وزير الدفاع الألماني يصل إلى واشنطن لمناقشة عدة ملفات مع هيجسيث

وصل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى واشنطن لإجراء مشاورات مع نظيره الأمريكي بيت هيجسيث بشأن تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
ومن المرجح أن تؤدي الزيارة إلى اتفاق ملموس، حيث تنوي ألمانيا شراء نظامين للدفاع الجوي من طراز باتريوت من الولايات المتحدة وتسليمهما إلى أوكرانيا لدعمها في حربها ضد روسيا.
من المرجح أن تكون خلفية المحادثات أيضًا هي موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتغير بشأن العقوبات على روسيا. فقد هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على حلفاء روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن حرب أوكرانيا خلال الخمسين يومًا القادمة.
هذه أول زيارة لبيستوريوس للولايات المتحدة منذ تولي إدارة ترامب الثانية السلطة في يناير الماضي. قبل ساعات قليلة من مغادرته، أعلن ترامب أنه سيبيع أنظمة باتريوت لحلفاء واشنطن الأوروبيين لدعم أوكرانيا. وأضاف: “بالنسبة لنا، ستكون صفقة تجارية. سيدفع الاتحاد الأوروبي، ولن ندفع شيئًا، لكننا سنزودهم بالأسلحة”.
يوم الخميس الماضي، وخلال مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في روما، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز علنًا ولأول مرة عن استعداد ألمانيا لشراء أنظمة باتريوت من الولايات المتحدة لأوكرانيا. وتشير التقارير إلى أنه يجري حاليًا شراء نظامين من هذه الأنظمة، بينما من المتوقع أن تمول النرويج شراء نظام ثالث. وتشير التقديرات الأوكرانية إلى أن كييف ستحتاج إلى عشرة أنظمة من هذا النوع.
يُذكر أن الجيش الألماني زوّد أوكرانيا حتى الآن بثلاثة أنظمة باتريوت، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي أخرى، مثل دبابة تي-100 ودبابة جيبارد المضادة للطائرات. ويُمثّل شراء هذه الأنظمة من الولايات المتحدة مرحلة جديدة من الدعم الألماني لكييف.
مع ذلك، لم يكن دعم أوكرانيا الموضوع الوحيد لزيارة بيستوريوس إلى واشنطن. فمن المتوقع أيضًا مناقشة مستقبل القوات الأمريكية المتمركزة في ألمانيا، والبالغ عددها 38 ألف جندي. وكان ترامب قد أعلن خلال ولايته الأولى أنه سيخفض هذا العدد بشكل كبير. إلا أن هذا التوجه لم يُذكر خلال زيارة ميرز الأخيرة للبيت الأبيض. وصرح ترامب آنذاك: “إذا أرادت ألمانيا جنودًا أمريكيين، فأنا أؤيد ذلك تمامًا. هذه ليست مشكلة”.
مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيُحافظ على خطة سلفه جو بايدن لنشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى في ألمانيا العام المقبل. في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) العام الماضي، وعد بايدن بتزويد ألمانيا بصواريخ توماهوك كروز بمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، قادرة على اختراق عمق الأراضي الروسية. وتشمل الخطة أيضًا صواريخ دفاع جوي من طراز SM-6 وأسلحة جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ومن المرجح أن تركز المحادثات في واشنطن أيضًا على مشروع تسليح كبير للجيش الألماني: فقد تقدمت القوات الجوية الألمانية بطلب لشراء 35 طائرة مقاتلة من طراز F-35 من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية بقيمة إجمالية تبلغ عشرة مليارات يورو.
من المقرر تسليم هذه الطائرات العام المقبل. كما أنها مخصصة للاستخدام في إطار استراتيجية الردع النووي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يعني إمكانية استخدامها لإسقاط القنابل النووية الأمريكية المخزنة في ألمانيا.
ومن غير المتوقع أن تستغرق زيارة الوزير الألماني أكثر من 24 ساعة، حيث من المقرر عودته إلى برلين صباح الثلاثاء.