أبو الغيط: الإسلاموفوبيا أصبحت ظاهرة خطيرة لا يمكن التغاضي عنها

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن ظاهرة الإسلاموفوبيا انتشرت بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة وأصبحت تشكل تهديدا خطيرا لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه.
وشدد على ضرورة تنسيق الجهود لتسليط الضوء على حجم المشكلة والبحث وتحليل جذورها والبحث عن حلول واضحة وفعالة لمعالجة المشكلة بشكل حاسم ومنع تكرارها مستقبلا.
جاء ذلك في كلمته خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا الذي عقد اليوم الثلاثاء تحت عنوان “الإسلاموفوبيا.. المفهوم والممارسة في السياق العالمي الراهن”.
ألقى الكلمة نيابةً عنه السفير أحمد رشيد خطابي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال. وحضر الحفل أيضًا الدكتورة أميرة الفاضل، مستشارة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور سالم بن محمد المالك؛ والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ والمستشار بيشوي باسيل، المستشار القانوني لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والمنسق العام للمكتب الفني البابوي.
أسباب تفاقم الظاهرة وآثارها
أوضح أبو الغيط أن انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا يعود إلى عوامل سياسية واجتماعية وثقافية، منها ضعف التشريعات، والربط المُصطنع بين الإرهاب والتطرف، والجهل بالقيم والتعاليم الإسلامية، والتحريض الإعلامي، والقلق على الآخرين، والخوف على الهوية الوطنية. وقد أدى ذلك إلى انتشار رهاب المسلمين، والأفكار المسبقة، والصور النمطية الخاطئة، فضلًا عن انتشار خطاب الكراهية والعداء على نطاق واسع.
دعوة إلى تضافر الجهود الدولية
وشدد أبو الغيط على أن الجميع، من مواقعهم، يجب أن يتضافروا لمواجهة هذه الظاهرة بإحساس قوي بالمسؤولية يقع على عاتق جميع أصحاب المصلحة: الحكومات والمنظمات الدولية وممثلي المجتمع المدني.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة أدركت هذا الوضع المقلق من خلال إعلان اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا واعتماد قرار ينص على سلسلة من التدابير لمكافحة الإسلاموفوبيا، بما في ذلك تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة.
– جهود جامعة الدول العربية
أشار أبو الغيط إلى أن جامعة الدول العربية أصدرت عدة قرارات على مستوى القمة العربية ووزراء الخارجية، تدين مختلف أشكال التحريض على الكراهية الدينية والتطرف والإرهاب. ومن أحدث هذه القرارات القرار رقم 9131 الصادر عن الدورة 163 لمجلس الوزراء بتاريخ 23 أبريل 2025، بشأن “التسامح والسلم والأمن الدوليين”.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء تصاعد خطاب الكراهية والتعصب والتمييز على أساس الدين أو المعتقد بجميع أشكاله، وخاصة تلك الناجمة عن ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وصدور قرارات في هذا الشأن عن مجالس الوزراء المتخصصة.
وأضاف أنه استمرارًا لهذه الجهود، تعمل إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالأمانة العامة على تحديث الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات للفترة 2025-2030. وتتضمن هذه الاستراتيجية مجموعة من البرامج والأنشطة الهادفة إلى تعزيز مبادئ التسامح. يُذكر أن جامعة الدول العربية عضو فاعل في “مجموعة أصدقاء التحالف”، التي تضم 130 دولة و29 منظمة دولية، وقد شاركت في الدورة العاشرة للتحالف في نوفمبر الماضي بالبرتغال.
دور التعليم والإعلام في مكافحة الإسلاموفوبيا
أكد أبو الغيط على ضرورة تعزيز الأنظمة القانونية لمكافحة الخطاب الشعبوي والممارسات المشينة التي تُحرّض على كراهية الإسلام. كما أكد على الحاجة المُلِحّة لتطوير استراتيجيات في مجالات التعليم والثقافة والتكوين الديني، بما يضمن التأهيل الأكاديمي الكافي وإتقان اللغات الأجنبية، بما يُبرز سماحة قيمنا وكرامة تقاليدنا الاجتماعية.
كما أكد على أهمية دور الإعلام التقليدي والرقمي في تعزيز قيم التسامح والتعددية وقبول الآخر، وفي مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا. وأشار إلى أن الإعلام المتحيز الذي يبالغ في تضخيم الأخطاء، وينشر الصور السلبية، ويغذي الخطاب المتطرف، يزيد من تعقيد الوضع، ويؤدي إلى ممارسات عنصرية قد ترقى إلى مستوى الإرهاب، وتهدد الأفراد والمجتمعات. وتعكس هذه الممارسات استهتارًا غير مقبول بحرية المعتقد، وحرمة الأديان، وانتهاكًا لحرمة أماكن العبادة والرموز الدينية.