وزير المالية من لندن: مصر ليست في منافسة مع أحد.. وملتزمون بتحسين بيئة الاستثمار

أكد وزير المالية أحمد كوجك في بيان اليوم أن الجهود المبذولة لتحسين الأداء الاقتصادي من خلال سياسات مالية متوازنة ستتضاعف خلال الفترة المقبلة.
أكد الوزير أن مصر لا تُنافس أحدًا، بل تسعى جاهدةً لزيادة تنافسية اقتصادها ودعم جهود التنمية والنمو الاقتصادي. ودعا المستثمرين المحليين والدوليين إلى الاستفادة القصوى من الفرص الاقتصادية التي توفرها مصر، كونها بوابةً للعديد من الدول، لا سيما في ظل “هيكل النمو التنافسي” وسياساتنا المتسقة.
وشدد على ضرورة جذب استثمارات جديدة مع توطين الإنتاج والتكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، يجب بذل الجهود لتحسين بيئة الأعمال وتنفيذ خطط إصلاح حقيقية وملموسة.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل بروح الفريق الواحد لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي والمالي وبناء الثقة وتطوير استراتيجيات متكاملة ومستدامة لضمان استمرار التنمية الاقتصادية الإيجابية.
وقال كيوك خلال حواره الموسع مع المستثمرين الدوليين في جمعية الأعمال المصرية البريطانية في لندن، إن الحكومة ملتزمة ببدء الإصلاحات الضريبية والجمركية الجارية لتبسيط الإجراءات وخفض التكاليف وأوقات التخليص وجذب المزيد من الاستثمارات.
وأوضح أنه سيتم توظيف شركاء وفرق متخصصة لتقديم خدمات ضريبية أكثر كفاءة للمكلفين. وفي الوقت نفسه، ستلتزم الحكومة التزامًا كاملًا بإجراء مراجعة شاملة لحقوق المكلفين، وتعزيزها من خلال التشريعات والقرارات، بما يحقق العدالة الضريبية في الفترة المقبلة.
وأضاف أنه سيتم التعاون مع عدد من الجهات الدولية والمؤسسات المتخصصة لتقديم خدمات متميزة للمستثمرين وزيادة معدلات الاستثمار. وأشار إلى أن جميع المخصصات المالية يجب أن تحقق فوائد ملموسة للاقتصاد والمستثمرين والمواطنين.
تضاعفت الموارد المالية المخصصة للأنشطة الاقتصادية. وخصصت الموازنة الحالية 45 مليار جنيه مصري لتنمية الصادرات. ونهدف إلى تعزيز نمو القطاع الصناعي وتخفيف الأعباء عليه لضمان تنافسيته وقدرته التصديرية.
وأكد أن الإصلاحات الاقتصادية ليست نجاحات مؤقتة، بل هي عملية لبناء الثقة وتحقيق سياسات مستدامة وقابلة للتنبؤ. وأضاف أن الأولوية الآن هي لتنويع الموارد الاقتصادية، وزيادة الإنتاجية ومعدلات الاستثمار، وتشجيع الابتكار.
أكد أن الوضع المالي لمصر يشهد تحسنًا، وأن التوقعات المستقبلية إيجابية، حيث حققت البلاد نتائج جيدة جدًا خلال العام المالي الماضي رغم التحديات الاقتصادية العالمية. وأشار إلى أن القطاع الخاص ساهم بشكل كبير في النمو، حيث ارتفع الاستثمار الخاص بنسبة 77%، والصادرات غير النفطية بنسبة 33%.
أكد كيوك أن النجاحات التي تحققت في العام الأول تعكس التزام الحكومة الراسخ واستمرارها في تطوير وتنفيذ إصلاحات حقيقية ومستدامة. كما أشار إلى أن النجاحات التي تحققت تُعزى في المقام الأول إلى استجابة القطاع الخاص للإصلاحات الاقتصادية والضريبية. وأشار إلى أن الحكومة أطلقت عملية إصلاح ضريبي متقدمة العام الماضي، وهي تؤتي ثمارها الآن، وتبني شراكة قائمة على الثقة مع مجتمع الأعمال.
أكد الوزير أن الحكومة على قناعة تامة بأن نمو القطاع الخاص يُهيئ بيئةً جاذبةً للاستثمار الأجنبي، مما يُنعكس إيجابًا على الإيرادات الضريبية. وأشار إلى أن الإيرادات الضريبية ارتفعت بنسبة 35% خلال العام المالي الماضي دون أي أعباء إضافية، بفضل توسيع قاعدة المُكلفين وحلّ النزاعات الضريبية.
وأشار إلى أن الحكومة حسّنت النظام الضريبي من خلال ثلاثة إصلاحات مهمة، تشمل تطبيق نظام ضريبي متكامل للشركات الصغيرة والمتوسطة، وحل النزاعات طوعيًا، وإمكانية إعادة تقديم أو تعديل الإقرارات الضريبية السابقة دون غرامات. وقد تلقت الحكومة ما يقرب من نصف مليون إقرار ضريبي جديد ومُعدّل، بينما ساهم القطاع الخاص طوعيًا بمبلغ إضافي قدره 60 مليار جنيه مصري.