تقرير: تالاي التركية.. مسيّرة خارقة للرادار تنفذ مهاما بحرية

– “تالاي” هي أول طائرة بدون طيار متعددة الأغراض تعمل على ارتفاع منخفض فوق مستوى سطح البحر. – يمكنها حمل أجهزة استشعار أو ذخيرة يصل وزنها إلى 30 كيلوغراماً. – ليس لديه توقيع صوتي وبالتالي يمكنه أداء المهام دون أن يتم اكتشافه بواسطة أجهزة الرادار.
تستعد طائرة “تالاي” التركية بدون طيار، التي تم تطويرها بقدرات محلية للمهام البحرية، لأول ظهور دولي لها بنموذجها الجديد الجاهز للإنتاج في معرض الصناعات الدفاعية الدولي السابع عشر (IDEF 2025) في إسطنبول. تم الكشف عن طائرة “تالاي”، أول طائرة بدون طيار متعددة الأدوار على ارتفاع منخفض في العالم، لأول مرة في معرض “سها إكسبو” في إسطنبول العام الماضي. ومن المقرر أن يتم الكشف عن النموذج الجديد في المعرض الدولي السابع عشر للصناعات الدفاعية، الذي سيقام في الفترة من 22 إلى 27 يوليو/تموز الجاري في مركز إسطنبول للمعارض. وسيتم تقديم النسخة النهائية الجاهزة للإنتاج من الطائرة بدون طيار إلى صناع القرار والمتخصصين في صناعة الدفاع. بعد اختبارات الطيران باستخدام مبدأ الجناح على الأرض، أظهرت تالاي قدرات طيران حرة ممتازة على ارتفاعات تصل إلى 100 متر. من جانبها، تستعد شركة Solid AERO لتطوير الطائرات بدون طيار، لبدء أنشطة الاختبار والإنتاج بالتعاون مع حوض بناء السفن التركي Yonca. وفي إطار هذا التعاون، يتم تنفيذ جميع المراحل، من التكامل الهيكلي حتى التثبيت النهائي، بجودة عالية ووفقًا للمعايير الدولية. ويأتي تطوير طائرة تالاي استجابة للحاجة إلى رحلات تشغيلية على ارتفاعات منخفضة فوق مستوى سطح البحر، ومن المتوقع أن تلعب الطائرة بدون طيار دورًا فعالًا كمركبة عالية الأداء في مهام الدفاع والهجوم والردع. تم تحسين النموذج الجديد من هذه الطائرة بدون طيار المبتكرة خصيصًا للعمليات الساحلية والبحرية ويستخدم تقنية التأثير السطحي، مما يسمح للطائرة بدون طيار بالتحليق على ارتفاع بضعة أمتار فقط فوق مستوى سطح البحر والبقاء غير قابلة للاكتشاف بواسطة أنظمة الرادار.
تعدد المهام
بفضل أجنحتها القابلة للطي، تستطيع طائرة تالاي التمركز بسرعة وحمل أجهزة استشعار أو ذخيرة يصل وزنها إلى 30 كيلوغرامًا. تصل سرعتها إلى 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها الطيران لمدة ثلاث ساعات تقريباً، ويصل مداها إلى 200 كيلومتر. وأظهرت طائرة تالاي قدرات عالية في الطيران المستقل والطيران عن بعد، ويمكن تعديلها بسهولة لأداء مجموعة واسعة من المهام، مثل الدوريات والاستطلاع والهجمات ونقل البضائع. وبناء على الاختبارات التي أجريت، أظهرت “تالاي” أداءً غير مسبوق في البيئة البحرية من حيث السرعة والمدى والقدرة على الطيران على مستوى منخفض مقارنة بالمركبات المائية غير المأهولة الأخرى. تم أيضًا تعزيز هذه النسخة من Talai بقدرات هجومية تسمح لها بمهاجمة الموانئ وشن هجمات من الأعلى. وتستطيع الطائرة بدون طيار، المزودة بأجهزة استشعار بصرية وأشعة تحت الحمراء وليزر، تنفيذ عمليات الاستطلاع والمراقبة والاستخبارات والردع والهجوم المباشر. وتتمتع الطائرة بقدرة على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 200 كيلومتر في الساعة، والقدرة على المناورة بسرعة أكبر من المنصات البحرية، مما يسمح لها بالوصول إلى الأهداف المهمة بسرعة. علاوة على ذلك، فإن بنيتها الخالية من التوقيع الصوتي تسمح لها بتنفيذ المهام دون أن يتم اكتشافها بواسطة الرادار. بفضل هيكلها القابل للطي وتصميمها خفيف الوزن، يمكنها النشر السريع وتحديد المواقع من منصات مختلفة، في حين تمكن روابط البيانات المتقدمة والقدرة على تحميل الإحداثيات مسبقًا من تنفيذ المهمة بدقة.
– تكثيف الاختبارات
وكجزء من الاختبارات المكثفة التي أجريت على تالاي وتحليل البيانات التي تم الحصول عليها من النموذج الأولي الأول، تم إجراء تحسينات على شكل الأجنحة ومعدات الهبوط من وجهة نظر ديناميكية هوائية. وقد أدى ذلك إلى زيادة كفاءة التأثير القريب من السطح بنسبة 15 في المائة، لتصل إلى 40 في المائة في النموذج الجديد. تم استخدام سبائك خفيفة الوزن وعالية القوة لتعزيز الهياكل وآليات طي الأجنحة، مما أدى إلى تقليل أوقات النقل والتحديد السريع إلى النصف. كما تم تجهيز وحدة التحكم في الطيران من الجيل الجديد ببرمجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتدعمه بدلاً من الأنظمة التقليدية، مما يسمح للطائرة بالحفاظ على ارتفاع ثابت ومستقر في الطيران الحر حتى ارتفاع 100 متر.
– الإنتاج التسلسلي
تشير معلومات حصلت عليها وكالة أنباء الأناضول إلى أن “تالاي” ستدخل الخدمة فور انتهاء التجارب البحرية. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التسلسلي في أكتوبر/تشرين الأول 2026. ومن المقرر أن يتم تسليم النماذج الأولى المنتجة إلى الوحدات الميدانية لقوات الأمن التركية بحلول نهاية يناير/كانون الثاني 2027. ومن المتوقع أن تبدأ “تالاي”، بعد إنشاء بنيتها التحتية التدريبية والدعمية واللوجستية، في تنفيذ مهام تكتيكية واستخباراتية شاملة في الميدان في أوائل عام 2027.