برلمانية الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي: نشهد «حربا أهلية» داخل المدارس.. والمعلم لا يعرف التربية

منذ 24 أيام
برلمانية الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي: نشهد «حربا أهلية» داخل المدارس.. والمعلم لا يعرف التربية

أكد محمود سامي الإمام رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري بمجلس الشيوخ، على ضرورة ضبط سلوك الطلاب من خلال تدريب المعلمين.

في كلمته في الجلسة العامة اليوم، قال: “لدينا مشكلة كبيرة تتعلق بالسلوك النفسي للطلاب، وخاصة في المناطق الريفية. نحن بحاجة إلى ضبط سلوك الطلاب، وأعتقد أننا في مرحلة بالغة الخطورة”.

وأضاف: “لقد تطور الأمر إلى ما يشبه حربًا أهلية، وهناك الكثير من التنمر”. وتابع الإمام: “المعلم لا يملك القدرة على التدريس. هذه كليات لتدريب المعلمين، وليست مؤسسات تعليمية”.

ناقش المجلس الدراسة المعنونة “كليات التربية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول” التي أعدتها عضو المجلس هبة شاروبيم والنائبة رشا أحمد مهدي.

وأكدت الدراسة التي ناقشها المجلس وجود فجوة كبيرة بين الواقع الحالي لكليات إعداد المعلمين ومتطلبات إعداد المعلمين في ظل المتغيرات العالمية وسوق العمل المحلي والدولي.

وأوضحت أن العديد من معاهد إعداد المعلمين في مصر تواجه تحديات عديدة، أبرزها ضعف التكامل بين الجوانب النظرية والتطبيقية في برامج إعداد المعلمين، وانفصال المناهج عن احتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل.

كشفت الدراسة عن قصور في برامج التدريب العملي، مما أدى إلى تخريج المعلمين دون خبرة عملية، وقصور برامج التطوير المهني المستمر للخريجين والمعلمين أثناء الخدمة، وتفاوت كبير في جودة الخدمات المقدمة بين المؤسسات، وغياب آليات التقييم المستمر.

وأكدت الدراسة أن إصلاح كليات المعلمين يعد نقطة انطلاق أساسية لأي مشروع وطني للنهوض بالتعليم في مصر، باعتبار المعلم حجر الأساس في التنمية البشرية وتكوين الوعي المجتمعي.

وأوصت الدراسة بإعادة هيكلة برامج إعداد المعلمين لجعلها أكثر مرونة وشمولية، وتعتمد على نظام الساعات المعتمدة، وتوفر تخصصات مختلفة لتلبية احتياجات التعليم الأساسي والثانوي.

كما أوصي بإنشاء مجلس وطني لإعداد المعلمين لتنسيق التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ونقابة المعلمين والجهات ذات الصلة، بما يضمن تطوير استراتيجيات متسقة ومتكاملة لتدريب المعلمين وتطويرهم المهني.

وطالبت الدراسة أيضا بتحمل كليات إعداد المعلمين مسؤولية توفير برامج مستدامة لتنمية المعلمين، والعمل كجهة مختصة بإصدار وتجديد التراخيص المهنية بناء على معايير أداء واضحة.

وأوصت الدراسة بأن يقوم قسم العلوم التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات بتشكيل لجنة لإجراء دراسة ومراجعة شاملة لجميع كليات التربية بأقسامها ومجالاتها المختلفة لتجنب الازدواج أو التنافس بين الأقسام والمجالات المتداخلة داخل الكلية الواحدة أو التي تتداخل تخصصاتها مع تخصصات نظيراتها في كليات أخرى.

اقترحت أن تتبع كليات إعداد المعلمين الجديدة، في حال إنشائها، نموذجًا تسلسليًا، وأن تُصنّف كليات إعداد المعلمين للدراسات والتدريب التربوي في مرحلة الدراسات العليا. وستُقدّم هذه الكليات برامج دراسات عليا متخصصة، أو، بالتعاون مع جامعات أخرى، تُطوّر نماذج دراسية متكاملة تجمع بين البعدين الأكاديمي والتربوي. وسيتبع البرنامج ثلاثة مسارات:

الدبلوم العام في التربية (سنة/سنتان) مُصمم لخريجي الجامعات من مختلف التخصصات. يتألف من سنة أولى من الدراسة النظرية وسنة ثانية من التدريب العملي في المدارس. _ الدبلومات المهنية والخاصة التمهيدية (الماجستير): متخصصة لمن يسعون إلى التطوير المهني والانتقال إلى درجة الماجستير. _ برامج الماجستير والدكتوراه: تستمر كما كانت في السابق في كافة الفروع التعليمية.

وجدت الدراسة أن كليات تدريب المعلمين القائمة قد لا تقبل طلاب المرحلة الثانوية، وأن برامجها – مثل برامج جامعة ستانفورد أو جامعة القاهرة – تقتصر على الدراسات العليا، أي أنها تتبع نموذجًا تسلسليًا. كما تقدم خدمات تدريبية واستشارات في مجال إعداد المعلمين. بمعنى آخر، فهي مسؤولة عن التطوير المهني للمعلمين وإصدار التراخيص المهنية.

أكدت الدراسة أنه في حال قررت جامعة التربية التحول إلى برنامج للدراسات العليا فقط، يُمكنها تحديد فترة انتقالية تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات لتعديل وضعها. وتهدف هذه الخطوة إلى استكمال تطبيق اللوائح الحالية القديمة، بما في ذلك اللوائح الموحدة التي ستدخل حيز التنفيذ في العام الدراسي 2023/2024. ومن المتوقع تخرج الدفعة الأولى من هذا البرنامج خلال عامين.

واختتمت اللجنة تقريرها بالتأكيد على أهمية معالجة هذه القضية من خلال تنسيق الجهود بين الوزارات المعنية والجامعات والمجتمع المدني. وهذا سيضمن تحسينًا حقيقيًا في جودة المؤسسات التعليمية المصرية وتدريب المعلمين القادرين على قيادة التغيير. ويتماشى تنفيذ توصيات الدراسة مع رؤية مصر 2030، التي تضع التعليم في صميم التنمية المستدامة.


شارك