رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية: الذكاء الاصطناعي لن يحصل على حماية قانونية دون تدخل بشري

منذ 8 ساعات
رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية: الذكاء الاصطناعي لن يحصل على حماية قانونية دون تدخل بشري

هشام عزمي: ندرب جهات إنفاذ القانون على ملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإبداع. ◄ الملكية الفكرية ثروة وطنية غير مادية، ويجب جرد أصول الدولة واستثمارها اقتصاديًا. ◄ نقوم بتدريب وكالات إنفاذ القانون على مقاضاة انتهاكات حقوق الإبداع. الملكية الفكرية لا تُقيّد البحث العلمي، بل تحمي الحقوق وتُشجّع الابتكار المستمر. ◄ مصر ملزمة دولياً باحترام حقوق الملكية الفكرية بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

صرّح الدكتور هشام عزمي، رئيس الهيئة المصرية للملكية الفكرية، بأن الحكومة المصرية تتبنى رؤية شاملة لحماية حقوق الملكية الفكرية، باعتبارها ركيزة اقتصادية وثقافية، لا مجرد رصيد قانوني. وأكد أن حماية الإبداع والابتكار ضرورة استراتيجية في ظل التحول الرقمي العالمي.

أدلى الدكتور هشام عزمي بهذه التصريحات خلال ظهوره في برنامج “حوار عن قرب” على قناة TeN TV، والذي يقدمه الإعلامي أحمد العصار. ناقش عزمي الجوانب الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وأهمية إنشاء الهيئة المصرية للملكية الفكرية كخطوة حاسمة نحو معالجة هذه القضية على المستوى الوطني.

ما هي الملكية الفكرية؟

وأوضح الدكتور هشام أن الملكية الفكرية تعني حماية ما ينتجه العقل البشري حين يتجسد في شكل مادي، مثل الأعمال الأدبية والموسيقية وبراءات الاختراع والعلامات التجارية. وأكد أن القوانين لا تحمي “الأفكار المجردة”، بل المنتج القابل للحماية. وتهدف هذه القوانين إلى ضمان حقوق المبدعين وتحفيزهم على تحقيق عوائد اقتصادية للمجتمع والدولة.

جهاز موحد لتنفيذ المطالب الدستورية والاجتماعية

وأشار الدكتور عزمي إلى أن إنشاء الهيئة المصرية للملكية الفكرية في عام 2024 يأتي استجابة للمتطلبات الدستورية التي نص عليها دستور 2014، فضلاً عن كونه حاجة اجتماعية واقتصادية ملحة، خاصة في ظل تزايد حالات التعدي على حقوق المؤلف. وأضاف أن مصر أصدرت قوانين الملكية الفكرية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن عدم وجود هيئة موحدة أدى إلى تشتت الجهود.

الاستراتيجية الوطنية: “أربعة أهداف رئيسية”

وقال رئيس هيئة الملكية الفكرية المصرية إن الاستراتيجية الوطنية التي أطلقت في سبتمبر 2022 استغرقت عامين من العمل وتضمنت دراسات مقارنة وتحليلات شاملة وارتكزت على أربعة أهداف رئيسية:

أولاً، الحوكمة، والتي تتضمن إنشاء الهيئة المصرية للملكية الفكرية والتحول الرقمي الكامل.

ثانياً، البيئة التشريعية، والتي تقوم على مراجعة وتحديث القوانين القديمة لمواكبة التطورات في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

ثالثا، تعظيم العائد الاقتصادي من خلال استغلال الأصول غير الملموسة للبلاد، مثل العلامات التجارية وبراءات الاختراع، واستثمارها اقتصاديا.

رابعا، التوعية العامة، والتي تستهدف كافة شرائح المجتمع، بدءا من الأطفال في المدارس وحتى الجامعات ومختلف قطاعات المجتمع.

يفرض علينا الذكاء الاصطناعي تحديات قانونية وأخلاقية.

وأكد الدكتور عزمي أن الملكية الفكرية مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية تعد أصولاً وطنية بقدر ما هي أصول مادية. وأكد أن حماية هذه الأصول لا تعيق البحث العلمي بل تدعمه من خلال توفير المعرفة والبناء عليها مما يخلق دورة مستمرة من الابتكار.

وأوضح الدكتور هشام أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تحدياً كبيراً في مجال الملكية الفكرية عالمياً، مشيراً إلى أن “المنتجات التي تنتجها الذكاء الاصطناعي لا تتمتع بالحماية القانونية إلا بعد إثبات التدخل البشري”.

وأضاف أن التحدي يكمن في عدم القدرة على تحديد نسبة التدخل البشري في المنتج، خاصة وأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على بيانات تدريب متغيرة باستمرار.

إنفاذ القانون… “التحدي الأكبر”

وأكد الدكتور عزمي على ضرورة إرساء الأطر الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي خاصة في البحث العلمي، مع التأكيد على دور المشرفين وأخلاقيات الباحثين في ضمان النزاهة العلمية.

وأشار رئيس هيئة الملكية الفكرية المصرية إلى أن التوعية بضرورة مكافحة التعديات وحدها لا تكفي، بل يجب أن يصاحبها تطبيق فعال للقانون. وأوضح أن الهيئة تعمل حالياً على تدريب ضباط إنفاذ القانون، بالتنسيق مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لمواجهة التحديات المتزايدة في السوق المحلية، وخاصة في مجالات العلامات التجارية والمنتجات الإبداعية.


شارك