تحقيق استقصائي عبري: الاحتلال ينتهج سياسة الضربة المزدوجة لقصف فرق الإنقاذ في غزة

منذ 10 ساعات
تحقيق استقصائي عبري: الاحتلال ينتهج سياسة الضربة المزدوجة لقصف فرق الإنقاذ في غزة

كشف تحقيق استقصائي أجراه موقع “سيحا مكوميت” العبري، واستند إلى أقوال جنود وضباط إسرائيليين وشهود عيان، أن الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ينتهج سياسة مستهدفة ومنهجية ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مستخدماً ما يعرف عسكرياً بأسلوب “الضربة المزدوجة”.

وبحسب تقرير نشرته وكالة شهاب للأنباء يوم السبت، كشف التحقيق أن هذا التكتيك القاتل يقوم على قصف هدف مدني أو خاص أولاً، ثم قصف الموقع نفسه مرة أخرى بعد دقائق قليلة، فور وصول فرق الإنقاذ أو المدنيين لإسعاف المصابين. والهدف هو قتل كل من يقترب من الهدف.

يؤكد شهود عيان أن هذا النهج، الذي يتضمن أيضًا استخدام طائرات إسرائيلية بدون طيار، أصبح الآن ممارسة عسكرية روتينية. وقد فاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وزرع الخوف واليأس في نفوس عمال الإغاثة والمدنيين، الذين لم يعودوا يشعرون بالأمان حتى بعد انتهاء القصف الأولي.

ونقل الموقع عن جنود في الخدمة قولهم إنهم اعتادوا على هذه الطريقة كجزء من واجباتهم اليومية. وأشاروا إلى أن الأمر بالهجوم مرة أخرى كان يُصدر بغض النظر عن من كان حاضرًا، حتى لو كان مسعفًا أو يرتدي سترة طبية.

قال شهود عيان في غزة للموقع العبري إن “الهجمات عشوائية، والجيش يطلق النار على كل من يقترب، حتى لو كان يرتدي سترة إسعافات أولية عالية الوضوح”. وأضافوا أن هذا الاقتراب بات يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة فرق الإنقاذ والطواقم الطبية.

وبحسب التحقيق، يستخدم الضباط طائراتٍ مُسيّرة في مثل هذه الهجمات المتكررة رغم علمهم المُسبق باحتمال وجود مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، تحت الأنقاض. وهذا يُشير إلى استهتارٍ تامٍّ بحياة المدنيين، وتجاهلٍ صارخٍ لقوانين الحرب.

يُضاف هذا التحقيق إلى سلسلة من الشهادات وتقارير حقوق الإنسان التي توثّق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة منذ بداية الحرب. في الوقت نفسه، تتزايد الدعوات إلى إجراء تحقيقات دولية ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة.


شارك