حشر “المدينة الإنسانية”.. كيف ستواجه مصر ورقة إسرائيل الجديدة لتهجير الفلسطينيين؟

منذ 7 ساعات
حشر “المدينة الإنسانية”.. كيف ستواجه مصر ورقة إسرائيل الجديدة لتهجير الفلسطينيين؟

بقلم: سحر عبد الرحيم

بينما تدّعي إسرائيل جديتها بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تُخطط حكومة الاحتلال لبناء ما يُسمى “مدينة إنسانية” على أنقاض رفح جنوب قطاع غزة. سيُعاد توطين الفلسطينيين هناك، لكن سيُحرمون من حق العودة إلى شمال قطاع غزة.

واجهت حكومة الاحتلال انتقادات لاذعة من منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي وصفت المشروع بـ”معسكر اعتقال”. كما عارضه مسؤولون عسكريون إسرائيليون رفيعو المستوى، ونشأ خلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقائد الجيش.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مكتب رئيس الأركان إيال زامير أوضح أن الجيش غير ملزم بنقل المدنيين قسرا، كما اقترحت الخطة، التي قد تصل تكلفتها إلى 15 مليار شيكل.

1_11zon

أثر المشروع على القضية الفلسطينية

يصف الباحث السياسي حسن سلامة بناء ما يُسمى “مدينة إنسانية” على أنقاض رفح التي دمرها الاحتلال، بأنه “إبادة جماعية”. الهدف منها أن تكون سجنًا كبيرًا، وأن تحرم الفلسطينيين من حق العودة إلى شمال قطاع غزة. لا يمكنهم مغادرة القطاع دون إذن من سلطات الاحتلال.

وأضاف سلامة لموقع ايجي برس أن هذا يعني تهجيرًا قسريًا للسكان، إذ سيتوجب توطين حوالي 600 ألف فلسطيني في المرحلة الأولى. وفي نهاية المطاف، سيستوعب المشروع كامل سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة. كما سيقطع الاتصالات بين أراضي القطاع. وفي حال تنفيذه، سيقضي المشروع على أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

وأشار إلى أن هذا المشروع يؤكد أن إسرائيل ماضية في مخططها لطرد الفلسطينيين من أرضهم، واحتلال قطاع غزة والاستيطان فيه، وتغيير طبيعته الجغرافية والديمغرافية، وهي الخطوة التي يرفضها القانون الدولي.

2_11zon

نهج مصر في التعامل مع المشكلة

جددت مصر رفضها القاطع لجميع المخططات الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية. وأوضح سلامة أن القاهرة ساهمت في تحقيق هذا الهدف من خلال جهودها الدبلوماسية، ووساطتها في مفاوضات إنهاء حرب غزة، وتأكيدها على حق الفلسطينيين في دولة مستقلة. كما قدمت مصر مساعدات إنسانية عاجلة لقطاع غزة المحاصر.

يقول الدكتور حسن سلامة إن هذا المشروع يضغط على الحدود المصرية. وتريد إسرائيل استغلاله لفضح مصر دوليًا وتصويرها كشريكة في حصار الفلسطينيين. ستتعرض القاهرة لضغوط كبيرة لقبول الفلسطينيين المحاصرين من قبل الاحتلال، والذين يعانون من القتل والجوع. وهذا يُظهر أن إسرائيل “لا ترغب في علاقات حسن جوار مع مصر”.

3_11zon

وأكد سلامة أن مصر سترد على هذه الضغوط بموقف حازم وبدائل وسيناريوهات لحماية الأمن القومي، وأن الجيش المصري قادر على مواجهة وإدارة أي تداعيات سلبية، بما في ذلك أي محاولات لدفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية لطردهم من قطاع غزة، حال حدوثها.

وأكد أن أي إجراءات قد تتخذها مصر لحماية أمنها القومي لا تتعارض مع التزام القاهرة بالقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، ورفضها القاطع لأي محاولات لتصفية القضية.


شارك