تحت اسم Carry On.. تفاصيل أول سلسلة تجارية حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص لضبط الأسواق

أعلنت الحكومة المصرية عن تأسيس أول سلسلة متاجر تجزئة مملوكة للدولة، “كاري أون”. وتنطوي هذه الخطوة على تداعيات اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة تنمية تهدف إلى إعادة هيكلة التجارة الداخلية، وضمان استقرار السوق، وتوفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة، لا سيما في ظل الأزمات العالمية التي تُثقل كاهل سلاسل التوريد وأسعار السلع الأساسية عالميًا.
جاء القرار خلال اجتماع موسع عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور شريف فاروق، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور علاء الدين فاروق، والعقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لوكالة مصر المستقبل للتنمية المستدامة، لمناقشة مستجدات الأمن الغذائي وجهود تنظيم السوق.
“استمر”، كما أوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم الرئيس، ليس مجرد اسم تجاري جديد، بل هو مشروع استراتيجي متكامل يهدف إلى توفير إطار عمل وطني موحد لقطاع التجزئة. يقوم المشروع على نموذج شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، ويخضع لرقابة الدولة فيما يتعلق بجودة المنتج وتسعيره وتوزيعه بسلاسة.
وبحسب الاجتماع، تُمثل السلسلة الجديدة ركيزة أساسية في خطة الدولة لتنمية التجارة الداخلية، وهي تُكمل المشاريع المُنفذة بالفعل، مثل “أسواق اليوم الواحد”، التي ستبدأ مرحلتها الأولى في نوفمبر 2024، والثانية في مايو 2025، وتشمل أكثر من 400 سوق في مختلف المحافظات.
ويعتبر المشروع أداة ذات هدفين: الأول غرض اقتصادي يهدف إلى ضبط أسعار المواد الغذائية الأساسية ومكافحة الممارسات الاحتكارية، والثاني غرض اجتماعي يهدف إلى ضمان وصول المزايا العينية إلى مستحقيها من خلال قنوات التوزيع الخاضعة للإشراف المباشر للدولة.
اللافت في المشروع أن الحكومة لم تكتفِ بالإعلان عن السلسلة، بل رافقتها خطوات تكميلية أخرى، منها تنقيح قواعد بيانات متلقي الدعم، والتوسع في إنشاء سلاسل متاجر التجزئة الخاصة في المدن الكبرى مثل العبور ومدينة نصر وقليوب، لزيادة تنوع الأسواق وقدرتها التنافسية.
يُعد هذا النهج جزءًا من نهج أوسع يشمل أيضًا تطوير منظومة الأمن الغذائي. وخلال الاجتماع، سُلِّط الضوء على توافر الاحتياطيات الاستراتيجية من المواد الغذائية الأساسية كالقمح والزيت والسكر واللحوم. وتم توقيع عقود لشراء 3.4 مليون طن من القمح و192 ألف طن من النفط الخام، بالإضافة إلى كميات من اللحوم والدواجن المجمدة.
ناقش الاجتماع أيضًا تطورات سوق السلع، الذي تعتبره الدولة ركيزةً أساسيةً لضبط الأسعار وإدارة التجارة من خلال آلية شفافة قائمة على العرض والطلب. كما ناقش الاجتماع إجراءات تطوير الزراعة، وتحسين إنتاج اللحوم والألبان، وتوفير الأسمدة، والتوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية في الدلتا الجديدة.
يأتي مشروع “كاري أون” في ظل دعوات متزايدة من المؤسسات الحكومية لتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية. ويتجلى ذلك في الشراكة المُعلنة ضمن هذا المشروع، الذي ستُدار إدارته وفق معايير الكفاءة والجودة والشفافية.