الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيم طولكرم

منذ 3 شهور
الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيم طولكرم

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 132 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم 119، وسط تصعيد واسع في القتال الميداني واستمرار عمليات هدم المنازل.

أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن جرافات الاحتلال واصلت صباح اليوم هدم عشرات المباني السكنية في مخيم طولكرم لليوم الثاني على التوالي. ويأتي ذلك ضمن خطة إسرائيلية لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، والذي يضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية المتمركزة في حيي بلاونة وعكاشة. وتنتشر وحدات مشاة عديدة داخل المخيم ومحيطه.

قبل عشرة أيام، أبلغت قوات الاحتلال سكان المخيم بقرار الإخلاء الفوري، وأمهلتهم ثلاث ساعات فقط لدخول منازلهم وإخلاء ممتلكاتهم. وتعرضوا لإجراءات تعسفية كالاضطهاد والمضايقة والاعتقال والرصاص الحي، رغم حصولهم على إذن مسبق بالدخول.

في هذه الأثناء، تواصل قوات الاحتلال حصار مخيمي طولكرم ونور شمس للاجئين ومحيطهما، وتنشر قواتها في الأزقة والتجمعات السكنية ومداخلها، وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم للاطمئنان عليها أو جمع أغراضهم، كما تطلق النار مباشرة على كل من يحاول الاقتراب.

في الأيام الأخيرة، استمرت عمليات هدم المباني السكنية في مخيم نور شمس. هُدم أكثر من 20 مبنىً ضمن خطة قوات الاحتلال لهدم ما مجموعه 48 مبنىً في المخيم. وتهدف الخطة إلى فتح طرق وتغيير جغرافية المخيمين.

في هذه الأثناء، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال العديد من المباني السكنية في شارع نابلس وشمال المدينة، وتحديدًا مقابل مخيم طولكرم للاجئين. وقد أُخلي السكان قسرًا وحولوا هذه المباني إلى ثكنات عسكرية، بعضها تحت السيطرة الإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. كما تُستخدم الآليات الثقيلة والجرافات في المناطق المحيطة.

على صعيد متصل، شهدت المدينة وضواحيها اليوم نشاطًا مكثفًا لقوات الاحتلال، حيث جابت دورياتها الشوارع والأحياء الرئيسية، وخاصةً حول ميدان جمال عبد الناصر والسوق المركزي، وأعاقت حركة المواطنين والمركبات، وأطلقت أبواق سياراتها بشكل استفزازي، وقادت عكس اتجاه السير.

كما تضرر طريق نابلس، الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، بشكل كبير جراء أعمال الحفر التي أقامتها قوات الاحتلال قبل أشهر. وأعاقت هذه الأعمال حركة المركبات، وفاقمت معاناة الفلسطينيين.

أدى هذا العدوان المستمر حتى الآن إلى استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن. كما أُبلغ عن عشرات الإصابات والاعتقالات، فضلًا عن تدمير البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات.

وفقًا لتقارير حديثة، أدى التصعيد إلى نزوح أكثر من 5000 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25000 فلسطيني. ودُمر ما لا يقل عن 400 منزل بالكامل، وتضرر 2573 منزلًا آخر بشكل جزئي. ولا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالحواجز، مما جعلها شبه خالية من الحياة.


شارك