رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل أكبر عائق يحرمنا التنمية المستدامة

منذ 3 ساعات
رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل أكبر عائق يحرمنا التنمية المستدامة

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الاثنين، أن الشعب الفلسطيني حرم من فرص التنمية المستدامة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم ثلاث مبادرات رئيسية تهدف إلى تعزيز الصمود الفلسطيني وإنعاش اقتصاده.

جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بمدينة إشبيلية الإسبانية، بحسب بيان لمكتبه.

وقال مصطفى: “إن الشعب الفلسطيني تخلف عن الركب على طريق التنمية المستدامة”، وأكد أنه “لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة دون إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام”.

وأكد أن “الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الأكبر أمام تنمية فلسطين”، وحذر من أن استمرار الوضع الراهن دون تدخل دولي “قد يؤدي إلى كارثة إنسانية ومالية من شأنها أن تعرض الاستقرار في المنطقة بأكملها للخطر”.

وأضاف: “إن الشعب الفلسطيني لا يواجه التحديات العالمية نفسها التي تواجهها البلدان الأخرى فحسب، بل يتحمل أيضا العبء الإضافي المتمثل في الاحتلال الاستيطاني الوحشي الذي يقوض حقوقه الإنسانية والسياسية الأساسية”.

وانتقد مصطفى الممارسات الإسرائيلية التي تعيق التنمية، مشيرا إلى وجود أكثر من 850 حاجزا في الضفة الغربية، نحو 60% منها مغلقة، الأمر الذي “يقيد حرية حركة المواطنين ويقوض النشاط الاقتصادي”.

وأشار أيضاً إلى الخصومات الإسرائيلية “غير القانونية” من عائدات الضرائب الفلسطينية، والتي تجاوزت 2.3 مليار دولار، محذراً من أن ذلك “أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 30 في المائة، وزيادة معدل البطالة إلى أكثر من 50 في المائة، وأثر على قدرة الحكومة على دفع الرواتب وتوفير الخدمات الأساسية”.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني على “أهمية عقد المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال”. وكان من المقرر أن يعقد المؤتمر الدولي حول فلسطين في الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران في مقر الأمم المتحدة بنيويورك برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في قطاع غزة، وتعزيز حل الدولتين، وتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

لكن في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو/حزيران بدعم أميركي واستمرت اثني عشر يوما، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.

ويهدف مؤتمر التمويل الرابع إلى اعتماد إطار جديد لتمويل التنمية والبدء في اتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبحسب وزارة الخارجية الإسبانية، سيشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام أكثر من 200 وفد رسمي، ونحو 60 رئيس دولة وحكومة، وعدد كبير من ممثلي المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.

ودعا مصطفى إلى دعم دولي لتنفيذ ثلاث مبادرات رئيسية لتعزيز الصمود الاقتصادي والسياسي. الأولى هي الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي أقرتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والثانية هي برنامج التنمية الوطنية الذي تنفذه الحكومة الفلسطينية حاليًا.

وتمثل المبادرة الثالثة التي سيتم تطويرها وتنفيذها لاحقا نتيجة للمؤتمر الدولي للسلام في نيويورك، خارطة طريق لبناء اقتصاد مستدام، وهو ما يتطلب أيضا، وفقا لمصطفى، عملية سياسية جادة لتمكينه وضمان نجاحه. في مارس/آذار من العام الماضي، اعتمدت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطةً لإعادة إعمار قطاع غزة دون طرد الفلسطينيين. ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ الخطة خمس سنوات، وأن تبلغ تكلفتها حوالي 53 مليار دولار.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 190 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.

بالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 986 فلسطينيًا وجُرح نحو 7000 آخرين.


شارك