انطلاق ورشة الرقص المعاصر على هامش الدورة الـ18 من مهرجان قسم المسرح الدولي
انطلقت اليوم السبت ورشة الرقص المعاصر بعنوان “الإيقاع بين الجسد والصوت” بإشراف المدربين الإسبانيين كارلوس لوبيز ونويمي باريخا. تُعد هذه الورشة واحدة من ورش عمل عديدة تُقام على هامش مهرجان المسرح الدولي الثامن عشر للأقسام والمعاهد، الذي ينظمه قسم المسرح بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، برعاية الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية.
تحمل هذه النسخة اسم الفنان فتحي عبد الوهاب، وتقام الفعاليات في الفترة من 10 إلى 15 يوليو المقبل.
بدأ اليوم بسلسلة من تمارين الإحماء مصحوبة بموسيقى هادئة خففت من القلق. ساعدت التمارين التأملية المشاركين على التركيز والاسترخاء، مما أدى إلى بناء تواصل بين الجسد والعقل. كان الإيقاع حاضرًا منذ البداية، ولكن دون قواعد صارمة. بل كان دعوة مفتوحة لاكتشاف الموسيقى من خلال الحركة وإدراك الجسد من خلال الشعور، دون أي توجيه أو قيود.
نرقص للمتعة. الرقص وسيلة روحية للتواصل، ونسعى دائمًا للاستمتاع. تُجسّد هذه الكلمات جوهر ورشة العمل، التي سعت إلى خلق مساحةٍ تُمكّن الجسد من الحركة بمرونة، وتُتيح للحواس التحرر من قيود الوعي. في لحظةٍ مميزة، وسط أنغام كارلوس على البيانو ونويمي على الجيتار، وبصوتٍ دافئ، لم تكن الموسيقى مُصاحبةً فحسب، بل كانت أيضًا دليلًا حسيًا لكل حركةٍ جسديةٍ مرتبطةٍ بتمرين “التواصل البصري”.
بدأ المشاركون بالتجول في القاعة، مؤدين حركات خفيفة وعميقة، معبرين عن مشاعرهم بالرقص على أنغام اللحن. وأعربوا عن سعادتهم بتجربة الرقص الموسيقي، التي ازدادت متعتها بالتكرار العكسي للتمرين.
مع تقدم التمارين، أُدخل تمرين “الدمية”. انقسم المشاركون إلى أزواج، يتولى أحدهما دور المحرك والآخر دور الدمية. كان الهدف أن تستسلم “الدمية” تمامًا ودون مقاومة لحركات شريكها حتى يصل إلى أقصى مدى حركي – كما لو كان الجسم يُوجَّه من الخارج بينما يفكر ويشعر ويستجيب داخليًا بلطف. خلق هذا التمرين تواصلًا غير منطوق وثقة صامتة بين الأجساد، وجسّد تفاعلًا حسيًا. شعر الجميع وكأنهم موجودون هناك مباشرةً – مجرد جسد وإيقاع ووعي خافت بالمكان والموسيقى والآخر. تخللت التمارين ضحكات، وكوّنت اللحظات العابرة روابط إنسانية طفيفة بين المشاركين.
اختتم اليوم الأول من الورشة بتمرين استرخاء شامل، منح المشاركين لحظة من الراحة والاسترخاء بعد يوم حافل بالنشاط والطاقة. كانت التجربة أشبه برقصة جماعية هادئة، حيث ترقص الروح أولاً، ثم الجسد.
يذكر أن اللجنة العليا للمهرجان تضم نخبة من الأكاديميين والفنانين المتخصصين في مجال المسرح، ومنهم الدكتور هاني خميس عميد كلية الآداب والرئيس الفخري للمهرجان، والدكتور هاني أبو الحسن، والدكتور أحمد صقر، والدكتورة منال فودة رئيس المهرجان، والدكتور جمال ياقوت مدير المهرجان، والدكتور طارق عبد المنعم.