حوار| ميرنا نور الدين: «أنا أنت.. أنت مش أنا» يناقش العالم الافتراضى بكل تفاصليه

كنت مصمماً على تقديم شخصية مختلفة في المسلسل.. والعمل مع معتصم النهار ممتع. • تعرضت للإصابة في “فهد البطل” بسبب حلقة أحمد العوضي.. ودعم الجمهور عوضني.
تعيش الممثلة ميرنا نور الدين حاليًا فترة نشاط فني بعد أن تصدرت عناوين الصحف بمسلسل “فهد الباطل” في رمضان الماضي. وهي الآن بصدد المشاركة في مسلسل درامي جديد بعنوان “أنا أنت… أنتِ لستِ أنا”، والذي أثار جدلًا وإثارة منذ الإعلان عنه. في حوارها مع “الشروق”، كشفت ميرنا عن خلفيات عملها، وتحدثت عن شخصية “داليا” التي تجسدها، وتفاصيل تعاونها مع الفنان السوري معتصم النهار.
تقول ميرنا نور الدين:
بصراحة، كنتُ متحمسًا ومتوترًا في آنٍ واحد عندما عُرض عليّ الدور لأول مرة. هذا النوع من الأعمال الدرامية جديدٌ عليّ تمامًا، وكانت لديّ أسئلةٌ كثيرة، أهمها: هل سيفهم الجمهور الموضوع؟ هل سأتمكن من تجسيد الشخصية بصدق؟ لكن عندما جلستُ مع المخرج هشام الرشيدي ورأيتُ شغفه بالفكرة، شعرتُ بالاطمئنان، لا سيما أنه يفهم هذا العالم الافتراضي جيدًا ومتحمس لتقديمه بطريقة مختلفة. سيستكشف العمل مخاطر وفوائد وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عالم الميتافيرس.
< ما هي رسالة المسلسل للجمهور؟
تتضمن السلسلة العديد من الرسائل الإيجابية لجمهورها، وخاصةً للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و٣٠ عامًا والمهتمين بعالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. تقول السلسلة: “لا تجعل نفسك جزءًا من هذا العالم، بل اجعل التكنولوجيا جزءًا من عالمك. لا تدعها تتحكم بك. أنت من صنعها، وبالتالي أنت أذكى منها بكثير”. ومن الرسائل المهمة أيضًا كيفية التعامل مع هذا التطور بإيجابية، والمشاكل التي تنشأ عند إساءة استخدامه.
< هل ترددت في قبول الدور؟
عندما قرأتُ النص، وافقتُ فورًا دون معرفة أي تفاصيل إضافية، لأن القصة غير تقليدية. تتناول فكرة الهروب من الواقع عبر العالم الافتراضي. نشاهد هذا كثيرًا هذه الأيام، لكن لم يُنفَّذ باحترافية في الدراما قط. عندما جلستُ مع فريق الإنتاج، شعرتُ أن لديّ فرصةً لتقديم شيء مختلف واستثنائي.
< ماذا عن شخصيتك في المسلسل؟
أؤدي دور “داليا”، شخصية معقدة للغاية. إنها فتاة عادية تمامًا، لكنها تعاني من نقص في الثقة بالنفس وتقدير الذات. تعيش صراعاتها النفسية في صمت، وترفض التحدث مع عائلتها أو أصدقائها. تهرب إلى عالم التواصل الاجتماعي الافتراضي، حيث تكوّن شخصية مختلفة وتعيش حياة مثالية. ما أدهشني هو أنها لا تحاول تجميل نفسها أو التظاهر. بل على العكس، فهي صادقة جدًا مع نفسها، وهو أمر نادر في الشخصيات المكتوبة.
< هل هناك أي أوجه شبه بينك وبين داليا؟
بالطبع، هذا ممكن بالعفوية والتلقائية. داليا لا تفكر كثيرًا قبل الكلام أو التمثيل، وعفويتها تُوقعها في المشاكل. هذا يحدث لي أيضًا في بعض المواقف. لكن بصرف النظر عن ذلك، لديها في شخصيتها جوانب لم أختبرها من قبل. لهذا السبب اجتهدتُ في هذا الدور، محاولًا تجسيدها، مع التركيز في الوقت نفسه على تقديم شخصية مختلفة تمامًا عن أي شخصية قدمتها في مسيرتي الفنية.
< هل هناك مشهد معين أثار إعجابك عندما قرأت السيناريو؟
المشهد الذي تنهار فيه الشخصية في منتصف المسلسل تقريبًا، وتدرك أن عالمها الافتراضي خذلها بقدر ما خذلها الواقع… استنزفني هذا المشهد نفسيًا لاحتوائه على الكثير من الألم المكبوت. رغم كل تدريبي كممثلة، التزمت الصمت لأبتعد عن تلك الحالة. بصراحة، العمل مليء بالمشاهد المؤثرة، وأنا متأكدة من أنه سيترك أثرًا لدى الجمهور.
اسم المسلسل “أنا أنت… أنت لست أنا” غريب بعض الشيء… كيف تفسره؟
الاسم رائع. في البداية، ظننته غريبًا، لكن مع تعمقي في القصة، فهمت معناه. يعكس الاسم فكرة الفصل بين “أنا” الواقع و”أنا” التي أعيشها في العالم الرقمي. يتساءل: هل نحن أنفسنا؟ أم أننا نسخ مصطنعة تبدو وكأنها تهرب من الحقيقة؟ هذا هو جوهر العمل. علاوة على ذلك، يختلف الاسم عن كل ما يُعرض في الدراما، مما يجعله مميزًا وسريع الحفظ للمشاهد، ويجذبه لمشاهدته.
< كيف ترى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على شخصيات مثل “داليا”؟
تأثيرٌ بالغُ الأهمية. تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي للناس مساحةً للتعبير عن أنفسهم، لكنها في الوقت نفسه تُمارس ضغطًا هائلًا عليهم ليكونوا “مثاليين”. مثل داليا، يحاول البعض عيش حياةٍ غير حياتهم لمجرد الشعور بالقبول. وهذا ينطوي على مخاطر نفسية هائلة. كما أن فكرة التعرّف على الناس بعيدًا عن الشاشة مُخيفة، لأن العلاقة بالتأكيد ليست علاقةً حميمةً، وهذا يُرهق ذوي القلوب الضعيفة نفسيًا.
شاركك البطولة الممثل السوري معتصم النهار. كيف كان التعاون خلف الكواليس؟
مُسلٍّ للغاية! معتصم محترف. يُدرك دوره جيدًا ويتعلم الكثير. يسعى دائمًا لتقديم أفضل تجربة ممكنة للجمهور، ولا يُهادن أحدًا في العمل. كانت هذه أول تجربة عمل لنا معًا، لكننا شعرنا بالتناغم بيننا منذ المشهد الأول. حتى في المشاهد العاطفية أو الجدلية، كنا نتجاوب بسلاسة مع ردود أفعال بعضنا البعض.
< هل واجهتك أية صعوبات مع اللهجة المصرية؟
بصراحة، لا، لقد تفاجأت. يجيد اللهجة المصرية، كأنه مولود في السيدة زينب، مما سهّل علينا التدريبات كثيرًا. إنه ذكي ويطرح الأسئلة كلما ساءت الأمور، مما جعل العمل ممتعًا وسلسًا. يتقبل النصيحة من أي شخص إذا كان ذلك في مصلحة العمل، ويسعى دائمًا إلى بناء علاقة وطيدة بين أفراد الفريق، وهذا الحب واضح للجمهور على الشاشة.
< هل سيتقبل الجمهور فكرة المسلسل رغم أنها جديدة ولم تقدم بهذا الشكل الدرامي؟
أتوقع أن يتفاعل الجمهور مع العمل وأحداثه، ويعيش تفاصيله كأنه موجود، وخاصة شخصية داليا التي سأقدمها. أنا على يقين تام بأنها ستكون مؤثرة، فهي تشبه كل فتاة مصرية عادية، وتناقش مشاكلها بصراحة، وتجيب على العديد من الأسئلة الاجتماعية. آمل بصدق أن يشعر الجمهور بأنه يجد نفسه فينا.
< هل كنت تتوقع هذه ردة الفعل بعد نجاح مسلسل “فهد الباطل”؟
بصراحة، لا. خلال التصوير، كنا جميعًا منشغلين بعملنا، وأردنا أن نُظهر أنفسنا بأفضل صورة. لم تُشكّل الترندات أو مواقع التواصل الاجتماعي أي أهمية، وبذلنا جهدًا مضاعفًا عن المعتاد. عند عرض المسلسل، كان التفاعل رائعًا. حتى أن بعض المقاهي سُمّيت باسم فهد، البطل، وبعض المنتجات حملت اسم المسلسل. وبينما كان الجمهور يتجمع في المقاهي لمشاهدة الحلقات، شعرنا بمدى تقدير الناس لجهودنا، مما زاد من سعادتنا، خاصةً عندما خرجنا إلى الشوارع والتقينا بالجمهور الذي تفاعل معنا نيابةً عن الشخصية. آمل أن أكرر هذا النجاح في أعمالي القادمة.
< هل تعرضت لإصابة أثناء تصوير مسلسل “فهد الباطل”؟
نعم، في مشهد أكشن مع أحمد العوضي، كان يرتدي خاتمًا، وفي لحظة ما لكمني في وجهي بالخطأ. ظنّ الناس أنها إصابة خطيرة، لكن لحسن الحظ كانت سطحية فقط. كان أحمد منزعجًا جدًا، لكن هذا النوع من الأمور يحدث بانتظام أثناء التصوير، وخاصةً في المشاهد العنيفة. والأهم من ذلك، أن الناس صدقوا الأحداث وتفاعلوا معها، مما خفف من ألم الإصابة بالنسبة لي.
< كيف تتعامل مع شهرتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أحاول أن أكون أكثر طبيعية. أشاركهم لحظاتي الحقيقية، لا مجرد صور مثالية، والجمهور يُحب ذلك. كما أستمتع بقراءة تعليقاتهم، سواءً كانت انتقادية أو داعمة، لأنها تُساعدني على التطور والتفاعل معهم بشكل فوري. أحب وسائل التواصل الاجتماعي، وجمهوري حقيقي، وأحترمه كثيرًا. نتبادل النصائح دائمًا.
< وأخيرًا: ما هي مشاريعك القادمة؟
هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ حاليًا، لكنني ما زلت أقرأها وأفكر فيها. حاولتُ الاختيار بعناية، فكل مشروع أقدمه يختلف عن سابقه. سيكون مشروع “أنا أنت… أنت لست أنا” إنجازًا بالغ الأهمية، وأريد أن يكون المشروع التالي بنفس المستوى أو أفضل.