الصحة العالمية تحذر من انهيار وشيك للنظام الصحي في غزة مع تصاعد حدة الأعمال العدائية

منذ 5 ساعات
الصحة العالمية تحذر من انهيار وشيك للنظام الصحي في غزة مع تصاعد حدة الأعمال العدائية

د. حنان بلخي: تم تسجيل 28 اعتداءً على مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، ليصل إجمالي الاعتداءات منذ أكتوبر 2023 إلى 697 اعتداءً.

تم إغلاق أربعة مستشفيات رئيسية في قطاع غزة، وتعرض ما لا يقل عن 94% من المستشفيات للضرر أو الدمار.

ويبلغ عدد سرير المستشفيات في قطاع غزة نحو 2000 سرير، ويبلغ عدد سكان القطاع أكثر من مليوني نسمة.

وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن العمليات العسكرية المكثفة التي تشنها إسرائيل تهدد نظاماً صحياً ضعيفاً بالفعل على وشك الانهيار، في حين تتعمق الأزمة مع النزوح الجماعي ونقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية والوقود والمأوى.

وفي كلمتها حول الوضع في غزة أمام الدورة الثامنة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، أكدت بلخي أن أربعة مستشفيات رئيسية في قطاع غزة – مستشفى كمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، ومستشفى غزة الأوروبي – اضطرت إلى تعليق الخدمات الطبية الأسبوع الماضي لأنها تقع بالقرب من مناطق الصراع أو الإخلاء وكانت أيضًا تحت الهجوم.

وأضاف بلخي أن المنظمة سجلت خلال الآونة الأخيرة 28 اعتداء على العاملين في مجال الرعاية الصحية في قطاع غزة، ليرتفع إجمالي الاعتداءات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 697 اعتداء.

وأوضح المدير الإقليمي أن من بين 36 مستشفى في قطاع غزة، لا يزال 19 مستشفى فقط يعمل، بما في ذلك مستشفى واحد يقدم الرعاية الأساسية للمرضى الذين ما زالوا في قطاع غزة. وحتى هذه المستشفيات تعاني من نقص حاد في الإمدادات، ونقص في الكوادر الطبية، وانعدام الأمن المستمر، والعدد المتزايد بسرعة من الإصابات.

وتابعت: “في المقابل، تعمل الفرق الطبية بلا كلل في ظل ظروف بالغة الصعوبة. ومن بين المستشفيات التسعة عشر المذكورة، يقدم مستشفى واحد فقط رعاية طبية شاملة، بينما تقتصر بقية المستشفيات على تقديم خدمات الطوارئ الأساسية”.

وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 94 في المائة من جميع المستشفيات في قطاع غزة تعرضت للضرر أو الدمار. وهناك أيضا خطر أن يؤدي تصعيد الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء الجديدة في شمال وجنوب قطاع غزة خلال اليومين الماضيين إلى إخراج المزيد من المرافق الصحية عن الخدمة. وتشمل هذه المرافق مستشفى واحدا وإحدى عشر مركزا للرعاية الأولية و13 محطة رعاية طبية داخل مناطق الإخلاء، فضلا عن خمسة مستشفيات ومستشفى ميداني واحد وتسعة مراكز للرعاية الأولية و23 محطة رعاية طبية ضمن دائرة نصف قطرها 1000 متر من هذه المناطق.

وتابعت: “الخدمات الصحية في شمال غزة شبه معدومة، ومستشفى العودة يعمل بمستوى محدود، ويعمل حاليًا كغرفة طوارئ للمصابين بجروح خطيرة فقط. حتى هذا المستشفى مُعرّض لخطر الإغلاق الوشيك بسبب انعدام الأمن المستمر ومحدودية الوصول”.

وأشار بلخي إلى أن هجوما على الطابق الثالث من المستشفى وقع الأربعاء، ما أدى إلى إصابة أحد العاملين في المجال الطبي. كما تضرر خزان المياه وأنبوب المياه نتيجة الأعمال العدائية في المنطقة. لسوء الحظ، تعرض المستشفى للهجوم مرة أخرى اليوم. وذكرت التقارير أن الهجوم أدى إلى إلحاق أضرار بالطابقين الثالث والرابع وإصابة اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وقال بلخي إن الحرائق اندلعت في خيام الفرز، بما في ذلك خيمة تابعة لمنظمة الصحة العالمية. تم حرق جميع المواد الطبية المخزنة في المستودع وتدمير المركبات الموجودة في الطابق السفلي. وبالإضافة إلى ذلك، تعرقلت مهمة بعثة منظمة الصحة العالمية التي كانت تحاول الوصول إلى المستشفى. أصبح المستشفى الإندونيسي خارج الخدمة وغير قابل للوصول منذ 18 مايو بسبب الوجود العسكري المستمر. اضطرت بعثة منظمة الصحة العالمية إلى إلغاء زيارتها للمستشفى أمس بسبب الوضع الأمني بعد انتظار دام قرابة أربع ساعات للحصول على إذن بالاستمرار.

وأوضح المدير الإقليمي أن فريق منظمة الصحة العالمية يخطط لتوصيل الغذاء والمياه للمرضى وتقييم حالتهم الصحية وتحديد المعدات الطبية الأساسية التي يمكن نقلها. حاولت المنظمة اليوم الدخول إلى المستشفى، إلا أن مهمتها تعطلت مرة أخرى.

وقالت الدكتورة حنان بلخي إن مستشفى كمال عدوان هو المركز الوحيد لعلاج سوء التغذية الحاد الشديد في شمال قطاع غزة. لكن المستشفى أغلق أبوابه في 20 مايو/أيار بعد تصاعد حدة القتال في المنطقة، واضطر المرضى إلى إخلاء المستشفى أو مغادرته قبل استكمال علاجهم.

وفي جنوب قطاع غزة، يعاني مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل ومستشفى الأقصى من ضغوط هائلة بسبب تزايد أعداد الجرحى. ويتفاقم الوضع أكثر مع موجة جديدة من النزوح إلى دير البلح وخانيونس. لقد أصبح مستشفى غزة الأوروبي خارج الخدمة منذ الهجوم الذي وقع في 13 مايو. وقد أدى ذلك إلى عدم توفر خدمات حيوية مثل جراحة الأعصاب وأمراض القلب وعلاج السرطان – وهي جميع الخدمات غير متوفرة في أي مكان آخر في غزة.

وأكد بلخي أنه رغم أن عدد سكان قطاع غزة يزيد عن مليوني نسمة، إلا أنه لا يتوفر حاليا سوى 2000 سرير في المستشفيات في قطاع غزة. ويؤدي هذا إلى نقص كبير في عدد الأسرة مقارنة بالطلب الحالي. ورغم هذا العدد المحدود من الأسرة، هناك خطر فقدان ما لا يقل عن 40 سريراً في المستشفيات في مناطق الإخلاء التي أُعلن عنها مؤخراً. وقد يتم فقدان 850 سريراً إضافياً إذا تدهورت الأوضاع في المرافق الصحية القريبة من هذه المناطق.

وأشار بلخي إلى أن الأعمال العدائية المستمرة والوجود العسكري يجعل من الصعب على المرضى الحصول على الرعاية الطبية، ويمنع العاملين في المجال الطبي من تقديم الخدمات، ويعرقل جهود المنظمة وشركائها لتزويد المستشفيات بالإمدادات الضرورية. وأضافت أن “أي إغلاق قسري للمستشفى يحرم المرضى من الوصول إلى الرعاية الصحية ويقوض جهود المنظمة وشركائها في دعم والحفاظ على النظام الصحي في غزة”.


شارك