هل تسقط فريضة الحج عن ذوي الهمم؟.. دار الإفتاء تجيب‬

منذ 5 ساعات
هل تسقط فريضة الحج عن ذوي الهمم؟.. دار الإفتاء تجيب‬

وفقاً للقانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يُعرَّف الأشخاص ذوو الإعاقة بأنهم كل من يعاني من إعاقة أو عيب كلي أو جزئي، سواء كان جسدياً أو عقلياً أو فكرياً أو حسياً، بشرط أن يكون هذا العيب أو العيب دائماً ويمنعه من المشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين بسبب عوائق مختلفة.

حكم الحج لذوي الاحتياجات الخاصة

ردت دار الإفتاء المصرية على فتوى قدمت إليها بشأن الضوابط الشرعية لحج ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات الذهنية والجسدية، بأن الضوابط الشرعية للحج بالنسبة للمعاقين جسدياً من المسلمين هي ما ينطبق على الأصحاء، لأن الحج واجب على القادر سواء كان منفرداً أو مع غيره. فإن الله تعالى يقول: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) . [آل عمران: 97]

وأضافت أن الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، حيث إن إعاقتهم لا تعفيهم من البلوغ، حيث أن عمرهم العقلي وليس عمرهم هو عمر البالغين الذين يدركون محيطهم، أي 15 سنة فأكثر أو أصغر من 15 سنة، لكنهم بحسب المختصين يدركون الإدراكات الحسية للجنس الآخر، مثل التي يعيشها الرجل الذي يحتلم أو المرأة التي تحتلم أو الحائض، بغض النظر عما إذا كان لديهم إعاقة جسدية وهذا النوع من الإعاقة الذهنية أو كانت مقتصرة على إعاقتهم الذهنية. فالحج عندهم صحيح ويسقط الوجوب، سواء حجوا من مالهم الخاص أو من مال غيرهم.

ويصح الحج والعمرة لمن منعه عجزه العقلي من الواجبات السابقة، بشرط أن ينقل إلى المشاعر بمساعدة غيره، سواء من ماله الخاص أو مال غيره، ويؤدي الحج أو العمرة مع مراعاة الأركان والشروط. وهذا يعني أن ذلك يوضع في ميزان أعمالهم ويرتفع بهم المقام، مع أن ذلك لا يغني عن الحج الواجب أو العمرة الواجبة عند من قال بوجوب العمرة كالمذهب الشافعي. وهذا يعني أن المعاق ذهنياً إذا برئ من مرضه وعجزه وأصبح قادراً على الفعل فإنه يجب عليه أداء الحج والعمرة الواجبين عند من ألزمهما.

الشريعة الإسلامية تحمي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

وفي هذا السياق قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية الأسبق إن دين الإسلام هو دين الرحمة واليسر لعباد الله. يقول الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: 185). “وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (بعثت بالسمحة).”

وأضاف أن من محاسن الشريعة الإسلامية أنها خففت عن بعض المكلفين أعباء كثير من العبادات والفرائض. ومن بين الذين اختارتهم الشريعة الإسلامية الكريمة لمزيد من التخفيف والتخفيف هم الأشخاص ذوو الإعاقة، سواء كانت بدنية أو عقلية أو كليهما. وقد عرف الإسلام أعذارهم، وأعفاهم من كثير من الواجبات الشرعية، سواء كانت واجبة مشروعة، أو مندوبة تطوعاً. يقول الله تعالى: (ليس على الأعمى ولا الأعرج ولا المريض حرج). [الفتح: ١٧]

وتابع قائلاً إن البيضاوي يقول في “أنوار التنزيل وأسرار التأويل” (5/129، طبعة دار إحياء التراث العربي): “هذه الآية الكريمة ترفع المشقة عن المتخلفين عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذر، وترفع عنهم التهديد والعقاب الذي يقع على المتخلفين عن الجهاد بلا عذر”. نهاية الاقتباس. مقتبس من

وذكر أيضاً أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها دليل على رفع الحرج عن أصحاب الأعذار. روى الإمام البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب».

توصية دار الإفتاء المصرية بشأن “ذوي الإعاقة”

وأخيراً تدعو دار الإفتاء المصرية كافة فئات المجتمع إلى معاملة أصحاب الهمم بكل احترام. ويجب على المؤسسات التعليمية وجماعات المناصرة ووسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها من خلال رفع الوعي بخطورة تشويه سمعة هؤلاء الأفراد وخلق ثقافة احترام حقوقهم والتفاعل المناسب معهم.


شارك