الهيئة العليا لحزب الوفد تدرس الانسحاب من انتخابات مجلس الشيوخ

يمامة: سحبت الثقة لحماية الحزب.. وأنا مستاء من ضعف تمثيلنا. اتهامات وفدية لأربعة أحزاب باحتكار المقاعد الفردية بشكل غير قانوني عبد العزيز النحاس : الهيئة العليا للحزب تجتمع بشكل مستمر.
يشهد حزب الوفد حالة من الاضطراب والانقسام الداخلي بعد انسحاب زعيمه عبد السنيد اليمامة من تصويت الثقة، مُشيرًا إلى ضغوط شديدة للحفاظ على وجود الحزب. جاء هذا الانسحاب وسط غضب داخل قاعدة الحزب وقيادته من ضعف تمثيل الوفد في القائمة الوطنية لانتخابات مجلس الشيوخ. ويرى هؤلاء أن هذه الخطوة تُعدّ إهانةً لتاريخ الحزب ودوره السياسي.
أعلن رئيس حزب الوفد سحب طلب سحب الثقة الذي كان قد أعلنه الأربعاء الماضي خلال اجتماع المجلس الأعلى للحزب. وبرّر اليمامة قراره بأنه يهدف إلى إنقاذ حزب الوفد. وقال إنه تلقى اتصالات عديدة تحثه على إعادة النظر في قراره والمضي قدمًا. وأضاف: “لقد منحني بياني ثقة جديدة”.
جاء هذا التراجع وسط حالة من الغضب والاستياء داخل الحزب خلال الأيام الأخيرة. ويرجع ذلك إلى ما يراه الأعضاء ضعف تمثيل “القائمة الوطنية من أجل مصر” المترشحة لانتخابات مجلس الشيوخ. وفي اجتماعه الأخير، وافق المجلس الأعلى للحزب على طلب رئيس الحزب سحب الثقة منه، وقرر عقد جمعية عمومية استثنائية في 25 يوليو/تموز لمناقشة الأمر.
صرح اليمامة أن أقلية من أعضاء المجلس الأعلى (17 من أصل 46) طالبت باستقالته بعد فوز الحزب بمقعدين فقط في القائمة الوطنية، واعتبروا ذلك مخالفًا لطموحات حزب الوفد وقيمه. وأشار إلى أن الأمر الآن بيد مجلس الوفد، وهو الحكم بيننا. إما أن تسحبوا ثقتكم بي أو تحلوا المجلس الأعلى. لن أدخل في أي خلاف مع أحد بعد الآن.
لم يُخفِ الدكتور عبد السنيد اليمامة استياءه من تمثيل الحزب في القائمة الوطنية، مؤكدًا أن تاريخ الحزب لم يسمح له بالحصول على مقعدين. وأوضح أنه اعترض بشدة في اجتماعات الأحزاب الممثلة في القائمة، لكنه في الوقت نفسه رفض الانسحاب أو عدم المشاركة في الانتخابات، مُشيرًا إلى أولوية أخرى: دعم النظام واستقراره. وحذّر من أن الانسحاب يعني انسحابنا من الانتخابات، وأن أي حزب بلا تمثيل في الانتخابات مصيره الزوال.
توقع اليمامة أن يتقدم الحزب بعشرة مرشحين على المقاعد الفردية، لكنه أشار إلى أن فرصهم معدومة، ولو من بعيد، في رأيه، لصعوبة الترشح في محافظة بأكملها، وأربعة أحزاب فقط (مستقبل وطن، والجبهة الوطنية، وحماة الوطن، وحزب الشعب الجمهوري) تنسق على المقاعد الفردية. ووصف هذا التنسيق بأنه احتكار غير مشروع وغير مقبول، وممنوع قانونيًا وسياسيًا، ومن شأنه أن يؤدي إلى توترات في الشارع، وهو ما لم ترضَ به الأحزاب الأخرى تمامًا.
أكد رئيس الوفد أن الحزب كان ينبغي أن يحصل على عشرين مقعدًا في القوائم والمقاعد الفردية. وحذّر القائمين على الأمر من خطورة الوضع وما ينتج عنه من غضب داخل الحزب، لكن “لم يُحرك أحد ساكنًا”. ورأى أن مقياس الديمقراطية في هذا النظام هو عدد المقاعد الممنوحة لحزب الوفد، إذ تضم القائمة الوطنية اثني عشر حزبًا لم يتجاوز تاريخ تأسيسها عشر سنوات. لذلك، كان من الأنسب منح الوفد نصيبه الفعلي، كونه يمثل قمة الحياة السياسية.
من جانبه، أكد عبد العزيز النحاس، عضو مجلس الشيوخ والمجلس الأعلى لحزب الوفد، أن قرار رئيس الحزب بسحب طلب سحب الثقة يخصه وحده. وأضاف أن المجلس الأعلى للحزب لا يزال منعقدًا، وسيناقش الأمر في أول اجتماع له يوم الاثنين، والذي سيشمل أيضًا المشاركة في الانتخابات.
في تصريحاتٍ لصحيفة الشروق، أوضح النحاس أن رئيس الحزب نفسه، وليس الأعضاء، هو من اقترح التصويت على الثقة في اجتماع المجلس الأعلى الأخير. وقد ناقش المجلس هذا المقترح ووافق عليه. وأكد أن هناك قاعدةً ثابتةً في حزب الوفد: “نحن نحترم رئيس الحزب، ولكن هذا الاحترام لا يمنعنا من مناقشته واستجوابه وفقًا للنظام الأساسي”.
صرح النحاس أن المجلس الأعلى، بجميع أعضائه، يرى أن مصير حزب الوفد إهانة بالغة له، ليس فقط لكونه أقدم الأحزاب المصرية، بل لأنه حزب الحركة الوطنية المصرية، والحزب الذي قاد الصفوف لإنقاذ مصر قبل 30 يونيو، وأسس جبهة الإنقاذ، ودعم حركة تمرد لإنقاذ مصر. ما كان ينبغي أن يُطمس حزب الوفد بهذه الطريقة.
وأكد أن هناك غضبا كبيرا ليس فقط بين أعضاء المجلس الأعلى، بل أيضا بين قواعد الحزب في جميع المحافظات، لأن الوفد نفسه لم يحصل على حقوق متساوية مقارنة بالأحزاب الشابة غير المعروفة لدى الجمهور والتي حصلت على نسبة أكبر من المقاعد في القائمة الوطنية.