كيف استقبل سوق المال إحلال ضريبة الأرباح الرأسمالية بضريبة الدمغة؟

منذ 13 أيام
كيف استقبل سوق المال إحلال ضريبة الأرباح الرأسمالية بضريبة الدمغة؟

على مدار إحدى عشرة سنة، ثارت خلافات في البورصة المصرية حول تحصيل ضريبة الأرباح الرأسمالية وضريبة الدمغة على عمليات البيع والشراء. وقد عُلِّقت ضريبة الأرباح الرأسمالية أو أُجِّلت خمس مرات لصعوبة تطبيقها. وكان سبب التأجيل عدم إصدار اللائحة التنفيذية للقانون رقم 30 لسنة 2023، ووضع الإجراءات اللازمة لحساب وتحصيل الضريبة.
دوافع مهمة لسوق الأوراق المالية
قال ريموند نبيل، عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، لموقع ايجي برس، إن مساعي الحكومة لإعادة ضريبة الدمغة على تعاملات البورصة خطوة إيجابية، خاصة بعد حل قضية ضريبة الأرباح الرأسمالية.

وأكد أن هذا القرار سيساهم في تشجيع دخول شريحة جديدة من المستثمرين الذين أبدوا مخاوفهم من تطبيق هذه الضريبة خلال السنوات الأخيرة، ما دفع العديد منهم إلى الانسحاب من السوق.

وأشار نبيل إلى أن مخاوف المستثمرين بشأن ضريبة الأرباح الرأسمالية تعود إلى عدم وضوح آليات تطبيقها، فضلاً عن أسعار الفائدة القياسية العام الماضي، وهو ما زاد الضغوط على المستثمرين في السوق المحلية آنذاك.

قال: “يحتاج السوق المحلي إلى ضخّ سيولة جديدة، لا سيما في ظلّ تركيز صندوق النقد الدولي مؤخرًا على الطروحات العامة الأولية. وقد خضع سوق الأسهم لتدقيق مستمر في السنوات الأخيرة نظرًا لمكانته كمؤشر على الأداء الاقتصادي”.

أكد ريموند أن إلغاء ضريبة أرباح رأس المال وفرض ضريبة الدمغة وفّرا حوافز كبيرة للسوق. وفي الوقت نفسه، دعا إلى تكثيف حملات التوعية الداخلية لتعزيز ثقافة الاستثمار، لا سيما بين الأفراد.

وأشار إلى أن البنك المركزي المصري ينتهج سياسة تيسير نقدي منذ بداية العام، بخفض أسعار الفائدة بنسبة 3.25%. وستستمر هذه السياسة حتى نهاية العام، مما يتيح للمستثمرين فرصة البحث عن بدائل استثمارية جديدة.

وأكد ريموند أن فرض ضريبة الدمغة لم يكن في مصلحة السوق فحسب، بل كان إيجابيا للدولة أيضا لأنه وفر إيرادات ثابتة للموازنة العامة، على عكس ضريبة أرباح رأس المال التي تعتمد على الأرباح وعادة ما تكون محدودة وتؤثر فقط على نسبة صغيرة من التجار.

بدأت مصر تطبيق ضريبة الدمغة عام ٢٠١٣، محققةً إيرادات ضريبية بلغت ٣٥٠ مليون جنيه مصري في عامها الأول، حين لم يتجاوز حجم السوق ٥٠٠ مليون جنيه مصري يوميًا. وعند إعادة تطبيقها في أعوام ٢٠١٧ و٢٠١٨ و٢٠١٩، بلغت الإيرادات حوالي ٣٥٤ مليون جنيه مصري، و٥٨٣ مليون جنيه مصري، و٧٢٩ مليون جنيه مصري على التوالي، وفقًا لتقرير سابق لصحيفة الشرق.

في مصلحة المستثمرين
أكد حسام الغايش، خبير سوق الأوراق المالية، الرأي السابق بشأن الجوانب الإيجابية لإعادة فرض ضريبة الدمغة، واصفًا إياها بأنها خطوة ستصب في مصلحة المستثمرين لا المضاربين. وأكد أن لها أثرًا إيجابيًا بشكل عام على سوق الأوراق المالية.

فيما يتعلق بمعدل ضريبة الدمغة المُحتمل تطبيقه على تداولات البورصة، صرّح الغييش: “أرى أنه يُمكن تطبيقه تدريجيًا، بدءًا بمعدل مرتفع ثم تخفيضه تدريجيًا. والهدف هو تعويض الإيرادات التي لم تُحصّل منذ فترة طويلة، لا سيما وأن وزارة المالية، ممثلةً بمصلحة الضرائب، لم تُحصّل أي رسوم من مُتعاملي البورصة منذ إلغاء ضريبة الدمغة”.

وأضاف أن معدل التطبيق المتوقع يتراوح بين 1 و1.15 بالألف، مشيرًا إلى أن آخر مرة فُرضت فيها ضريبة الدمغة كانت عام 2022، حيث بلغت ذروتها عند 1.15 بالألف قبل أن تنخفض إلى ربع ألف جنيه، أي ما يعادل 25 قرشًا لكل ألف جنيه متداول، سواءً بيعًا أو شراءً. لذا، من المتوقع أن يبدأ معدل التطبيق الجديد في هذا النطاق.

وأشار الغييش إلى أن ضريبة الدمغة على المعاملات الخارجية لا تزال تفرض بمعدل نحو ربع ألف، موضحاً أن المناقشات بشأن ضريبة أرباح رأس المال في السنوات الأخيرة ركزت فقط على المستثمرين المحليين ولم تأخذ المستثمرين الأجانب في الاعتبار.

وحول إمكانية تطبيق سعر موحد على جميع التجار سواء المقيمين أو غير المقيمين (الأجانب)، استبعد الغييش زيادة نسبة ضريبة الدمغة على الأجانب، مؤكداً أنهم التزموا بدفع هذه النسبة في فترات سابقة.

اقرأ أيضاً:
تُبرم مصر حاليًا عقود استيراد غاز مع شركات عالمية. ما وراء ذلك؟

الأسعار والحد الأدنى للشراء: تفاصيل الاستثمار في ثلاثة صناديق ذهبية


شارك