الملك لير على المسرح القومي.. كيف تشبع يحيى الفخراني بروح نصوص شكسبير؟

منذ 4 ساعات
الملك لير على المسرح القومي.. كيف تشبع يحيى الفخراني بروح نصوص شكسبير؟

يستعد الفنان يحيى الفخراني لتقديم مسرحية «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالقاهرة، ابتداءً من 8 يوليو المقبل، وهي النسخة الثالثة التي يقدمها في مشواره الفني، حيث سبق أن قدمها عامي 2001 و2019.

ويرى الفخراني أن «الظروف الحالية مناسبة لعرض المسرحية، كونها موجهة لفئة عمرية تناسب شخصية الملك»، مشيراً إلى أنه مع كل عرض للمسرحية، وهي الأقرب لجمهور المسرح، يشعر أن شيئاً جديداً يظهر.

قال: “يتمتع المسرح الوطني بمكانة خاصة تميزه عن غيره من مسارح الدولة. يتميز بطابع خاص، ويحظى بقيمة خاصة لعرض المسرحيات الكلاسيكية العالمية”. وأكد أن حريق المسرح عام ٢٠٠٨ كان له أثر بالغ عليه: “لمدة شهر، لم أستطع الاقتراب من المسرح”.

منذ البداية، انجذب الفخراني بشكل خاص إلى المسرحيات العالمية، مما أدى إلى خلاف بينه وبين زملائه في فريق المسرح الجامعي. فمن جهة، كان هناك اتجاه نحو إعادة إنتاج المسرحيات المحلية، بقيادة الريحاني ويوسف وهبي؛ ومن جهة أخرى، دعا الفخراني إلى تفضيل المسرحيات العالمية لشكسبير وبرنارد شو وغيرهما من المؤلفين العالميين. حُسم هذا الخلاف بتشكيل فريقين: فريق للمسرح المحلي وفريق للروايات العالمية. مهدت هذه الحادثة الطريق لظهور مسرحيات عالمية بارزة، أتقنها الفخراني ببراعة. ومن أشهرها مسرحية “الملك لير”، التي لاقت استحسانًا واسعًا في مصر والعالم العربي.

تُعدّ مسرحية “الملك لير” جزءًا هامًا من التراث المسرحي العالمي. ومن رسائلها الأساسية ضرورة استخدام العقل، لأن الخسارة تعني خسارة كل شيء. لو استخدم الملك لير العقل في تقسيم مملكته، لما خدعه حب ابنتيه، غونرل وريغان، ولخسر كل شيء. ومن أساليب شكسبير الأخرى تجنب النهايات السعيدة، لذا كان المشهد الأخير من المسرحية هو موت الملك وابنته – وهي صورة مأساوية لا يزال أثرها على الجمهور لا يُنسى.

سبق للفخراني أن قدم مسرحية “الملك لير” مرتين. كانت الأولى على المسرح قبل حوالي 15 عامًا، ثم أعاد تقديمها لاحقًا في مسرح خاص. أما محاولته الثانية فكانت في قالب درامي في مسلسل “دهشة”، الذي عُرض عام 2014 وتدور أحداثه في صعيد مصر.

في هذا السياق، أشاد الناقد طارق الشناوي بأداء الفخراني في كلا العملين، قائلاً: “إن أداء الفخراني المذهل يوحي بأن شكسبير، الذي توفي منذ قرون، كتب خصيصًا له”. ويعود ذلك إلى ذكاء الفخراني الفائق، الذي دفعه لاختيار أعمال شكسبير المتحررة من قيود الزمان والمكان.

وأضاف الشناوي لـ«الشروق» أن الفجوة بين إنتاج المسرحية والمسلسل، والتي امتدت لأكثر من عشر سنوات، عملت لصالح الفخراني، إذ استطاع خلال هذه الفترة أن يتشرب روح «لير» بشكل عميق، لدرجة أنه كان الوحيد الذي يستطيع تقديم المسرحية في أي وقت، وبأي شكل فني.

أما عن أسباب تفوق الفخراني على غيره من الممثلين في دور الملك لير، فيرى النقاد أن يحيى الفخراني نجح في تجنب التصوير العاطفي والميلودراما الذي يلجأ إليه كثير من الممثلين، خاصة عند تجسيد الشخصيات الكلاسيكية مثل الملك لير.


شارك