احتكار المساعدات وتجريف الزراعة وقتل الصيادين.. كيف صنعت إسرائيل جحيم المجاعة في غزة؟

منذ 6 ساعات
احتكار المساعدات وتجريف الزراعة وقتل الصيادين.. كيف صنعت إسرائيل جحيم المجاعة في غزة؟

وصلت المجاعة في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، وتُهدد، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، حياة مئات الآلاف من المدنيين. أصبحت المجاعة ورقة ضغط لإسرائيل، لكنها لم تنشأ عفويًا، بل كانت نتيجة خطة ممنهجة لتقويض الأمن الغذائي في قطاع غزة، واستخدام الجوع كسلاح سياسي وعسكري.

وتتناول صحيفة الشروق، نقلاً عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومفوضية حقوق الإنسان، ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، ووزارة الزراعة الفلسطينية، وموقعي الغارديان وشبكة CNN، أبرز الأساليب المنهجية التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لخلق المجاعة في قطاع غزة.

-تدمير المزارع وقتل الماشية

تعرضت الأراضي الزراعية في قطاع غزة للقصف والتجريف. ووفقًا لرصد مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، فقد دُمِّر 88% من المحاصيل. في الوقت نفسه، لا يستطيع الفلسطينيون استخدام 77% من الأراضي الزراعية، إما لتدميرها أو لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها. علاوة على ذلك، يفتقر قطاع غزة إلى البنية التحتية الزراعية الكافية: فوفقًا لتقرير للأمم المتحدة، دُمِّر 70% من الآبار و80% من الدفيئات الزراعية.

أثرت الأزمة أيضًا على الثروة الحيوانية. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فقد قطاع غزة 99% من دواجنه و90% من مواشيه. كما دُمرت مرافق تربية المواشي، وفقًا لوزارة الزراعة في غزة. وخسر قطاع غزة 90% من مزارع الماشية ونسبة مماثلة من مزارع الدواجن. كما أثر نفوق الأبقار على إنتاج الحليب، الذي يحتاجه سكان غزة بشدة.

-القتل المنظم للصيادين

كغيرها من المدن الساحلية، يعتمد سكان قطاع غزة على صيد الأسماك. إلا أن العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف الصيادين الفلسطينيين، ويحرمهم من حقهم في الصيد وسبل عيشهم. وقد وثّقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مقتل 228 صيادًا و6000 صياد خلال العدوان.

أكد التقرير استخدام الطائرات المسيرة والبحرية الإسرائيلية ضد الصيادين في البحر وعلى الشواطئ. وقد أدت هذه السياسة إلى تقليص مخزون الأسماك في قطاع غزة إلى 5% فقط من حجمه الأصلي، وفقًا لوزارة الزراعة.

كما يستهدف التدمير الممنهج لمناطق الصيد الموانئ وسفن الصيد. وأفادت وزارة الزراعة في غزة بتدمير الميناء الرئيسي وثلاثة موانئ صيد أصغر، بالإضافة إلى 270 محطة صيد فلسطينية من أصل 300.

من جهة أخرى، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي قوارب الصيد الفلسطينية في قطاع غزة ويحرقها. وقد دُمّرت 80% من القوارب في المتوسط، مما دفع الصيادين إلى دفنها في الأرض لحمايتها. وقد طوّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلوبًا لتفتيت التربة بالجرافات وتدمير ما تبقى منها.

-احتكار المساعدات الحكومية

استخدم جيش الاحتلال المساعدات الإنسانية كسلاح للضغط على المقاومة الفلسطينية. ولم تقتصر القيود على السيطرة على المعابر الحدودية، بل حدّدت دولة الاحتلال أيضًا المنظمات المسموح لها بتقديم المساعدات. على سبيل المثال، في أبريل/نيسان 2024، تعرّض فريق “المطبخ الدولي” لغارة جوية أعاقت جهود الإغاثة التي تبذلها المنظمة. وفي أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام، مُنعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) من العمل في قطاع غزة. وفي وقت لاحق، مُنعت جميع منظمات الإغاثة، باستثناء “المساعدات الإنسانية الأمريكية لغزة”، المعروفة بصلاتها بدولة الاحتلال وتورطها في فساد متعلق بتوزيع المساعدات.

العصابات الإجرامية تنهب إمدادات الإغاثة

أثارت الصحف الإسرائيلية جدلاً واسعاً بعد نشرها تحقيقات حول علاقة عصابة ياسر أبو شباب بالموساد الإسرائيلي. منذ مايو/أيار 2024، نفذت هذه العصابة عدة مداهمات لشاحنات طعام، وهددت عمال الإغاثة، واحتكرت الغذاء وباعته بأسعار مرتفعة. وقد أدى ذلك إلى تفاقم المجاعة في قطاع غزة، وخاصة في منطقتي رفح وخان يونس الجنوبيتين، حيث تنشط العصابة المسلحة التي يبلغ قوامها 300 فرد.


شارك