وزير العمل: مصر قطعت شوطا كبيرا في ملف مكافحة عمل الأطفال.. وحادث المنوفية جرس إنذار

أكد وزير العمل محمد جبران أن مصر أحرزت تقدمًا ملحوظًا في مكافحة عمل الأطفال. وأكد أن هذه المكافحة أولوية وطنية، وتنبع من إرادة سياسية تُترجم إلى خطط ومبادرات عملية على أرض الواقع. وأكد رفض أي ممارسات تنتهك حقوق الطفل، وخاصة استغلال الأطفال في بيئات عمل خطرة وغير آمنة.
في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال 2025، يوم الثلاثاء، والذي نظمته وزارة العمل المصرية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية في القاهرة والشركاء الوطنيين تحت شعار “التقدم واضح، لكن علينا بذل المزيد: يجب علينا تسريع جهودنا!”، أضاف أن مصر ملتزمة بترجمة التزاماتها الدولية إلى إجراءات ملموسة لحماية الأطفال. وأشار إلى أن قانون العمل يتضمن أحكامًا صارمة في هذا الصدد.
دعا الوزير الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح الأطفال الذين سقطوا ضحايا حادث المنوفية، معربًا عن خالص تعازيه لأسرهم. وأكد أن الحادث يُعدّ بمثابة تحذير واضح لجميع الأطراف المعنية، حكومةً ومجتمعًا مدنيًا وشركاء التنمية، للتصدي بجدية ومسؤولية لظاهرة عمالة الأطفال، لا سيما أسوأ أشكالها، التي تُهدد الحاضر وتُخالف الاتفاقيات الدولية التي تلتزم بها الدولة المصرية.
وأشار الوزير إلى أن مصر أطلقت الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال ودعم الأسر، والتي أثمرت عن تشكيل اللجنة التوجيهية. وقد عملت اللجنة جاهدةً لسنوات على تفعيل آليات الرقابة والتفتيش في الشركات لضمان عدم تشغيل الأطفال في الأنشطة المحظورة قانونًا. وتم ضبط المخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتطوير آليات التفتيش.
أكد التزام مصر بتطبيق اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقمي 138 و182. فعلى سبيل المثال، تحظر اللائحة الوزارية رقم 118 لسنة 2015 بشأن الأعمال الخطرة تشغيل الأطفال. كما يتضمن قانون العمل رقم 14 لسنة 2025 أحكامًا تحظر تشغيل الأطفال دون سن الخامسة عشرة، مع السماح لهم بتلقي التدريب من سن الرابعة عشرة دون المساس بفرصهم في مواصلة التعليم. كما ينص على عقوبات رادعة للمخالفات، ويضمن بيئة عمل آمنة لجميع الفئات، ويوفر الرعاية والحماية للأطفال ذوي الإعاقة.
وأكد أن الحكومة المصرية عازمة على المضي قدماً في هذه القضية بالتعاون مع كافة الشركاء لضمان مستقبل أكثر أمناً وكرامة للأطفال.