خبراء: تراجع معدل التضخم جاء مدعوما بهبوط أسعار سلة المواد الغذائية والمشروبات

مصطفى شفيع: التضخم انخفض نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، رغم زيادة سلة الطاقة بنسبة 15%.
محمد فؤاد: انخفاض التضخم بسبب تراجع قطاع الأغذية ومن المتوقع خفض أسعار الفائدة.
ويرى المحللون والاقتصاديون أن انخفاض التضخم في يونيو/حزيران الماضي جاء نتيجة لانخفاض أسعار سلة الغذاء وامتصاص تأثير ارتفاع أسعار الديزل والبنزين في الشهر السابق.
تباطأ معدل التضخم السنوي في مصر مجددًا في يونيو، ليصل إلى 14.4%، مقارنةً بـ 16.5% في مايو. ويأتي ذلك عقب ارتفاعه في الأشهر الثلاثة السابقة، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتي أظهرت انخفاضًا في معدل التضخم الشهري بنسبة 0.1% مقارنةً بشهر مايو 2025.
وبحسب الإحصائيات، بلغ مؤشر أسعار المستهلك العام للجمهورية بأكملها 258.1 نقطة في يونيو 2025.
على أساس سنوي، ارتفعت أسعار قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 6.8%، مدفوعةً بارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 2.4%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 11.5%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 6.3%، والزيوت والدهون بنسبة 3.1%، والفواكه بنسبة 68.7%، والخضراوات بنسبة 8.5%، والسكر والأطعمة المحلاة بنسبة 1%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 6.5%، والعصائر المعدنية والغازية والطبيعية بنسبة 18.9%، على الرغم من انخفاض أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 2.1%. كما سجل قطاع المشروبات الكحولية والتبغ ارتفاعًا بنسبة 15.4%، مدفوعةً بارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 25%، وأسعار التبغ بنسبة 15.4%.
وعلى أساس شهري، انخفضت أسعار الأغذية والمشروبات بنسبة 1.1%، نتيجة انخفاض أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 3.8%، وأسعار الخضراوات بنسبة 1%، على الرغم من ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 0.3%، وأسعار الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.1%، وأسعار منتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 0.1%، وأسعار الزيوت والدهون بنسبة 0.2%، وأسعار الفواكه بنسبة 0.5%، وأسعار السكر والأطعمة السكرية بنسبة 0.4%، وأسعار المياه المعدنية والمياه الغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 0.7%.
صرح مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، بأن انخفاض معدلات التضخم يتوافق مع توقعاتنا السابقة، حيث تراوحت بين 14% و15% في يونيو. وأوضح أن ذلك يعود إلى انخفاض السلة الأساسية، التي تُمثل جزءًا كبيرًا من إجمالي السلة. علاوة على ذلك، خفف الشهر الماضي من تأثير قرار الحكومة برفع أسعار الوقود. وأوضح شفيع أن سلة الطاقة ارتفعت مع ذلك بنسبة 15% نتيجةً لارتفاع أسعار الوقود.
في أبريل الماضي، رفعت لجنة التسعير التلقائي للمشتقات النفطية أسعار البنزين والديزل بنسبة 15% للمرة الثانية خلال ستة أشهر. وكان ذلك جزءًا من خطتها لرفع دعم الوقود بنهاية العام.
وتوقع شفيع أن يرتفع التضخم قليلا مرة أخرى في القراءة المقبلة بسبب قرارات زيادة ضريبة القيمة المضافة والضرائب على السجائر والكحول والنفط الخام.
تشمل التغييرات الجديدة على ضريبة القيمة المضافة زيادة سنوية بنسبة 12% على الحد الأدنى والحد الأقصى لأسعار السجائر لمدة ثلاث سنوات تبدأ من نوفمبر 2025. كما حُوِّلت ضريبة الكحول إلى نظام ضريبي تصاعدي ذي معدل ثابت يعتمد على محتوى الكحول، ويزداد بنسبة 15% سنويًا لمدة ثلاث سنوات. كما تُدخل الضريبة ضريبة على الوكالات الأدبية وبعض الخدمات الإعلامية، بالإضافة إلى ضريبة بنسبة 10% على النفط الخام لأول مرة.
وتوقع شفيع أيضًا أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، لا سيما في ظل توجه معظم البنوك العالمية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نحو تثبيت أسعار الفائدة. وأشار إلى استمرار حالة عدم اليقين العالمي والإقليمي والمحلي بشأن القرارات المقبلة، بما في ذلك زيادة أسعار الكهرباء ومراجعة أسعار الوقود خلال الاجتماع المقبل.
أوضح الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن انخفاض معدلات التضخم في يونيو يعود إلى انخفاض قطاع الأغذية في مؤشر التضخم. فقد انخفضت أسعار الفاكهة بشكل ملحوظ مقارنةً بشهر مايو، وكذلك أسعار الدواجن، وأسعار الأعلاف بنحو 2%، بينما استقرت أسعار الخضراوات تقريبًا. وأوضح أن قطاع الأغذية له تأثير كبير على المؤشر، وبالتالي يُعد انخفاضه سببًا رئيسيًا لانخفاض التضخم. علاوة على ذلك، استوعب شهر مايو تأثير ارتفاع أسعار البنزين والديزل العام الماضي.
وأضاف فؤاد أن تراجع معدلات التضخم يدعم نية البنك المركزي خفض أسعار الفائدة في اجتماعه غدا.
تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها الرابع لهذا العام غدًا الخميس. في اجتماعها الثالث في مايو، قررت اللجنة خفض أسعار الفائدة لليلة واحدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 24% و25% على التوالي. يأتي هذا عقب خفضها بمقدار 225 نقطة أساس عن أعلى مستوى لها على الإطلاق في أبريل، وذلك لأول مرة منذ نوفمبر 2020. اكتب إلى عمرو محمد