توقيع أول تمويل مرتبط بالاستدامة بقيمة 100 مليون دولار بين بنكي مصر والأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، توقيع اتفاقية تمويل مرتبط بالاستدامة بقيمة 100 مليون دولار بين البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك مصر.
وقع البروتوكول هشام عكاشة الرئيس التنفيذي لبنك مصر، وفرانسيس ماليج المدير التنفيذي للمؤسسات المالية بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بحضور مارك ديفيس المدير الإقليمي لجنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وفرق العمل من الجانبين.
وأكدت المشاط أن الوزارة تعمل مع شركائها الدوليين على حشد الموارد وتحفيز الاستثمار الخاص، لا سيما في مشاريع التحول الأخضر، ضمن رؤية متكاملة للتنمية المستدامة. ونتيجةً لذلك، ارتفع التمويل الميسر للقطاع الخاص إلى أكثر من 15.6 مليار دولار منذ عام 2020، حيث ذهبت أكثر من 40% منه إلى المؤسسات المالية. وأوضحت أن الوزارة تعمل على تحسين أدوات التمويل المتاحة للقطاع المصرفي من خلال منصة “حافظ” في إطار بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه في يونيو الماضي مع جمعية بنوك مصر.
كما أشادت بالشراكة الاستراتيجية مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي يُخصص نسبةً كبيرةً من محفظته الاستثمارية – أكثر من 28% – للمؤسسات المالية لدعم القطاع الخاص وتعزيز النشاط الاقتصادي. كما يُظهر هذا التعاون فهمًا عميقًا لاحتياجات السوق وقدرات وكفاءات القطاع المصرفي المصري.
وأشادت بجهود البنك المركزي المصري وهيئة الرقابة المالية في تنظيم السوق، وتسهيل طرح منتجات جديدة، وتفعيل أدوات التمويل المبتكرة. كما نوّهت بالجهود المبذولة في مجال التعاون المالي بين البنوك، باعتباره ركيزة أساسية في الشراكات مع القطاع المصرفي.
وأضافت المشاط أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يُجسّد دور المؤسسات المالية الدولية في تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تحقيق أهداف المناخ والاستدامة، إذ يُخصّص أكثر من 80% من محفظته المالية العالمية لدعم القطاع المصرفي، مُعزّزًا بذلك دوره كمحرك رئيسي للاقتصاد.
كما أشارت المشاط إلى منصة “نوافي” التي أصبحت نموذجًا عالميًا يُستشهد به في المحافل الدولية، كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية. وهذا يعكس مدى جهود الحكومة بالشراكة مع مختلف المؤسسات المالية. وأكدت على أهمية إتاحة هذه الأدوات للدول الأخرى عبر منصات مماثلة، فالأمر لا يقتصر على التمويل فحسب، بل يشمل أيضًا دمج هذه الأدوات في إطار التنمية الوطنية.
وفيما يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية المصرية، أوضحت المشاط أنه رغم التحديات، سجل الاقتصاد نموًا بنسبة 4.7% في الربع الثالث من العام الجاري، متجاوزًا التوقعات. كما أشارت إلى التوقعات الإيجابية للسياحة والإنتاج الصناعي والاستثمار الخاص، حيث زاد الاستثمار الخاص بأكثر من 60%، مما عزز فرص العمل وساهم في اقتصاد أكثر مرونة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي وقّعت بروتوكول تعاون مع جمعية البنوك المصرية في إطار مؤتمر “التمويل التنموي للقطاع الخاص: النمو الاقتصادي والتوظيف”. يهدف البروتوكول إلى تعزيز الحوار بين القطاع المصرفي وشركاء التنمية الدوليين، لا سيما في مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. كما يهدف إلى تعظيم الاستفادة من منصة “حافظ” للدعم المالي والفني للقطاع الخاص. وقد أطلقت الوزارة هذه المنصة كإحدى الآليات المبتكرة لتعزيز تمكين القطاع الخاص من خلال تسهيل الوصول إلى التمويل التنموي والخدمات الفنية.
بموجب البروتوكول، ستقوم وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، من خلال إدارة مشاركة القطاع الخاص التابعة لها، بإحالة طلبات الدعم المالي والفني المقدمة من الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر منصة “حافز” إلى البنوك الأعضاء في الجمعية. ويشمل ذلك توفير المعلومات والبيانات اللازمة عن هذه المشاريع. كما ستشجع الوزارة، بالتعاون مع الجمعية، البنوك الأعضاء على التسجيل كمستخدمين لمنصة “حافز” والاستفادة من البيانات والتمويل والفرص الفنية التي توفرها المنصة من شركاء التنمية الدوليين. كما ستتيح الوزارة للبنوك الراغبة في المشاركة في المنصة كمقدمي خدمات مالية أو استشارية فرصة إدراج برامجها التمويلية والتدريبية.