اليوم العالمي للبيئة.. هل يهدد التغير المناخي حياة الأشخاص ذوي الإعاقة؟

منذ 3 شهور
اليوم العالمي للبيئة.. هل يهدد التغير المناخي حياة الأشخاص ذوي الإعاقة؟

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي يُحتفل به سنويًا في الخامس من يونيو، أكد المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة أن الأشخاص ذوي الإعاقة من أكثر الفئات تضررًا من آثار الاختلالات البيئية والكوارث الطبيعية وتغير المناخ. ويعود ذلك إلى عوامل مترابطة كالفقر والوصم والتمييز، مما يزيد من تأثرهم بالأزمات البيئية.

صرحت الدكتورة إيمان كريم، المديرة العامة للمجلس، بأن الدراسات أظهرت أن 72% من الأشخاص ذوي الإعاقة لا يملكون خطة استعداد للكوارث، وأن 79% منهم غير قادرين على الإخلاء الفوري في حالات الطوارئ. وكثيرًا ما يُتركون في أماكنهم أثناء عمليات الإخلاء، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات ومحدودية الوصول إلى الخدمات والمساعدة.

وأكدت على أهمية إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في تطوير حلول فعّالة لتغير المناخ، ودمجهم في بناء اقتصاد أخضر، وتمكينهم من الوصول إلى البنية التحتية ووسائل النقل، لا سيما في أوقات الأزمات. وأكدت أن آثار تغير المناخ على حياتهم اليومية تتطلب الآن إجراءات شاملة.

وأشاد المشرف العام بدعم القيادة السياسية، وخاصة من خلال الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، التي شارك المجلس في تطويرها، والتي تضمنت لأول مرة منظورًا شاملاً للإعاقة في هدفها الثاني المتمثل في بناء القدرة على التكيف والحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ.

في هذا السياق، سلّط المجلس الضوء على عضويته في اللجنة الوطنية لإدارة الأزمات والحد من المخاطر، التي أنشأها رئيس الوزراء لضمان مراعاة أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة في خطط التأهب للكوارث. كما سلّط الضوء على مشاركته في قمة المناخ COP27 بتنظيم فعالية دولية جمعت ممثلين عن المجتمع المدني وخبراء ومسؤولين.

وتحدثت عن بروتوكول التعاون مع هيئة حماية البيئة، الذي يهدف إلى تحسين وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى المعلومات البيئية، ونشر الكتب الصوتية للمكفوفين، وتنظيم ورش عمل لرفع الوعي البيئي لدى منظمات المجتمع المدني. ويأتي ذلك في إطار جهود تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة فكريًا واجتماعيًا.

كما اعتمد المجلس مشروع المدينة المثالية ضمن المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية بالتعاون مع مؤسسة دليل الخير للتنمية كنموذج لدمج الاستدامة البيئية مع إمكانية الوصول الحضري للأشخاص ذوي الإعاقة.

ويشير البيان إلى أن المجلس يدعم مشاريع إعادة التدوير، وينظم معارض لتسويق المنتجات الصديقة للبيئة التي يصنعها الأشخاص ذوو الإعاقة. ويأتي ذلك في إطار جهوده المشتركة لتعزيز البيئة والاقتصاد. كما يُنظم المجلس حملات توعية لتشجيع السكان على تبني سلوكيات بيئية إيجابية.

واختتمت الدكتورة إيمان كريم كلمتها بالتأكيد على أن دمج منظور الإعاقة في السياسة البيئية لم يعد ترفا، بل ضرورة إنسانية وتنموية تضمن لجميع الناس فرصا متساوية للحماية والبقاء والمشاركة في مستقبل أخضر عادل وشامل.


شارك