وزير الري: مصر ترفض استخدام المياه كأداة للضغط السياسي

منذ 4 ساعات
وزير الري: مصر ترفض استخدام المياه كأداة للضغط السياسي

أهمية تعزيز التعاون الإقليمي واحترام قواعد القانون الدولي

يتم تدمير البنية التحتية للمياه في قطاع غزة بشكل ممنهج.

أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم رفض مصر التام لاستخدام المياه كوسيلة ضغط سياسي. ويشكل هذا انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وفي كلمة ألقاها اليوم السبت في مؤتمر بغداد الخامس للمياه، أعرب السويلم عن قلق مصر العميق إزاء التدمير الممنهج للبنية التحتية للمياه في قطاع غزة، مضيفا: “هذا يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية ويهدد إمدادات المياه لملايين المدنيين”.

وتابع: “الماء ليس مجرد مورد مائي، بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان. لا ينبغي استخدامه كأداة للابتزاز أو الصراع، بل جسر للتعاون والسلام”.

وقال الوزير إن أكثر من 90 في المائة من سكان الدول العربية يعانون من ندرة المياه الحرجة، وإن 21 دولة عربية تعتمد على موارد مائية مشتركة، وأن أكثر من 60 في المائة من المياه المتاحة تأتي من خارج المنطقة العربية.

وتابع: “هذا يؤكد أهمية تحقيق التنمية المستدامة ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون الإقليمي واحترام قواعد القانون الدولي للمياه، وخاصة فيما يتعلق بالإخطار المسبق وتبادل البيانات ومبدأ عدم الإضرار”.

وأضاف السويلم أن المنطقة العربية تواجه تحديات كبيرة في مجال المياه. نتيجة للنمو السكاني السريع، وزيادة الطلب على المياه، وتغير المناخ، وانخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة؛ ويؤدي هذا إلى زيادة معدل التصحر الذي قد يتجاوز 60%.

وأشار إلى دراسة مشتركة لليونسكو والمنظمة العربية للتنمية الزراعية (أكساد) تظهر أن العجز المائي في العالم العربي قد يصل إلى نحو 261 مليار متر مكعب بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لسد الفجوة بين الموارد المائية والطلب على المياه.

وأكد الدكتور هاني سويلم أن دمج المياه والتكنولوجيا لم يعد ترفا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والأمن المائي. ويجسد هذا مبدأ “إنتاج المزيد باستخدام أقل”، وهو أحد المبادئ الأساسية لتحقيق الإدارة المستدامة وزيادة كفاءة استخدام الموارد المائية من خلال زيادة الإنتاجية الزراعية مع استخدام كميات أقل من المياه، وتبني التقنيات المتقدمة وتحسين الممارسات، وبالتالي تحقيق الكفاءة والإنصاف.

وأشار إلى أن اختيار عنوان مؤتمر بغداد “المياه والتكنولوجيا: شراكة من أجل التنمية” يتوافق مع رؤية وزارة الموارد المائية والري المصرية في تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا. ولمعالجة مشاكل المياه الناجمة عن النمو السكاني، يُنظر إلى تحلية المياه لإنتاج الغذاء المكثف باعتبارها حلاً مستقبلياً لمعالجة مشاكل المياه والغذاء في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن الدولة المصرية تتخذ العديد من الإجراءات وتنفذ العديد من المشروعات لتطوير منظومة المياه، معتمدة على التقنيات الحديثة من خلال إدخال محاور الجيل الثاني من نظام الري 2.0.

وأوضح: “يتركز الاهتمام على معالجة المياه وتحلية المياه لإنتاج الغذاء المكثف”، على سبيل المثال من خلال إنشاء ثلاث محطات كبيرة لمعالجة المياه في مناطق الدلتا الجديدة وبحر البقر والمحسمة؛ التركيز على التحول الرقمي؛ التركيز على الإدارة الذكية؛ إعادة تأهيل شبكات المياه والقنوات؛ التركيز على التكيف مع تغير المناخ؛ توسيع نطاق جمعيات مستخدمي المياه؛ التركيز على تنمية الموظفين وتدريبهم؛ مركز الوعي؛ وأولويات العمل الخارجي في قطاع المياه.

وأكد السويلم أن معالجة مشاكل المياه في منطقتنا العربية تتطلب التوسع في تطوير الحلول البديلة والمبتكرة، بما في ذلك تعظيم الاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية، مثل معالجة المياه وإعادة استخدامها، واستخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. دعم الأنماط الزراعية التي تتكيف مع الموارد المائية الشحيحة وتحقق أعلى عائد اقتصادي.

ودعا وزير الري كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية للمشاركة في فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، والذي يقام خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر الجاري تحت شعار “حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ والاستخدام المستدام للمياه”. ويهدف الحدث إلى جمع وزراء المياه والزراعة العرب لتعزيز التعاون العربي وتمهيد الطريق لتنفيذ مشاريع واقعية تحقق الأمن المائي وتدعم التنمية المستدامة.


شارك