منظمة الصحة العالمية تعتمد اتفاقا تاريخيا بشأن الوقاية من الجوائح.. ما طبيعته؟

منذ 8 ساعات
منظمة الصحة العالمية تعتمد اتفاقا تاريخيا بشأن الوقاية من الجوائح.. ما طبيعته؟

اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية رسميا وبالإجماع اليوم الثلاثاء أول اتفاقية عالمية بشأن الأوبئة.

وقال المدير العام للمنظمة إن العالم أصبح أكثر أمانا اليوم لأن الدول الأعضاء، من خلال قيادتها وتعاونها والتزامها، اعتمدت هذا “الاتفاق التاريخي”.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صدر اليوم إن هذا القرار التاريخي للجمعية العالمية للصحة الثامنة والسبعين هو نتيجة لأكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة التي بدأتها الحكومات استجابة للتأثير المدمر لجائحة كوفيد-19. هدفهم هو جعل العالم أكثر أمانًا وعدلاً في مواجهة الأوبئة المستقبلية.

*تأثير جائحة كورونا

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن هذا الاتفاق يمثل انتصارًا للصحة العامة والعلم والتعددية”. وهذا من شأنه أن يمكّننا من حماية العالم بشكل أفضل من الأوبئة المستقبلية. كما يمثل هذا اعترافًا من المجتمع الدولي بأن مواطنينا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا لا ينبغي أن يتعرضوا لخسائر مماثلة لتلك التي شهدناها خلال جائحة كوفيد-19.

اعتمدت الحكومات اليوم اتفاقية الوقاية من الأوبئة والاستعداد لها والاستجابة لها في جلسة عامة لجمعية الصحة العالمية، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة الصحة العالمية.

ويأتي هذا التبني بعد موافقة وفود الدول الأعضاء على الاتفاقية أمس الاثنين بأغلبية الأصوات (124 لصالح، لا ضد، و11 امتناع عن التصويت) في اللجنة.

*منع ظهور جائحة مستقبلية

وقال الدكتور تيودورو هيربوسا، وزير الصحة في الفلبين ورئيس جمعية الصحة العالمية لهذا العام: “نظرًا لأن كوفيد كان حالة طوارئ تحدث مرة واحدة في كل جيل، فإن اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الأوبئة توفر فرصة فريدة للبناء على الدروس المستفادة من هذه الأزمة وضمان حماية الناس في جميع أنحاء العالم بشكل أفضل في حالة حدوث جائحة مستقبلية”.

وتنص الاتفاقية على المبادئ والنهج والأدوات اللازمة لتحسين التنسيق الدولي في العديد من المجالات من أجل تعزيز البنية الصحية العالمية للوقاية من الأوبئة والاستعداد لها والاستجابة لها.

ويشمل ذلك الوصول المتساوي وفي الوقت المناسب إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيصات.

*السيادة الوطنية

كما تم طرح مسألة السيادة الوطنية عدة مرات خلال المفاوضات حول الاتفاق. وعكس هذا ادعاءات كاذبة على الإنترنت مفادها أن منظمة الصحة العالمية كانت تحاول بطريقة ما انتزاع السيطرة من البلدان.

وينص الاتفاق صراحة على أن هذا ليس هو الحال. وتنص على أن منظمة الصحة العالمية ليس لديها سلطة تغيير القوانين الوطنية أو التأثير عليها أو إجبار البلدان على اتخاذ تدابير مثل حظر السفر أو متطلبات التطعيم أو تنفيذ عمليات الإغلاق.

*الخطوات التالية

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها إن اعتماد الاتفاق ليس نهاية الطريق، بل هو بداية العملية. والخطوة التالية هي وضع الاتفاق موضع التنفيذ. ولتحقيق هذه الغاية، سيتم الشروع في عملية صياغة والتفاوض، من خلال مجموعة عمل حكومية دولية، على نظام للوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم الفوائد الناتجة عن ذلك.

وسيتم مناقشة نتائج هذه العملية في جمعية الصحة العالمية العام المقبل.

وبمجرد اعتماد الجمعية للملحق الخاص بنظام الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم المنافع، ستكون الاتفاقية مفتوحة للتوقيع والتصديق، بما في ذلك من قبل الهيئات التشريعية الوطنية. وسوف تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد تصديق 60 دولة عليها.

وتشمل الأحكام الأخرى للاتفاق إنشاء آلية تمويل جديدة للوقاية من الأوبئة والاستعداد لها والسيطرة عليها، فضلاً عن شبكة عالمية لسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية.

تهدف الشبكة إلى تعزيز وتسهيل إزالة الحواجز وضمان الوصول العادل والسريع والآمن وبأسعار معقولة إلى المنتجات الصحية المتعلقة بالأوبئة للبلدان المحتاجة أثناء حالات الطوارئ الصحية ذات الاهتمام الدولي، بما في ذلك الأوبئة، ومنع مثل هذه حالات الطوارئ.


شارك