أكاديميون إسرائيليون: المدينة الإنسانية برفح جريمة حرب

منذ 5 ساعات
أكاديميون إسرائيليون: المدينة الإنسانية برفح جريمة حرب

• في رسالة إلى وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، وصف 16 أستاذًا ومحاضرًا من كليات الحقوق الإسرائيلية إنشاء المعهد بأنه “غير قانوني”.

صنف خبراء قانونيون إسرائيليون خطة تل أبيب لبناء معسكر اعتقال في رفح تحت اسم “المدينة الإنسانية” بأنها “جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري والترحيل”.

جاء ذلك في رسالة بعث بها 16 أستاذًا ومحاضرًا من كليات الحقوق الإسرائيلية إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير في 10 يوليو/تموز. وحصلت وكالة الأناضول للأنباء على نسخة منها. وجاءت الرسالة ردًا على خطة بناء معسكر اعتقال على أنقاض مدينة رفح التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في الرسالة: “نحن الأكاديميون والمحاضرون في كليات الحقوق الإسرائيلية المتخصصة في القانون الدولي وقوانين الحرب، نود أن نعبر عن موقفنا المهني الواضح ونحذر من الانتهاك الواضح والصريح للقانون من خلال خطة إعادة تجميع سكان قطاع غزة في ما يسمى بالمدينة الإنسانية التي سيتم بناؤها على أنقاض رفح”.

وأضافت: “إذا تم تنفيذ الخطة، فإنها ستشكل سلسلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وقد ترقى في ظل ظروف معينة إلى مستوى الإبادة الجماعية”.

تتضمن الخطة في البداية ترحيل 600 ألف فلسطيني إلى المنطقة بعد إخضاعهم لفحص أمني دقيق. وسيُمنعون بعد ذلك من مغادرة المناطق التي طُردوا منها أو العودة إليها.

وفقًا للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، ستُبنى المدينة المزعومة بين محوري فيلادلفيا وموراج جنوب قطاع غزة. وسيتم جمع جميع الفلسطينيين في قطاع غزة هناك. وسيتم لاحقًا وضع آليات لتعزيز “الهجرة الطوعية” المزعومة للفلسطينيين من قطاع غزة.

وحذرت الرسالة من أن هذه الخطة تشكل “جريمة حرب تتمثل في النقل القسري والترحيل”.

وأضافت أنه “نظراً للطبيعة المنهجية والواسعة النطاق لهذه الخطة، فإن الترحيل أو النقل القسري يشكل جريمة ضد الإنسانية”.

وعلاوة على ذلك، ووفقاً للرسالة، فإن هذه الخطة “تشكل جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الحرمان الشديد من الحرية، وهو ما ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي بسبب حظر مغادرة الأراضي، والاضطهاد بسبب الحرمان الشديد من الحقوق الأساسية القائمة على الهوية الجماعية، إلى جانب النية المعلنة لتشجيع الهجرة”.

وأشارت إلى أن هناك خطرا كبيرا من “ارتكاب إبادة جماعية، إذ قد تنشأ ظروف معيشية تؤدي إلى إبادة جزء من السكان”، مشيرة إلى أن ذلك يحدث في ظل “ظروف إنسانية كارثية في قطاع غزة”.

وأضافت أن “تركيز المدنيين في وضع يتميز بكثافة سكانية عالية وظروف إنسانية قائمة يمكن تفسيره على أنه ضرر متعمد لمجموعة من المدنيين”.

وطالبت بوقف هذا المشروع، حيث أن أي تعليمات للتحضير له أو تنفيذه سيكون غير قانوني بشكل واضح.

وفي هذا السياق، جاء في الرسالة أن هذه الخطة من شأنها “أن تعرض الشخصيات السياسية وكذلك ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي لمخاطر قانونية جسيمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي والمحاكم الأخرى”.

وقالت “على عكس رؤساء الدول الذين يتمتعون بالحصانة في ظل ظروف معينة، فإن السياسيين والعسكريين لا يتمتعون بالحصانة ولا يوجد قانون للتقادم للجرائم المذكورة”.

وتابعت: “أي شخص يخطط أو يوافق أو ينفذ هذه الخطة يمكن أن يتحمل المسؤولية الشخصية عن جرائم دولية خطيرة”.

وأضافت: “إن القادة الذين يأمرون الجيش بتنفيذ الخطة يأمرونه فعليًا بارتكاب أعمال غير قانونية واضحة، وبالتالي يعرضون أنفسهم للملاحقة القضائية العالمية. لذلك، نحث جميع الأطراف المعنية على رفض هذه الخطة علنًا والنأي بنفسها عنها، وضمان عدم تنفيذها”.

يُذكر أن معسكر الاعتقال الذي تخطط إسرائيل لبنائه في رفح يُذكر بمعسكرات الاعتقال النازية سيئة السمعة في أربعينيات القرن الماضي. وتعتزم تل أبيب استخدام هذا المعسكر لاعتقال وتجويع مئات الآلاف من الفلسطينيين لإجبارهم على الهجرة إلى الخارج، وفقًا لمراقبين دوليين ووسائل إعلام عبرية، منها صحيفة هآرتس.

ووقع الأساتذة والمحاضرون على الرسالة، لكن لم يتم ذكر الجامعات والمعاهد التي يعملون بها.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 196 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.

 


شارك