هل تحدد التأشيرة صلاحية الحج؟ وهل الكذب في استخراج البيانات حرام شرعا؟ الإفتاء توضح

بعض الناس يذهبون للحج بتأشيرات مزورة مع علمهم بذلك. وقد يقع آخرون في نفس الموقف إذا قاموا بأداء الحج بتأشيرة مزورة دون أن يعلموا بذلك. وفي هذا التقرير نعرض رأي دار الإفتاء المصرية في هذه المسألة.
رأي المفتي نصر فريد واصل في حكم أداء الحج بتأشيرة مزورة
وفي رده على سؤال موجه لدار الإفتاء بشأن حكم السفر للحج بتأشيرة مزورة، أوضح الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق أن تأشيرات الحج من الضوابط الشرعية التي يجوز إصدارها لحماية مصالح الأفراد والمجتمع. لذلك يجب الالتزام بها بشكل صارم ويحظر تقليدها. إذا خالف بعض الناس هذه القاعدة وقاموا بالحج بتأشيرات مزورة مع علمهم بذلك، فقد ارتكبوا إثماً أمام الله، وجريمة دنيوية تستحق العقوبة، حتى لو كان الحج صحيحاً. ومن جهل هذا التزوير فلا إثم عليه وحجه مقبول إن شاء الله.
وأضاف أن هذه التأشيرات لم تكن موجودة في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا في عهد أصحابه (رضي الله عنهم أجمعين). بل إنها قواعد جديدة يجب على الأفراد اتباعها وعدم انتهاكها. فإن الله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (النساء: 59).
وأضاف أن بعض من يخالف هذه القاعدة ويؤدي الحج بتأشيرات مزورة فقد ارتكب جريمة دنيوية خطيرة لو علم بذلك وسيعاقب قانونيا لعدم اتباعه تعليمات ولي الأمر. وذلك لأن هذه التأشيرات هي مجرد تصريح لدخول البلاد وليست تأشيرات لصلاحية الحج.
وأوضح أن الحجاج الذين لم يعلموا بهذا الاحتيال قاموا بواجبهم الشرعي وسوف يثابون عليه. ويجوز لهم الحج إن شاء الله ما داموا قد التزموا بجميع مناسك الحج وأركانه وشروطه الشرعية.
تزوير التأشيرة يعتبر خطيئة خطيرة.
كما قال الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية في مقطع فيديو على القناة الرسمية للدار على يوتيوب، فإن الله تعالى أمر بطاعة ولي الأمر، وأن تزوير تأشيرة الحج من كبائر الذنوب. ولا يجوز للحاج أن يزوّر تأشيرة ويسافر بدونها، لأن ذلك من إخلال بطاعة ولي الأمر. وأضاف أنه إذا قام الحاج بأداء مناسك الحج بهذه الطريقة فإنها تعتبر صحيحة، ولكن يتحمل الحاج إثم تزوير التأشيرة.
الفرق بين صحة الحج وجوازه
رد فضيلة المفتي العام الأسبق الدكتور علي جمعة على سؤال موجه لدار الإفتاء بشأن صحة الحج للعاملين بنظام العقود في السعودية خلال موسم الحج. وأوضح أن هناك فرقاً بين صحة الحج وجوازه.
وتابع أن الحج صحيح إذا توفرت أركانه وفرائضه، ويسقط عنه إذا كان حجة الإسلام، ويعتبر الحج تطوعاً إذا لم يكن حجة الإسلام. أما فيما يتعلق بالقبول، فهذا أمر مختلف. على سبيل المثال، إذا كان عقد عملك يمنعك من أداء فريضة الحج، ولكنك خالفت هذا العقد وأديت فريضة الحج، فهذا إثم. لمخالفته شروط العقد وما يترتب عليه من ضرر لك ولغيرك، مع أن الحج صحيح إذا توفرت أركانه وشروطه.
حكم الكذب في الحج
وفي سياق مماثل، أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الكذب في الحج، حيث يلجأ بعض الناس إلى الكذب في المعلومات التي تطلبها الجهات الرسمية من أجل السفر إلى الحج. على سبيل المثال، قد يدعي السائق زوراً أنه سافر سابقاً إلى الحج من أجل الحصول على عقد عمل سائقاً خلال موسم الحج، أو قد يتخلف عن الالتزام بالمدة المسموح بها لأداء المناسك والبقاء في الأراضي المقدسة للعمل أو العبادة.
وكان الرد على الفتوى أن كل هذا محرم شرعا لأنه يتضمن الكذب والغش والخديعة المذمومة، وهي كلها أفعال يبغضها الله ورسوله، مع أن الحج في جوهره طاعة. لا يمكن تحقيق الطاعة عن طريق المعصية.