المهرجان القومي للمسرح يناقش تحولات النص المسرحي المعاصر وتجارب كتاب المسرح الجدد

منذ 7 ساعات
المهرجان القومي للمسرح يناقش تحولات النص المسرحي المعاصر وتجارب كتاب المسرح الجدد

شهدت الجلسة نقاشًا حيويًا حول تحولات النصوص المسرحية المعاصرة. شارك في الجلسة الكاتب أحمد الملواني، والكاتبة رشا عبد المنعم، والدكتور رضا عطية، والدكتور محمود سعيد. أدار الجلسة الشاعر والكاتب المسرحي سيد فهيم.

تحدث الدكتور محمود سعيد عن تجربة الكاتب السكندري ميسرة صلاح الدين في ثلاثيته “ترام الرمل” و”بار الشيخ علي” و”بئر مسعود”، مؤكداً أن الكاتب نجح في درامية الأماكن من خلال مشاهد درامية حية ولغة تحتفي بالفضاء السردي.

وأشار إلى أن الاستخدام الشعري للهجة الإسكندرية وعدم الكشف عن هوية الشخصيات أعطى النصوص بعداً فلسفياً وجمالياً ووضع المتلقي في مركز القصة.

قدّم الكاتب أحمد الملواني رؤىً حول سيناريو القصص المصورة، مشيرًا إلى وجود أزمة حقيقية في سيناريوهات القصص المصورة المعاصرة. وأشار إلى التغييرات التي شهدها هذا النوع الأدبي منذ عهد بديع خيري ونجيب الريحاني وصولًا إلى صعود التلفزيون والمسرح التجاري في ثمانينيات القرن الماضي.

وأكد أن نصوص الكوميديا اليوم تفتقر إلى الكتابة المتينة وأن بعض الفرق تعتمد على النجم والارتجال.

أشاد الدكتور رضا عطية بتجربة الكاتب محمد أبو السعود، واصفًا إياها بـ”الثرية للغاية”، إذ دمج فيها التقنيات السينمائية والموسيقية والفوتوغرافية في البناء المسرحي، كما في نص “ستة أشباح تبحث عن ظل”. ورأى أن الكاتب أعاد تعريف شكل النص المسرحي بتفكيكه للبنية التقليدية وإعادة صياغتها باللوحات والمؤثرات البصرية.

قدمت الكاتبة رشا عبد المنعم استكشافًا نقديًا وفنيًا لإشكاليات النصوص المسرحية. وأشارت إلى وجودها في منطقة رمادية بين الأدب والأداء المسرحي، مما يُعقّد عملية النشر والنقد. ووصفت تجربتها مع نص “المرأة الفراشة”، مؤكدةً أن التمرد على الصور النمطية هو جوهر العملية الإبداعية.

في الجلسة الثانية، بعنوان “النص المسرحي الجديد: شهادات وتجارب”، قدّم كتّابٌ تجاربهم الإبداعية، منهم سامح عثمان، وصفاء البيلي، ومحمد السوري، ومحمد علي إبراهيم. أدار الجلسة الدكتور عبد الكريم الحجراوي.

تحدث الكاتب سامح عثمان عن دخوله عالم الكتابة من خلال شغفه بالموسيقى، وخاصةً العزف على الجيتار. ثم تطورت هذه العلاقة إلى نصوص مكتوبة، بدأت بالأغاني، قبل أن تتجه إلى الكتابة المسرحية الغزيرة. وأكد أن الكتابة المسرحية وسيلة للتعبير عن الذات وعن صراعاتها الداخلية.

روى الكاتب محمد علي إبراهيم تجربةً بدأت خلال سنوات دراسته الجامعية، متأثرًا بكتاب “البطل ذو الألف وجه”. وتحدث عن نصه “الزمان والمكان”، الذي يمزج بين الأسطورة والفانتازيا الشعبية، مثل “أمنا الغول”، مؤكدًا على أهمية اللغة والحبكة والشخصيات في أي نص مسرحي.

في محاضرته “بين مطرقة الإبداع وسندان الواقع”، تناول الكاتب محمد السوري التحديات المادية والاجتماعية التي تواجه المسرحيين. وطرح سؤال الهوية: لماذا نكتب؟ ولمن؟ وحذّر من أن النصوص المعاصرة تبتعد عن القضايا الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى فقدان المسرح لروحه الحقيقية مستقبلًا.

تحدثت الكاتبة صفاء البيلي عن انتقالها من كتابة الشعر إلى كتابة النصوص المسرحية من خلال شغفها بالسير الذاتية الشعبية وقدمت أكثر من عشرة نصوص مسرحية شعرية.

وتحدثت عن تطور أسلوبها نحو أسلوب أكثر كثافة مقارنة بالنصوص القديمة، وانتقدت أسلوب “ما بعد الدراما” الذي يحصر النصوص المسرحية في عدد محدود من الصفحات، قائلة: “بدون قصة لا أستطيع الكتابة”.

المحور الفكري هو أحد أهم فعاليات المهرجان القومي الثامن عشر للمسرح، ويديره الفنان محمد رياض. يُقام في الفترة من 13 إلى 29 يوليو في المجلس الأعلى للثقافة. يتضمن أحد عشر جلسة فكرية وندوة للفائزين بالجوائز. يتناول المحور مواضيع متنوعة تتقاطع مع تاريخ المسرح المصري، منها تأثير السياقات السياسية والاجتماعية على الوعي الجمالي، والتوجه المؤسسي، وجماليات الجسد، وتغيرات الفضاء المسرحي وآليات الإنتاج، وأشكال الخطاب النقدي. يشارك في هذا المحور نخبة من النقاد وأساتذة المسرح والتاريخ، لمناقشة تحولات النص والأداء والوعي المسرحي في مصر.


شارك