تمويل عجز الموازنة.. هل تنجح الصكوك السيادية في استقطاب المستثمرين؟”

منذ 2 شهور
تمويل عجز الموازنة.. هل تنجح الصكوك السيادية في استقطاب المستثمرين؟”

بقلم: أماني عاصم

يرى خبيران مصرفيان، أجرى ايجي برس مقابلة معهما، أن قرار الحكومة بإصدار سندات بالعملة المحلية في السنة المالية الحالية سيلقى استحسانًا لدى المستثمرين المحليين والعرب، بل وحتى الأجانب. ويعود ذلك إلى أن الصكوك مرتبطة بأصل محدد، على عكس السندات التي تُمثل الدين العام للجهة المُصدرة.

صرّح وزير المالية أحمد كجوك، أمس، في مقابلة صريحة مع وكالة بلومبيرغ، بأن الحكومة المصرية تعتزم إصدار صكوك بالعملة المحلية وسندات فردية خلال السنة المالية الحالية. جاء ذلك في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ خلال مشاركته في مؤتمر جمعية الأعمال البريطانية في لندن، وفقًا لصحيفة الشرق.

السندات السيادية (الصكوك) أداة تمويل متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تحظى بقبول واسع من المستثمرين الدوليين والإقليميين. وتُستخدم على نطاق واسع في دول الخليج وأوروبا، وتستخدمها الدول لتمويل عجز الموازنة.

قال محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، لموقع ايجي برس، إن خطوة الحكومة لإصدار سندات حكومية بالعملة المحلية خلال العام المالي الحالي أو المقبل ستلقى قبولا واسعا من المستثمرين.

وأشار إلى أن الصكوك تعد أداة تمويلية مفضلة مقارنة بالسندات لأنها مرتبطة بأصل محدد.

أوضحت نجلاء أن الصكوك تختلف عن السندات بكونها مدعومة بأصل قائم. هذا يعني أن الحكومة لا تقترض عادةً لتغطية عجز الموازنة، بل تُصدر الصكوك لتمويل مشروع محدد. هذا يوفر للمستثمرين ضمانًا حقيقيًا ويجعل الصكوك أداة استثمارية جذابة وآمنة لجميع الأطراف المعنية.

وأضاف أن الصكوك أقل تكلفة على الحكومة من السندات لأنها مدعومة بأصل، في حين أن السندات هي دين عام غير مرتبط بمشروع محدد.

وأشارت نجلاء إلى أن طرح الصكوك بالعملة المحلية سيجذب ليس فقط المستثمرين المحليين بل أيضاً المستثمرين الأجانب والعرب.

وأشار إلى أن هناك حديثاً عن إصدار سندات على أراضي رأس شقير، وأن وزارة المالية حصلت على الصلاحيات للبدء بإصدار سندات على هذه الأراضي.

قطاعات المستثمرين الجدد

وقال الخبير المصرفي أحمد شوقي إن الصكوك تعد أداة مالية تلقى إقبالاً من بعض شرائح المستثمرين، خاصة في دول الخليج والدول التي تفضل الأدوات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، لأنها توفر مستوى أعلى من الأمان مقارنة بالسندات التقليدية.

وأشار إلى أن الصكوك ليست أداةً جديدةً عالميًا، بل هي واسعة الانتشار في دول الخليج وشرق آسيا. كما بدأت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية باستخدامها بالفعل. وقد اختبرتها مصر من خلال صكوك الشركات في السنوات الأخيرة، حيث طُرحت أكثر من ستة إصدارات في السوق المحلية، وتتوقع نجاحًا كبيرًا.

أكد شوقي أن السندات السيادية المقومة بالعملة الوطنية (الصكوك) تُمكّن الحكومة من تمويل المشاريع من الموازنة العامة دون تحمل عبء الدين العام التقليدي. تُستخدم هذه الصكوك لتمويل مشاريع محددة، مما يزيد من فعاليتها كأداة استثمارية.

وفيما يتعلق بجاذبية الصكوك للمستثمرين الأجانب، أوضح أنه يمكنهم تحويل العملات الأجنبية إلى الجنيه المصري للاستثمار في هذه الصكوك. وهذا يُسهم في جذب التدفقات النقدية بالعملات الأجنبية، مع الحد من المخاوف بشأن فروق أسعار الصرف، لا سيما في ظل غياب سوق موازية والاستقرار النسبي لأسعار الصرف.

اقرأ أيضاً:

أعلنت غرفة تجارة القاهرة عن انخفاض أسعار القهوة بنسبة ١٠٪. ما الأسباب؟

ارتفعت قيمة العملات المشفرة المسروقة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 2 مليار دولار خلال ستة أشهر.


شارك