وزارة البترول ترد على تحمل الدولة خسائر بـ600 مليون دولار شهريًا بسبب سفن التغويز.. ما القصة؟

منذ 4 ساعات
وزارة البترول ترد على تحمل الدولة خسائر بـ600 مليون دولار شهريًا بسبب سفن التغويز.. ما القصة؟

بقلم – دينا كرم:

أوضح معتز عاطف، المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول والثروة المعدنية ووكيل أول الوزارة، حقيقة التقارير المتداولة عن تكبد الدولة خسائر تصل إلى 600 مليون دولار شهرياً بسبب تأخر تشغيل محطات التغويز العائمة.

وفي مداخلة هاتفية مع عمرو أديب في برنامج «الحكاية» ومواجهته مع الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد، أكد معتز أن هذه الأرقام «مبالغ فيها وغير دقيقة وتفتقر إلى أي أساس واقعي».

وأوضح عاطف أن تأخر تشغيل بعض الوحدات مثل سفينة “إينيرجيوس إسكيمو” يرجع إلى وجود مشكلات فنية تتعلق بالصحة والسلامة، ويجري العمل على حلها لإعدادها للتشغيل.

وأكد أيضاً أن هناك تنسيقاً شاملاً بين وزارتي البترول والكهرباء لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة، وأنه لا توجد “اختلافات في الرأي” كما وصفها الدكتور محمد فؤاد.

في المقابل، قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد، في حواره ببرنامج «الحكاية»، إن تأخر تشغيل أوعية التغويز يتسبب في تكاليف اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، موضحاً أن استخدام أنواع الوقود البديلة مثل الديزل والطاقة الشمسية في محطات الكهرباء يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التشغيل.

وأضاف أن التكاليف المباشرة الناجمة عن فرق الاستهلاك الشهري للوقود تقدر بنحو 300 مليون دولار، فيما تبلغ تكاليف إيجار السفن نحو 12 مليون دولار.

وأضاف أن التكاليف غير المباشرة الناتجة عن صيانة محطات الطاقة تتراوح بين 215 مليون دولار و300 مليون دولار، وأن العمر التشغيلي للمكونات الحيوية في المحطات ينخفض بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 في المائة.

لكن معتز عاطف، المتحدث باسم وزارة البترول، صرّح بأن هذه الأرقام عارية عن الصحة. وأكد أن الدولة لم تخسر كل هذه المبالغ، وأن الإمدادات اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء متوفرة، ولن يكون هناك انقطاع للتيار الكهربائي.

أصدر حزب العدالة بيانًا أمس ينتقد بشدة تأخر تشغيل محطات التغويز العائمة. ويرى الحزب أن ما يحدث لم يعد أزمة تقنية، بل هو “فشل مؤسسي منهجي” في معالجة قضية حيوية كالطاقة.

وأشار الحزب إلى أن الوزارة دأبت على التصريح بأن العمليات تسير قبل الموعد المحدد، بينما يُظهر الواقع عكس ذلك. فلم يبدأ تشغيل سوى محطة واحدة من كل أربع محطات، رغم انقضاء أكثر من ربع موسم الذروة الصيفي. وقد أدى ذلك إلى تكاليف مالية باهظة تُقدر بنحو 600 مليون دولار شهريًا، تشمل استئجار السفن غير العاملة، وتشغيل محطات الطاقة باستخدام أنواع الوقود البديلة، وتآكل المعدات قبل الأوان.

أوضح الحزب أن سبب الأزمة هو فقدان 45% من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي دون تحقيق أهداف الزيادة المعلنة مرارًا. وأشار إلى أن هذه النواقص أُخفيت بتصريحات إعلامية ولم تُعالج بفعالية.

دعا حزب العدالة إلى مراجعة فنية مستقلة لبرنامج تشغيل محطة التغويز. ومحاسبة المسؤولين عن التأخير والتصريحات المضللة، ووضع جدول زمني ملزم للإنجاز. وحذّر من أن الاستمرار في هذا المسار قد يُعرّض التوازن المالي والثقة بين المواطنين والدولة للخطر.


شارك