الإفتاء ترد على الجدل الدائر: لا خلاف بين العلماء على تحريم الحشيش

منذ 12 ساعات
الإفتاء ترد على الجدل الدائر: لا خلاف بين العلماء على تحريم الحشيش

أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان لها رصدها للجدل المُثار مؤخرًا حول تعاطي الحشيش. وأكدت أن الشريعة الإسلامية تُكرم الإنسان، وتعتبر حفظ النفس والروح من المبادئ الخمسة الأساسية في الشرائع السماوية: النفس، والروح، والدين، والعرض (أو النسل)، والمال.

وأوضحت أن الإسلام حرم تحريمًا قاطعًا كل ما يضر النفس والروح، ويشمل ذلك المخدرات بجميع أنواعها ومسمياتها، طبيعية كانت أم كيميائية، وبغض النظر عن طريقة تناولها، لما لها من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، إذ تفسد النفس وتدمر الجسد، مما يخالف قول الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} و{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}

وينص البيان أيضًا على أن الشريعة الإسلامية لا تحرم جميع المسكرات فحسب، بل تحرم أيضًا جميع المخدرات والعقاقير المسكرة. وهذا مستند إلى قول الإمام أحمد وأبو داود، نقلاً عن أم سلمة رضي الله عنها: “حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع المسكرات والعقاقير المسكرة”.

أكدت دار الإفتاء إجماع العلماء على تحريم كل ما هو مخدر أو مسكر، حتى لو لم يكن مسكرًا. ونقلت عن الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه “البناء” قوله عن الحشيش: “إنه مخدر مسكر مسكر، وله خواص مكروهة، فأجمع المتأخرون على تحريمه”.

وأكد البيان أن الشريعة الإسلامية تحرم المخدرات بجميع أنواعها، لما ثبت من أضرارها الجسدية والنفسية، مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».

وأشار المجلس إلى أن تعاطي المخدرات والاتجار فيها مجرمان في القانون المصري ويتم مضاعفة العقوبات عليهما نظرا لخطورتهما وفسادهما على المجتمع.

وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على ضرورة التحقق من الفتاوى وأخذها من مصادرها الصحيحة والموثوقة، لأن الإفتاء مسؤولية عظيمة، والمفتي يبلغ الرسالة باسم الله تعالى ويمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

جاء هذا البيان عقب جدلٍ حول تصريحاتٍ أدلت بها الدكتورة سعاد صالح، أستاذة القانون المقارن بجامعة الأزهر، في مقطعٍ دعائيٍّ لبودكاست. وأكدت أن تدخين الحشيش لا يضرّ العقل كالخمر، وأنه لا يوجد نصٌّ قرآنيّ صريحٌ في تحريمه.


شارك