هل يتخلى حزب الله عن السلاح؟ آراء لبنانية ترسم مشهدا منقسما

منذ 6 ساعات
هل يتخلى حزب الله عن السلاح؟ آراء لبنانية ترسم مشهدا منقسما

هل يتخلى حزب الله عن سلاحه؟ سؤال عاد إلى مركز النقاش السياسي في لبنان بفعل الزخم الدبلوماسي الكبير وتسارع التحولات الإقليمية.

مع زيارة المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى بيروت والبيان الرسمي الصادر عن الحكومة اللبنانية، عادت قضية السلاح إلى الواجهة. وفي ظل الضغوط الدولية والتصريحات الرسمية والانقسامات الداخلية المستمرة، يواجه اللبنانيون مجددًا سؤالًا شائكًا: هل يمكن تحقيق السيادة دون الاعتماد الكامل على الدولة، أم أن السلاح لا يزال ضروريًا في مواجهة التهديدات القائمة؟

تتباين الآراء حول هذا الموضوع. يرى البعض أن نزع السلاح شرطٌ أساسي لإعادة الإعمار أو لانخراط دولي فعّال، بينما يرفض آخرون أي خطوة قد تُعرّض أمن البلاد للخطر. في خضم هذا النقاش، يبرز موقف الرئاسات اللبنانية الثلاث، حيث قدّمت بيانًا مشتركًا للمبعوث الأمريكي، أكّدت فيه، في تصريحات رسمية، التزامها بحصرية حيازة السلاح بيد الدولة، مع انفتاحها على الحوار في إطار السيادة الوطنية.

ويبدو هذا الانقسام واضحا في الشوارع، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي تصريحات المحللين، مما يعكس هشاشة الوضع وعمق التحدي.

بين الدعوة للاستسلام والتحذير من الدمار

1_3_11zon

بالنسبة لكثير من اللبنانيين، أصبح نزع السلاح ضرورة لا مفر منها. عبّر الصحفي رامي نعيم عن هذا الرأي قائلاً: “ما المطلوب بعد نزع سلاح حزب الله ودمج أنصاره في الدولة؟ لن يلبي أحد مطالب أخرى. ولن يقبل أي حاكم سلاح الحزب. قبل أن ندخل في حرب جديدة في لبنان، على رئيس الجمهورية حلّ هذه المسألة. حتى الآن، الأمريكيون والسعودية راضون عن أداء الرئيس جوزيف عون، وهذا تحديدًا ما نحتاجه”.

ويتوافق هذا الرأي مع رأي فادية الزعتري التي حذرت من تكلفة تأخير العملية: “مع كل يوم يتأخر فيه تسليم السلاح، نخسر دماءً وأموالاً وشباباً وكرامة. سلاح حزب الله… مشروع متفجر”.

من جانبه، اعتبر كارلوس أن السلاح يشكل عائقاً أمام أي حل سياسي: “حزب الله هو الجدار المسلح الذي يفصل لبنان عن الحل. لم يعد بإمكاننا الاستمرار في هذا الخداع”.

وأضاف القاضي الدريبي أن قضية السلاح غير قابلة للتفاوض: “إن تسليم السلاح لا ينبغي أن يكون مطلباً من الخارج، بل هو بالدرجة الأولى مطلب لبنان”.

من جانبه، أشار الدكتور علي خليفة إلى التغيرات الإقليمية قائلاً: “من يدّعي أننا لن نتخلى عن سلاحنا فهو كمن يُخرب شعبه”. واعتبر نزع سلاح حزب الله “ضرورة وطنية ملحة للبنان، تتعارض مع الاتفاقيات الدولية في المنطقة…”

يطرح هشام أبو جودة تساؤلات تقنية حول جدوى الاستسلام، متسائلاً: “هل الأسلحة المتبقية بحوزة جميع الميليشيات اللبنانية؟ أم أنها أسلحة من أنواع أخرى تهدد دولة الاحتلال؟”. تُعرب غيلدا أيوبي عن قناعتها بأن حل هذه المسألة حتمي، مهما كانت الوسائل: “في النهاية، سيتم تسليم الأسلحة، لكننا نفضل الخيار الأول – من قبل الدولة ودون تدمير”.

نهج آخر: لا توجد ضمانات كافية لتسليم الأسلحة.

يشكك آخرون في قدرة الدولة على حماية البلاد إذا نزع حزب الله سلاحه. على سبيل المثال، كتب أبو عباس: “المشكلة ليست في تسليم سلاح حزب الله للدولة اليوم، بل فيما سيحدث بعد تسليمه؟”

وأكد حسين سرور على السياق الأمني: “ما دام لإسرائيل تاريخ من الخيانة والانقلابات وانتهاكات حقوق الإنسان، فسيكون من المستحيل تسليم عشرات الآلاف من الناس إلى المفترس الإسرائيلي”.

شكك شعلان طفيل في مصداقية الرواية الرسمية: “زعمت إسرائيل – وأنتم زعمتم معها – أنها دمرت 80% من قوات حزب الله. لماذا هذا الاستعداد المحموم لتسليم الأسلحة وأنتم تملكون المزيد؟ إلا إذا كانت وسائل إعلامكم تكذب وحزب الله لا يزال الأقوى”.

2_4_11zon

وانتقد الصحافي عبد الغني طليس غياب دور الجيش اللبناني عن النقاش، قائلاً: “لماذا لا يجرؤون على ذكر دور الجيش اللبناني في هذه الحرب “الوشيكة” على لبنان؟”.

وترى نورا محمد أن الداعين للاستسلام يتجاهلون طبيعة الصراع: “سلاح المقاومة ليس السلاح الناري، بل هو الإيمان والدم وقرار شعب اختار عدم الهزيمة”.

وأكد الصحفي حسن عليق الموقف نفسه: “لا تسليم للسلاح، لا ثقيلاً ولا خفيفاً. لا الآن، ولا غداً، ولا بعد غد… هذا ما تعرفه جميع الأطراف المعنية الآن”.

ومن قاعدة الحزب تقول أم زينب: “لأن القرار بصراحة قرار حزب الله وقرارنا نحن أنصار المقاومة… لن يكون هناك تسليم للسلاح”.

من جهته، أضاف مراد سلام بعداً خارجياً قائلاً: “إن قرار نزع السلاح هو بيد إيران… وعدم رغبتها سيؤدي إلى قيام دولة إقليمية محتملة تقوم بذلك، وعودة لبنان إلى وضع اللادولة”.

السخرية اللبنانية في عصر المستوطنات

على هامش هذا النقاش، برزت أصواتٌ تُعبّر عن موقفها بسخريةٍ ورمزية. نشر بو عبد الله صورةً لعلب حلوى، حمل بعضها شعاراتٍ سياسية، منها “فشل السلاح، تعالَ وخذ بطيخةً”.


شارك