حملة شعبية غربية لوقف الإبادة الجماعية في غزة.. الشعوب تعلن الحرب على إسرائيل

منذ 4 ساعات
حملة شعبية غربية لوقف الإبادة الجماعية في غزة.. الشعوب تعلن الحرب على إسرائيل

منذ السابع من أكتوبر 2023، يشهد العالم حرب إبادة ممنهجة يشنها النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن هذه الحرب أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 130 ألف شخص، وتشريد نحو مليوني فلسطيني.

بعد وقف إطلاق النار الهش الذي انتهكته إسرائيل بعد شهرين فقط، يقوم جيش الاحتلال بقتل المئات من الأشخاص كل يوم منذ أكثر من 75 يومًا وتدمير أحياء بأكملها في قطاع غزة المحاصر. ويترك السكان يعانون من الجوع ويجبرهم على الفرار أو الموت جوعاً أو الموت بسبب القصف.

ومنذ اندلاع هذه الحرب، فشلت قرارات المجتمع الدولي، ممثلاً بمجلس الأمن والأمم المتحدة، في وقف آلة القتل الإسرائيلية. وهذا ينطبق بشكل خاص على الفيتو الأميركي، الذي صوّت مراراً وتكراراً ضد قرارات وقف إطلاق النار. وتظل هذه القرارات معلقة، وتستمر الإبادة الجماعية.

أعربت العديد من الشعوب حول العالم عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، على الرغم من أن حكوماتها تدعم الكيان الصهيوني. وشهدت كافة الدول الغربية وحتى الجامعات الأميركية في الولايات المتحدة احتجاجات عديدة ضد الإبادة الجماعية الممنهجة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. ورغم شدة هذه الاحتجاجات، التي شملت أيضاً غير العرب وغير المسلمين، فإنها لم تتمكن من ممارسة الضغط الكافي لإنهاء هذه الحرب. وبفضل استخدام القوة العسكرية المتطورة والسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام الأميركية والغربية، استمرت هذه الحرب في حصد المزيد والمزيد من الأرواح. وهذا ما جعل شعوب العالم تشعر بالإحباط والعجز، مما دفعها إلى تطوير آلية جديدة لمواجهة انتهاكات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

الحملة الشعبية لدعم التدخل العسكري وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة

والتطور الجديد هو أن ما يسمى بـ “الحملة الشعبية لدعم التدخل العسكري وإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة” تحت الوسم “#حماية_فلسطين” غمرت منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة.

يُطلب من كل من يرغب بدعم الحملة والمشاركة فيها التقاط صورة لنفسه وهو يحمل لافتة مكتوب عليها “أؤيد التدخل العسكري لوقف الإبادة الجماعية في غزة” ثم نشر هذه الصورة على حساباته الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل X و Facebook و Instagram و TikTok مع هاشتاج #ProtectPalestine.

وتعني هذه العبارة أن الشخص يطالب الممثلين السياسيين والدبلوماسيين بالتدخل عسكريا لوقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

هدف الحملة

وتهدف الحملة إلى حشد الدعم الدولي لوقف الإبادة الجماعية والهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. ويهدف القرار أيضا إلى إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن شعوب العالم تشعر بالغضب إزاء التطهير العرقي المستمر للفلسطينيين في قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. يضاف إلى ذلك الحصار والمجاعة المفروضة منذ بداية الحرب، مما أدى إلى انتشار المجاعة بين الأطفال ووفاة العديد منهم. وأدرك المشاركون في الحملة أيضًا أن الطريقة الوحيدة لوقف العدوان الإسرائيلي هي التدخل العسكري، وهو تكتيك جديد في الاحتجاجات الشعبية.

ما هي جنسيات المشاركين في الحملة؟

وعلى عكس التوقعات، لم تقتصر الحملة على شخصيات فلسطينية أو عربية، بل شملت أيضاً تقارير من ألمانيا وإيطالية وهولندية ودول شرق آسيا. وهذا يدل على أن الإبادة الجماعية في غزة هي قضية إنسانية تمس الضمير العالمي وليست مقتصرة على العرب أو المسلمين.

ردود الفعل على الحملة

ومن خلال رصد منصات التواصل الاجتماعي التي استخدمت هاشتاج الحملة #حماية_فلسطين، تبين أن الحملة بدأت أمس. ومع ذلك، اكتسبت حسابات الحملة المسماة “حماية فلسطين” آلاف المتابعين، على الرغم من أنها أطلقت في يناير/كانون الثاني 2025 فقط.

على منصة X، حصل حساب الحملة حتى الآن على أكثر من 8000 متابع، وعلى إنستغرام بلغ عدد المتابعين أكثر من 11000، وشارك أكثر من 100 شخص من خلال نشر صورهم ولافتات الحملة على حساباتهم. وعلى تطبيق تيك توك، تجاوز عدد المنشورات الداعمة للحملة 2000، كما أن عدد الداعمين على فيسبوك يتزايد بشكل مطرد.

وحتى خارج هذه المنصات، يرفع السياسيون والصحافيون والأكاديميون والجنرالات السابقون في أوروبا وأميركا أصواتهم بطريقة غير مسبوقة، ويدعون إلى تدخل عسكري دولي. وفي واقع الأمر، بدأ كثير منهم يتحدثون صراحة عن ضرورة تسليح الفلسطينيين. على سبيل المثال، قال الكاتب الأميركي ماكس بلومنثال: “لقد حان الوقت لتزويد الشعب الفلسطيني بالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسه، كما فعلنا مع أوكرانيا”.

الحزب الداعم للحملة

وفي بحثنا عن داعمين للحملة، عثرنا على موقع إلكتروني يحمل هاشتاج “حماية فلسطين”. وعلى عكس المواقع الأخرى التي تحتوي على صفحة تعريفية، لم يشر الموقع إلى انتمائه إلى أي منظمة. ومع ذلك، فإن صفحة الأسئلة الشائعة تنص على أن حماية فلسطين هي مبادرة شعبية نظمتها مجموعات التضامن من جميع أنحاء العالم وليست تابعة لأي بلد.

لماذا نحمي فلسطين؟

ركزت الحملة على الإجابة على هذا السؤال: لماذا نحمي فلسطين؟ والجواب هو أن القانون الدولي يُلزم الدول بذلك. وبموجب القانون الدولي، يجب إنشاء قوة عسكرية دولية لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، وضمان حق تقرير المصير، وخاصة في ضوء الأدلة التي تؤكد تواطؤ إسرائيل في الإبادة الجماعية.

أدلة على تورط إسرائيل في الإبادة الجماعية

وسلطت الحملة الضوء على أدلة قوية على تورط إسرائيل، وخاصة حكم محكمة العدل الدولية الصادر في فبراير/شباط 2024 والذي أدان إسرائيل بالتطهير العرقي. كما قدمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيون أدلة على الهجمات المستهدفة على المناطق المدنية، وتدمير البنية التحتية، والنزوح الجماعي، والاستخدام المنهجي للتعذيب والعنف الجنسي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك تصريحات رسمية صادرة عن سياسيين إسرائيليين تشير إلى وجود نية إبادة جماعية.

شهود عيان

خصصت الحملة صفحة لشهادات سكان قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث توثق هذه الشهادات الإبادة الجماعية للسكان المدنيين، وبالتالي تعزز المطالبة بقوة عسكرية دولية لحمايتهم.

الأساس القانوني للحملة

وأشارت الحملة إلى أن القانون الدولي يلزم الدول، عندما يكون هناك تهديد بالإبادة الجماعية، باتخاذ جميع التدابير اللازمة، بما في ذلك العمل العسكري، لوقف هذه الجرائم. ويحظر أيضًا دعم الأطراف التي ترتكب هذه الجرائم. وأشارت الحملة إلى أن هذه الالتزامات منصوص عليها في المواد المتعلقة بمسؤولية الدولة التي وضعتها لجنة القانون الدولي.

الاستراتيجيات التي اعتمدتها الحملة

1. الضغط على منظمة التعاون الإسلامي وطالبت الحملة بتشكيل تحالف مسلح من الدول الأعضاء، ووفرت نموذجا إلكترونيا للمراسلات مع سفارات الدول الأعضاء، لكنها لم تتلق أي رد حتى الآن.

2. الضغط على تحالف لاهاي ودعت الحملة هذا التحالف الذي يضم ثماني دول إلى إنشاء قوة عسكرية لحماية الفلسطينيين، وقدمت نموذج بريد إلكتروني لسفرائها لمعالجته.

3. خطاب إلى البرلمانات الوطنية ووفر الموقع وسيلة للتواصل مع أعضاء البرلمان لحشد الدعم لتشكيل تحالف عسكري لإنهاء الإبادة الجماعية.

4. الاجتماعات عبر الإنترنت نظمت الحملة اجتماعا في X Space في 4 مايو لتقديم أهدافها.

5. دعوة منظمات المجتمع المدني ودعت الحملة المنظمات للمشاركة عبر البريد الإلكتروني.

 

هل الإنسان هو الحل؟

وتصل الحملة إلى مرحلتها النهائية مع إطلاق مبادرة شعبية تؤيد التدخل العسكري. أبطاله هم أفراد متحدون ليس من خلال أيديولوجية سياسية، بل من خلال إنسانيتهم. ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها حملة شعبية إلى الحرب. وهذا يعكس الطبيعة المروعة لجرائم إسرائيل ويثير السؤال: هل يستطيع البشر أن ينجحوا حيث فشلت الدول؟


شارك