العروض المشاركة بالدورة الـ18 للمهرجان القومي تثير الجدل في الأوساط المسرحية

• أسئلة حول لوائح المهرجان ومعايير المشاركة في مسابقة الجائزة • المطالبة بإلغاء نظام “الكوتا” وجعل الاختيار يعتمد على الجودة فقط.
اندلعت حالة من الجدل الواسع في الأوساط المسرحية خلف الكواليس، بعد إعلان المهرجان القومي للمسرح المصري عن قائمة عروض دورته الـ18، والمقرر انطلاقها في 20 يوليو المقبل.
شكك عشرات المخرجين والنقاد المسرحيين في معايير اختيار المسرحيات المشاركة. جاء ذلك بعد أن عُرضت عدة مسرحيات في برنامج المهرجان كأعمال حرة ومستقلة، بينما عُرضت فعليًا خلال الموسم ضمن فعاليات الفنون الجامعية. اعتبرها متخصصون في المسرح تحايلًا على قواعد المشاركة في المهرجان، بينما دافع آخرون عن هذه الممارسة، معتبرينها محاولة من بعض المخرجين للدفاع عن أعمالهم، وتوفير منصة لعرضها أمام جمهور محترم، والتنافس على جوائز الدولة المخصصة للفنانين المسرحيين الجادين.
في أحد منتديات التواصل الاجتماعي، قال أحد المخرجين: “أعتقد أن من حقي الدفاع عن عرضي الذي بذلتُ جهدًا كبيرًا فيه. بعد إعادة إنتاجه، ودفع تكلفته من مالي الخاص، ومناقشته مع الإنتاج الجديد، يحق لي ترشيحه للمهرجان الوطني”.
وأشار إلى أن العديد من العروض المسرحية الجامعية تواجه صعوبة في الحصول على التراخيص اللازمة للمشاركة في مسابقات المهرجانات، ما يدفع أصحابها إلى اللجوء إلى مثل هذه الحيل. في النهاية، الجودة هي المعيار الوحيد، طالما أن الخطوات المتخذة قانونية وسليمة ومتوافقة مع لوائح المهرجان.
ودعا آخر إلى وضع معايير واضحة لاختيار الفرق المسرحية التي تدعي الاستقلال أو الخاصة ولكنها تشارك في المهرجان الوطني بإنتاجات من إنتاج مؤسسات الدولة والجامعات وغيرها.
وانتقد آخرون نظام الحصص للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، معتبرين أن إلغاء الحصص من شأنه أن يحل المشكلة.
جاء هذا الجدل قبل ساعات من مؤتمر صحفي مُقرر مساء الثلاثاء، يحضره رئيس المهرجان محمد رياض، ومديره الدكتور عادل عبده، وأعضاء اللجنة العليا للمهرجان ولجنة العرض. يُنذر هذا بجدل حاد حول لوائح المهرجان وموقف الإدارة من الأعمال المتأهلة لمسابقة الدورة الثامنة عشرة، والذي أثار تحفظات عديدة.
أعلنت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري عن العروض المسرحية للدورة الحالية التي تستمر حتى 6 أغسطس 2025، ويتم الترويج للمهرجان وتنظيمه من خلال التعاون بين القطاعات والهيئات المعنية بوزارة الثقافة.
تتضمن الدورة الجديدة 35 مسرحية ضمن المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى ثلاثة عروض جانبية من مؤسسات فنية وثقافية مستقلة في مصر. وتتراوح العروض بين عروض رسمية وجامعية، وعروض مستقلة وخاصة.
يُمثل بيت الفنون المسرحية ست مسرحيات، منها ثلاث لفرقة المسرح الحديث: “كارمن” (إخراج ناصر عبد المنعم) لفرقة مسرح الطليعة؛ و”يمين في أول يسار” (إخراج عبد الله صابر)؛ و”سجن النساء” (إخراج يوسف مراد منير)؛ و”كازينو” (إخراج عمرو حسن). كما يُعرض “حكايات الشتاء” (إخراج محمد العشري) لفرقة الغد، و”فندق العلمين” (إخراج محمد الطائي) لمسرح الشباب.
وتشارك هيئة قصور الثقافة بستة عروض تمثل فرقها بالمحافظات، وهي: «لعنة زيكار» إخراج إبراهيم السيد الفقي لفرقة كفر الشيخ، و«أول من رأى الشمس» إخراج أحمد زكي لقصر ثقافة روض الفرج، و«مرسل إليه» إخراج محمد فرج لفرقة السنبلاوين، و«سينما 30» إخراج محمد الحداد لفرقة البحيرة، و«شارع 19» إخراج عمرو حسن للمركز الثقافي بالجيزة، و«اليد السوداء» إخراج بيشوي عماد لفرقة بورسعيد.
تتقدم وزارة الشباب والرياضة بعرضين هما “جرارين بجرارين مياه” للمخرج زياد هاني كمال، وإنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، و”أنا السماء وأنت الأرض” للمخرج سعيد منسي، وإنتاج جامعة طنطا.
ويشارك مركز الهناجر للفنون بمسرحية “عيش سريريا” للمخرج أحمد فتحي شمس، فيما يتنافس صندوق التنمية الثقافية بثلاثة عروض هي: “حكايات” للمخرج خالد جلال، من إنتاج مركز الإبداع بالقاهرة، و”ضاعت ليالينا” للمخرج محمد مرسي لصالح فرقة استوديو الممثلين بمركز إبداع الإسكندرية، و”الخطة المثالية” للمخرج محمد ناصر، من إنتاج جامعة عين شمس، ممثلة عن عروض مواسم نجوم مسرح الجامعة.
يشارك بيت الفنون الشعبية بعرض “الملك وأنا” من إخراج محسن رزق، للفرق تحت ١٨ عامًا. كما تقدم دار الأوبرا عرضين: “أوبريت الباروكة” من إخراج الدكتور مهدي السيد، و”أوبريت فارس الريف” من إخراج الدكتور عبد الله سعد.
تتنافس أكاديمية الفنون بثلاث مسرحيات من معاهدها المختلفة: “الوحش” لمحمد عادل النجار، و”البؤساء” لمحمود عبد الرازق، و”الأخيار يستحقون اللطف” لمحمد أيمن. ويمثل مسرح الجامعة مسرحيتان: “أصحاب الأرض” لمحمد زكي لفريق جامعة بنها، و”محاكمة السيد آرثر ميلر” ليوسف المنصور لفريق جامعة بني سويف.
وتشارك الفرق المستقلة بخمسة عروض مختلفة هي: “ثرثرة” للمخرج حسام التوني، إنتاج فرقة كيميا؛ و”رحلة حنظلة” للمخرج مروان محمود؛ و”الإخوة كارامازوف” للمخرج عبد الرحمن محسن، إنتاج فرقة براء الفورة؛ و”البؤساء” للمخرج محمود جرازي، إنتاج فرقة جرازيا؛ و”استدعاء حارس” للمخرج أحمد علاء علي، إنتاج فرقة الفنون الأدائية المستقلة.
تشارك فرق الهواة والجمعيات الفنية ومنظمات المجتمع المدني بمسرحيتين: “العشاء الأخير” إخراج إياد أمين لفرقة نقابة الممثلين، و”حفل تأبين” إخراج مايكل رفلة لفرقة مسرح رفلة. ويعرض القطاع الخاص مسرحيتين: “جسد وأسنان وشعر مستعار” (تأليف وإخراج مازن الغرباوي) و”عريس البحر” (إخراج وليد طلعت).
تشكلت لجنة فحص واختيار عروض الفرق المستقلة والحرة برئاسة الكاتب عبد الرازق حسين وعضوية الدكتور محمد زعيمة والفنانة وفاء الحكيم والفنانة لبنى الشيخ والمخرج إسلام إمام ومقرر اللجنة مينا إبراهيم.