحتلال في فلسطين

انطلقت اليوم الأحد، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، ندوة بعنوان “دور المحكمة الجنائية الدولية في مقاضاة المسؤولين عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، تستمر يومين. وتنظم الندوة المركز العربي للدراسات القانونية والقضائية، التابع لمجلس وزراء العدل العرب، بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة.

ويشارك في الندوة السفير سعيد أبو علي نائب الأمين العام رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، والسفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، والسفير عبد الرحمن الصلح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس المركز العربي للدراسات القانونية والقضائية.

ستناقش الندوة الدور المهم للمحكمة الجنائية الدولية كركيزة أساسية من ركائز النظام القانوني الدولي، وضرورة استخدامها وتفعيلها لمحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سواءً على المستوى القيادي أو العسكري، ومحاكمتها على جرائمها، ومنع إفلاتها من العقاب ومحاسبتها.

تهدف الندوة إلى دراسة الآليات المتاحة – سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو المحاكم ذات الاختصاص الدولي – لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وقال السفير الدكتور سعيد أبو علي، نائب الأمين العام ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة: “إن هذه الندوة المهمة تنعقد في إطار جهود الأمانة العامة لمواصلة رصد وتوثيق الجرائم الإسرائيلية المدانة، وملاحقة مرتكبيها بموجب القانون الدولي، وإنهاء ممارسة الإفلات من العقاب، والسعي إلى إيجاد سبل لمراقبة تنفيذ قرارات الهيئات القضائية – محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية – والعمل على تطبيق نظام العقوبات الدولي”.

وأضاف: “نشهد هذه الحركة التضامنية العالمية في جميع عواصم العالم، تُدين حرب الإبادة، وتُعبّر عن التضامن مع فلسطين وحريتها. وتستحق هذه الحركة العالمية الاحترام والتقدير في سياق استخدام مختلف وسائل الضغط لملاحقة المجرمين، سواء من قِبَل الجهات الرسمية أو العامة، بما في ذلك المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني”.

في كلمته نيابةً عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أكد أن الأمانة العامة للجامعة تولي اهتمامًا خاصًا للعملية القانونية، وتطبق آليات الرصد والتوثيق، وتلاحق الجناة، وتدعم الجهود الفلسطينية لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وتقدم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضده للعدالة عبر الآليات القضائية الدولية. وانطلاقًا من تقديرها للعملية القانونية، شاركت الجامعة العربية في مرافعة أمام محكمة العدل الدولية في 28 يناير/كانون الثاني 2004، بشأن عدم قانونية الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدم قانونية تقويض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وأشار أيضاً إلى تشكيل الأمانة العامة للجنة تحقيق في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2018، برئاسة جون دوغارد، أستاذ القانون الدولي، ونشرها تقريرها المهم بعنوان “لا مكان آمن”.

كما أشار إلى جهود الأمانة العامة العام الماضي، التي كلفت مجموعة من المحامين الدوليين المرموقين بتقديم مرافعة تاريخية أمام محكمة العدل الدولية بشأن طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة فتوى بشأن الآثار القانونية للسياسات والممارسات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وأشار أيضًا إلى المرافعات الشفوية التي قُدمت في 2 مايو/أيار 2025 خلال جلسة محكمة العدل الدولية بناءً على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة عملاً بقرارها رقم 232/79 المؤرخ 19 ديسمبر/كانون الأول 2024 بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال وعضو في الأمم المتحدة، وبشأن أنشطة ووجود الأمم المتحدة، بما في ذلك أجهزتها ووكالاتها، والمنظمات الدولية الأخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبشأن القضايا ذات الصلة. وأكدت إسرائيل في مرافعاتها على التزاماتها القانونية والإنسانية الدولية كقوة احتلال بدعم عمل وكالات الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمات الإغاثة الأخرى.

في إطار مأسسة العمل الحقوقي، صرّح أبو علي بأنه تنفيذًا لقرار القمة العربية الإسلامية المشتركة بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنشأت الأمانة العامة وحدةً قانونيةً وإعلاميةً لرصد وتوثيق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقًا للمعايير الدولية المتعارف عليها لتوثيق الجرائم. كما تُعدّ الوحدة تقاريرَ موجزةً حول جميع انتهاكات القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وقد أصدرت الوحدة تقريرها التوثيقي “100 يوم من الحرب على غزة”، كما تُصدر تقارير يوميةً لتتبع جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أنه في ظل عجز مؤسسات المجتمع الدولي المعنية، وفي مقدمتها مجلس الأمن، عن تحمل مسؤوليتها وممارسة صلاحياتها لإنهاء الإبادة الجماعية وآثارها على الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى نظام الأمن الجماعي ومصداقية النظام الدولي ككل، فإن أهمية وضرورة العملية القضائية تتطلبان استمرار الجهود في هذا المجال، بل ومضاعفتها. وفي الوقت نفسه، من الضروري أن تتحمل الهيئات القضائية الدولية مسؤوليتها، رغم الضغوط الهائلة والمعروفة من حكومة الاحتلال وحلفائها، فضلًا عن صمت وتواطؤ جهات أخرى داخل هذه الهيئات، ولا سيما المحكمة الجنائية الدولية ولجان التحقيق الدولية في جرائم الاحتلال. ونستذكر هنا تجربة السيدة فرانشيسكا ألبانيزي، التي نحييها، وقد أعرب مجلس عصبة الأمم عن تضامنه ودعمه لها قبل أيام.

وتأتي هذه الندوة ضمن برنامج العمل السنوي للمركز العربي للدراسات القانونية والقضائية لعام 2025، الذي أقره مجلس وزراء العدل العرب.

ستبحث الندوة سبل توصيف وتوثيق الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في ضوء القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. كما ستناقش كيفية إعداد الملفات اللازمة للإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها من المحاكم ذات الاختصاص الدولي. وستتناول أيضًا كيفية تفعيل دور المحاكم الوطنية ذات الاختصاص الدولي في مقاضاة المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم. كما ستناقش دور منظمات المجتمع المدني والنقابات في مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وكيفية تشكيل شبكة من منظمات المجتمع المدني للقيام بهذا الدور.


شارك