الحكومة الفلسطينية تبحث في رام الله أزمتها المالية وتحذر من توقف القطاعات الحيوية

عقدت الحكومة الفلسطينية اجتماعًا طارئًا في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مساء الخميس، لمناقشة الأزمة المالية الحادة. وحذّرت من احتمال توقف قطاعات رئيسية نتيجة استمرار احتجاز عائدات الجمارك الإسرائيلية.
في بيانٍ صدر عقب الاجتماع، حذّرت الحكومة من عواقب حجب أموال الموازنة، التي تُشكّل أكثر من ثلثي إيرادات الدولة. وسيُعرّض ذلك قدرة مؤسسات الدولة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين للخطر، لا سيما في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها من المجالات الحيوية.
وأوضح البيان أن قيمة الأموال المحتجزة تجاوزت الآن 9.1 مليار شيكل (الدولار = 3.35 شيكل)، بما في ذلك رسوم المقاصة خلال الشهرين الأخيرين.
واعتبر أن هذا يُعيق بشكل كبير قدرة الحكومة الفلسطينية على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه مختلف القطاعات الحيوية، لا سيما قطاع الصحة الذي يعاني من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية. وهذا يُهدد بشل القطاع الصحي وإضعاف قدرة المؤسسات الأخرى على أداء واجباتها. كما يُظهر مؤشرات خطيرة كارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتأثيرها على السلم الأهلي والاجتماعي والاستقرار الداخلي.
كما حذّر البيان من أن استمرار هذا الوضع، وعدم وفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه موظفيها وقطاعاتها المختلفة، سيؤثر سلبًا على جودة الخدمات وأداء وظائفها المختلفة، وقد يؤدي إلى اتخاذ قرار بتعليق عمل بعض الجهات الحكومية مؤقتًا، وتقليص ساعات عمل الموظفين بشكل كبير.
وأكد أن القيادة الفلسطينية تواصل جهودها السياسية والقانونية المكثفة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وناشد مختلف دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها طرفًا في اتفاقيات أوسلو (اتفاقية السلام التمهيدية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام ١٩٩٤)، وفرنسا، بصفتها الدولة المضيفة لاتفاقية باريس الاقتصادية، ممارسة المزيد من الضغط لإجبار إسرائيل على تنفيذ التزاماتها الموقعة. وفي الوقت نفسه، حذّر من خطر نفاد الوقت اللازم لاتخاذ الإجراءات الفعالة اللازمة لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة.
وتستخدم الحكومة الفلسطينية عائدات الضرائب لدفع رواتب الموظفين العموميين، الذين يشكلون 65% من إجمالي الإيرادات المالية للسلطة الفلسطينية.
منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم تتمكن السلطة الفلسطينية من دفع رواتب موظفي القطاع العام كاملة، والتي تتراوح بين 50 إلى 70 في المائة من راتبهم الشهري.